مدينة الاعظمية من أجمل مدن العاصمة العراقية بغداد ، ما يميزها الموقع الرائع على ضفاف نهر دجلة الحبيبة ، في قلب بغداد وما يميزها أيضا الإرث البغدادي العريق ، لم أزورها منذ عام 2002 ودائما أتحرق شوقا لها ، لكن الصراع الطائفي الذي عصف ببغداد بعد عام 2003 من جراء الاحتلال الأمريكي البغيض ، وكانت حصة الاعظمية كبير منه ، حيث عانوا أهلها الويلات ، فكيف بي وان من خارج الاعظمية ، يعني عند تفكيري الذهاب للاعظمية كان ينطبق علية عنوان المسلسل الكويتي القديم ( خرج ولم يعد ) ، وفي عام 2016 تم توجيه دعوة لي لزيارة الاعظمية من قبل احد الأصدقاء ، فرحتي لا توصف بهذه الدعوة على الرغم من شعور الحذر من ما اسمعه عنها ، المهم سوف أرى حبيبتي الاعظمية بعد فراق 14 عام شوق يشدني إلى رؤيتها ، وهناك كانت الصدمة .
عند دخولي الاعظمية أوقفتنا سيطرة عسكرية ( نقطة تفتيش ) وبدء التفتيش وعندما طلب الجندي أوراق السيارة وهويتي الشخصية ، المهم ضحك الجندي وقال أنت من احد المحافظات الجنوبية ، ماذا تفعل هنا ، الاعظمية خطرة عليك ، قلت له وهل إنا عبرت حدود العراق لدولة أخرى ، قال لا ولكن دخلت إلى إقليم الاعظمية ، فإجابته تلك في مفهوم دولتك التي تؤمن بالطائفية والجهوية والإقصاء والتهميش والقتل والتفريق بين الأديان والمذاهب ، إنا لا انتمي لدولتك هذه ، قال تستحق كل ما سيجري لك ، وفعلا كنت أتصوره مثل الإقليم حيث كان تحيط بتلك المدينة الجميلة الحواجز الكونكريتية والثكنات العسكرية ونقاط التفتيش ، المهم تذكرت الأيام الجميلة التي عشتها بالاعظمية وذهبت إلى اغلب المناطق وزرنا الأمام أبو حنيفة ، وأكلنا السمك على ضفاف نهر دجلة ، وأطيب من الطعام الكلمات الجميلة والنفس الراقية من آهل الاعظمية عندما عرفوا أني من خارج الاعظمية ، هذه كانت نهاية الأوقات الجميلة لنا نحن الأصدقاء الثلاثة احدهم من الاعظمية أكيد والأخر من الزعفرانية وانأ من الجنوب في الاعظمية ، بعد أن قررنا الذهاب إلى الكاظمية ليبدأ الجزء ثاني من تلك الرحلة ، فقد قررنا أن تكون سيرا على الإقدام عبر جسر الأئمة ، وإذا بداية الجسر عبارة عن ثكنة عسكرية ومعبر رئيسي من إقليم إلى أخر ، حيث خضعنا إلى إجراءات مشددة ، عجبا يا عراق ماذا حل بك ، شعبك جميل واحد يحب الأخر ، وحكومتك تسعى بتلك المشاهد أن تزرع الفرقة بين أبناء هذا الشعب العظيم بحجة الحفاظ على الأمن هم لا يعرفون أنهم يدخلون شعور سيء بقلب كل عراقي ، وعندما وصلنا إلى مدينة الكاظمية وبالتأكيد
كنا في حضرة الأمام موسى الكاظم عليه السلام ، حدث شي غريب جلس بالقرب مني رجل دين معمم ، سألنا من أين نحن وقلت له واحد من الاعظمية والثاني من الزعفرانية وإنا من الجنوب ، بعد أن رحب بنا ، قلت له هل يعجبكم ما يحصل بالعراق ، قال بالتأكيد لا ، قلت له وما هو الحل أجابني يجب تغير الحكومة ، قلت له الحكومة تتغير منذ 14 سنة تبدل حكومة إسلام سياسي بواحدة أخرى ، وهذا ليس بالحل انظر إلى أين وصل العراق ، قلت له نريد حكومة مدنية ( دولة مواطنة ) أساسها العدل والمساواة قال أن كانت الحل أهلا بها ، قلت له هل تصوت لها أجابني جواب غريب ومؤلم قال ( أتمنى العيش بالدولة المدنية لكن سوف أعطي صوتي لدولة الإسلام السياسي ) مع الأسف الذي يبدوا هذا حال اغلب العراقيين ، لكن اليوم أملنا كبير بالشعب العراق من اجل إنقاذ العراق من كل الكوارث التي أوصلنا لها الإسلام السياسي ، حتى يعود إقليم الاعظمية وإقليم الكاظمية إلى أجمل مدينتين في بغداد الحبيية والحال ينطبق على باقي مدن العراق ، لنكسر قيود العراق .
وان كنا نريد العيش بدولة مدنية ؟
لا نصوت لدولة الإسلام السياسي؟