23 ديسمبر، 2024 12:32 ص

رحلة مع التخرج… رحلة مع الفيس بوك…

رحلة مع التخرج… رحلة مع الفيس بوك…

سمعت صوت الموبايل وانغام الرنة الموسيقية الهادئة
وكاشف الأرقام يعلن لي من هو المتصل او المتصلة.. الساعة تشير الى التاسعة مساء والشارع مكتظ بالمارة. لا اسمع شيئاً من الاتصال الا انني عرفت من كان يتصل بي
ربما شخص يحاول ان يوجه لي دعوة على وجبة غداء او عشاء. وربما شخص يرقد في المشفى يطلب المساعدة والدعاء.. كثيرة هي الاتصالات وخاصة عندما نكون قريبين جدا من ابواب الانتخابات…
اخذني صديقي معه الى ذلك المطعم الشعبي المشهور..اما انا فلا استطيع ان اتناول شيء في وجبات العشاء تنفيذا لتعليمات الطبيب واما صديقي فقد اشتهى اكلة الفلافل والواضح من رواد المطعم انه ذو شهرة كبيرة…
وبعد ان انهينا الجلوس في المطعم توجهنا الى السيارة لنبدأ جولة في اسواق المدينة…
تذكرت ان حفيدي قد شارك في مسابقة اجمل طفل اقامتها متوسطة آيات الرحمن الاهلية القريبة من منزلنا… فتصفحت مواقع التواصل الاجتماعي وعلمت انه هو الفائز. وانا اتصفح صفحات الفيس بوك ايضا اوقفني خبراً مفرح بتخرج وجبة جديدة من الضباط في قوى الامن الداخلي.. وعرفت ان من بين الخريجين شباب كثيرين اعرفهم واعرف كم عانوا في حياتهم لتحقيق طموحهم واهدافهم المرسومة… نعم ما اجمل الحياة عندما يثمر كفاحها بزهور عطرة ونتيجة مفرحة…
ارسلت رسالة ابارك لصديقي الأستاذ ياسين بتخرج ابنه حسيب واعادت لي الذكريات وانا اتخايل الفرحة لجدة الملازم حسيب في تلك اللحظة الحاجة الاستاذة المربية الفاضلة ام علي والتي كانت تهتم وتتابع ابناء ابنتها الوحيدة منذ طفولتهم…
كم حجم الفرحة الان ياترى وهي تشاهد حفيدها يضع النجوم على كتفيه وهل بانت دموع الفرح بغزارة من عيون الامهات وفرحتهن بتخرج الابناء…
لا اعرف ولكنني اعيش اللحظات من عالم الخيال والمعطيات الايجابية للمرأة العراقية الصابرة المجاهدة… كم من الامهات اليوم حصدن ثمار مشقة الحياة وهن يشاهدن فلذات الاكباد قد كبروا بسرعة وسوف يتحملون القيادة والمسؤولية بعد ان حصلوا على شهادة التخرج والعمل كضباط في مسلك الشرطة…
وكيف استقبلت يومك هذا ايتها الجدة ام علي وانت تعيدين الى ذاكرتك ايام طفولتهم وايام شبابهم واليوم تشاهدين بأم عينك كيف صنعت الحياة هؤلاء الابطال الذين نذروا انفسهم لخدمة شعبهم…
جميلة اخبارك هذا اليوم ياصديقي العزيز (( الفيس بوك)) ومبارك لكل الشباب الذين كان حفل تخرجهم هذا اليوم…