22 ديسمبر، 2024 11:22 م

انطلقت بنا السيارة نحو المدينة عبر الحقول الممتدة على جانبي الطريق في يوم ربيعي ،الشمس مشرقة ، اشعتها الذهبية تداعب أوراق الأشجار ،نسائم الهواء العليل ورذاذ المطر يلامس الوجوه ، والأرض لبست حلتها الخضراء التي زادتها جمالا وعنفوانا ،وزينتها الورود بألوانها ،الفلاحون يعملون في الحقول وهم فرحين بالموسم الذي يبشر بالخير ،الأمطار سقطت في وقت مبكر من السنة ،السيارة تحمل (١٠) ركاب، وكل أثنين يتبادلان أطراف الحديث، الأحاديث متنوعة (اجتماعية ،ثقافية،اقتصادية، علمية) ، السائق مشغول ببرنامجه الصباحي وهو يستمع إلى اغاني فيروز ، ويراقب الطريق وخاصة بعض الشباب يقود سيارته بسرعة وهو حديث العهد بالسياقة ،وبتعليمات المرور، وعندما تصل السيارة إلى المدينة،تتوقف السيارة في المرأب(الكراج)،ويتوجه الركاب نحو اعمالهم في جولة أسواق المدينة ،ثم يعودون إلى السيارة،وهم يحملون حاجياتهم،وتبدأ رحلة العودة ،الركاب يبدو عليهم التعب ، وقسم يغلب عليهم النعاس ، باستثناء ألذين يقرأون صحف الصباح ، اما السائق يبحث عن أغانيه المفضلة لكي لا يغلب عليه النعاس ،ويسود الصمت في السيارة باستثناء صوت الاغاني ،والسائق ينظر إلى عبارة مكتوبة أمامه(لا تسرع يابابا نحن بانتظارك )، ويصل الركاب إلى مكان انطلاقهم بسلام ، رحلة ممتعة تتكرر هذه الرحلة يوميا،وتركنا السائق الذي كان هاديء المزاج،وتذكرت تلك العبارة التي تقول (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة).