الى البطاقة الوطنية، من الملل ان نتكلم بحرقة ضمير عن الوضع الحالي في البلد! فالعراق ومنذ القدم سباق في الأزمات و استنزاف اهم مورد في الحياة وهو الأنسان. قد تكاسلت المقاهي بكراسيها المقيتة عن حمل احاديثنا الطويلة والبائسة عن الوطن و الوطنية عن السياسة و السياسي عن المجتمع و الفرد عن الروتين و الرشوة عن الدين و الحياة … عن كل شيء آخر في غرف النوم وحتى المسارح العامة.
اعلم انها مقدمة عادية جدا جدا في بلدان القهر والكبت و المحسوبية والتمييز وووالخ. من عبارات رنانة تصدح على مسامعنا عند كل طابور تقف فيه لأجل إنجاز ” ختم او توقيع ” من سلسلة طويلة من الهوامش فوق ورقة بيضاء بخط يدٍ قليلة الخبرة او التعليم تتحكم بمصير أنسان سحقتهُ الحباة و قوانين الغرف المغلقة التي يجتمع فيها قادة ” الفهم الرجعي” ليحمل المواطن اوزارهم و اوزار من تبعوهم الى يوم الدين.
عند مفترق هذه التقاطعات ولا اعرف ربما صدفة أو حقيقة ضبابية وفي بلداننا تكثر الضبابية مع الحقيقة والواقع للأسف، وانا أسير في صمت العامة لإحدى دوائر وزارة الداخلية والتي يفترض ان تكون خير تمثيل لحقيقة الدولة التي تحترم الشعب والمواطن بشكل عام ، وانا احاول ان انتهي من كل هذا الكابوس الذي حلمت فيه مرة ، واذا بإيقاف مستمر و رد لمعاملة كنت أظن انه من البساطة تنفيذها ؟!! ففي أغلب البلدان المحترمة بقوانينها و شعوبها تمنح الطفل الذي يأتي لهذه الدنيا الكئيبة ابسط حقوقه التعريفية كإنسان وهي “بطاقة الهوية ” و فوقها بوسة كما يقال في الحديث الشعبي. إلا أنني انصدمت بمعضلة إثباتها اصلا كون امها من غير بلد وتسكن في بلد اخر وهو شقيق يفترض وان أبيها وهو انا اسكن في بلد أصلي وثالث وهكذا تدور الدوائر الحكومية بي من كل الوزارات الا وزارة واحدة وهي التي يجب ان تكون مهتمة بالموضوع وهي وزارة الأنسان التي لا نجدها وليس من العجب في بلداننا العربية
المهم و المهم وبلا إطالة و وجع رأس هرعت وانا بموجة غضب لاشتكي وانا يأس بأس من تحقيق شيء حقيقةٍ ولكن شاءت الصدفة ان يكون الشخص المتواجد في هذا المكان ذو نبل ومخزون قيم لابأس فيه امام كل هذه التحديات في الحياة من اغراءات و تقلبات للضمائر التي تشترى و تباع بابخس الأثمان.. حيث قام المقدم ” ع ” مع حفظ الأسماء بالنهوض من خلف مكتبه الكبير و السير معي مصراً ع حل قضيتي وهي قضية رأي عام حقيقة قبل ان تكون قضية شخصية.. فقد حاول بانتفاضة منه ذاك اليوم ان يحقق شيء من العدالة الغائبة كثيرا في حياتنا و حاول و حاول حتى نجح في انقاذي من براثن الفساد الذي دفعني إليه يائساً مدير الدائرة بقصد ام من غيره .. ولكن ما يحدث في كل دائرة حكومية والسبب هو الفساد والاستبداد من رأس الدولة وحتى ذيولها الإدارية والمالية . انا لست سعيد لانني أنجزت جزء من المعاملة الطويلة والبائسة بل ازداد حزناً كل يوم أمر فيه بهذه الدوائر الحكومية ويزداد غضبي الداخلي من الوضع و احترق حزنا عن كل يوم قضيته وساقضيه بهذه البلاد والمؤسف انني زججت كائنً جميل صغير لا يعرف شيء عن قساوة هذه البلدان بقوانينها الرجعية وكانت نزوة سيدفع ثمنها و يلعنني كل يوم مليار مرة. سامحيني يا ابنتي العزيزة كانت مجرد نزوة وكنت انت قدر الحياة ان تجدك يوما فينا .. واني لاحاول ان اجعل من حياتك افضل بالتأكيد من حياتنا وساقدم لك جنسية محترمة يوما ما.