18 ديسمبر، 2024 9:41 م

رحلة الإسراء والمعراج .. فعل اختزل الزمن

رحلة الإسراء والمعراج .. فعل اختزل الزمن

هناك معجزات مذكورة في القرآن الكريم لم يستوعبها كثير من الناس ومنهم مثقفون وعلماء اختصاص ذهبت عقولهم نحو المادة في تفسير ظواهر الكون ويعزونها الى الطبيعة وعقولهم لم تتقبل الأشياء الا بالملموس المحسوس وسخطوا من علم الغيب والقدرة الالهية في كثير من المعجزات، وفي احدى المرات حصلت مناقشة بين الدكتور مصطفى محمود وأحد الملحدين فقال الملحد انا لا اؤمن الا بما تراه العين وتتحسس به الحواس فرد علية الدكتور متهكما ممكن ان تتحسس سلك الكهرباء باللمس لكي نتأكد فيه كهرباء ام لا .. لانني لم أرى مرور الكهرباء في حاسة العين .. ثم قال له ممكن ان تتلمس الكالسيوم والمعادن في كباية الحليب التي أمامنا او تجعلني اشاهد ذرتي الهيدروجين وذرة الاوكسجين في الماء .. للاسف كثير من الناس مؤمنين بالظواهر الملموسة والقوانين الوضعية للبشر واعتبروها كافية في تنظيم حركة الحياة ولم يدركو ما يقابلها من الكون قانون الهي واحد يعادل قوانين الدنيا حيث ان قوانين البشر قائمة على قاعدة، فعل مقترن بزمن أي لو تأملت اي فعل بشري لابد وان يقترن بزمن ويأخذ حيّز من الوقت .. والزمن هنا نسبي يتغير مع السرعة فأذا سافرت من عمان الى بغداد بالطائرة تحتاج الى وقت ساعة او اكثر اما اذا سافرت بالسيارة تحتاج الى ١٢ ساعة بمعنى اي فعل لابد وان يستغرق وقت من الزمن الا القانون الالهي الذي لم يستوعبه الملحدون وهو فعل بدون زمن اي ” كن فيكون ”
” أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ”
فأذا بعرش بلقيس امام النبي سليمان فعل بدون زمن ..
“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ”
رحلة الإسراء والمعراج فعل اختزل الزمن
” فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
مولد السيد المسيح بقدرة كن فيكون متخطياً فترة الحمل للمرأة اي فعل تخطى الزمن .
” إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ”
هذه الوقائع التي أشار اليها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم مؤشرات ترينا قدرته سبحانه على ما يسمى بظواهر الطبيعة
قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
اي أفعال خارج قدرات البشر كالامطار والرعد والصواعق والزلازل والاعاصير التي لا يستطيع الانسان من صدها او التحكم بها وانما مرئيات لكي يتفكر البشر من خلالها بعظمة الله وقدرته بفعل كن فيكون .. بمعنى المقصود من هذا الكلام ان الاسراء والمعراج هو فعل تخطى الزمن وتخطى الافاق العلمية التي تعني بدراسة الظواهر الطبيعية وكذلك تخطى الكم الهائل من القوانين الوضعية لان جميعها لا تعادل حرف الكاف والنون من القانون الالهي” كن فيكون ” لانها معجزات الله التي اعتبرها العلماء نوعان منها خوارق كونية للدلالة على قدرة الخالق التي أختص بها لنفسه والشواهد كثيرة كما بينا ومنها الاسراء والمعراج التي تمت بقدرة كن فيكون ” وكذلك جعل النار برداً وسلاماً على ابراهيم .. وهناك معجزات للدلالة على النبوة مثل عصا موسى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ .. وايضاً يد موسى وَنَزَعَ يَدَهُۥ فَإِذَا هِىَ بَيْضَآءُ لِلنَّٰظِرِينَ وكذلك فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ ۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍۢ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ .. جميعها دلالات على قدرة الخالق سواء معجزات كونية او كرامات لتأكيد النبوة .. مما يعني ان هناك كثير من الناس المؤمنين من حيث اشراق قلوبهم وادراكها للحق لا تحتاج الى معجزات وهناك المكذبون المظللة افكارهم لا تنفع معهم آلاف المعجزات وقد وصفهم القرآن الكريم أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ.