23 ديسمبر، 2024 9:59 ص

رج الورق قراءة لما يجري

رج الورق قراءة لما يجري

– جزء1 –
برج الورق هو تصنيف اطلقه أحد المخططات والبرامج الاسرائيلية على بلدان العالم العربي والاسلامي التي خضعت للتقسيمات القديمة بموجب معاهدة سايكس – بيكو .
نستذكر هذه التسمية أو غيرها من التسميات وما يختفي وراءها من اصطلاحات وتسميات ومخططات وبرامج جاري تنفيذها على هذه المنطقة منذ اكثر من نصف قرن ، خاصة بعد أن وصلت بنا الأمور أو بالاصح (( أوصلونا )) الى النقطة التي نحاول فيها جاهدين أن نرسم اطار أو صيغة تحفظ لنا جزء من (( اطار دولة )) متفاهم عليه بعد ان عجزنا وفشلنا في رسم أو بناء الدولة العراقية التي ننشدها والتي كان ينتظرها وينشدها كل العراقيين بعد مرحلة (( التغيير نحو الديمقراطية ؟!! )) وانكشفت وتوضحت عورتنا للجميع .
هذه محاولة لقراءة ومراجعة (( بعض )) ماجرى ويجري من نقاط وفواصل ، وهذا ليس بالحديث الجديد وانما تطرقنا له أنا وغيري في اوقات مختلفة ومن زوايا مختلفة لكني أجد هنا ضرورة للملمة بعض النقاط المهمة بهذا الخصوص وفي هذا الوقت (( تحديدا )) الذي نسعى فيه (( للتفاوض حول مصيرنا )) واستجداء موافقات واذن الاخرين من كل الأطراف المؤثرة على الأرض العراقية لأيجاد (( صيغة لدولتنا – كيف يوافقون لنا ان نكون وبأية صيغة سنكون ؟ ؟ !!! )) .
فلو ، راجعنا ماجرى سنجد أمامنا المشاريع التي تم طرحها قديما وحديثا والتي تتعلق بوجودنا وهويتنا ووجود دول وشعوب هذه المنطقة .
فليس ببعيد عنا مشروع فلاديمير جابوتسكي المعروف ب (( الكومنويلث العبري )) عام 1937 والذي تم تطويره لاحقا عام 1957 الى مشروع (( بنجوري )) الذي هدف الى ايجاد تقسيم (( أمثل )) للمنطقة الى دويلات صغيرة على أسس مذهبية (( تقسيم العراق الى 3 دول سنية – شيعية – كردية / وتقسيم سوريا الى 4 دول دول علوية – سنية – درزية – كردية / وتقسيم لبنان الى اجزاء وكانتونات دينية ومذهبية / كذلك تقسيم السودان والمغرب العربي )) وترتبط هذه التقسيمات والدويلات استراتيجيا وأمنيا بمصالح (( دولة اسرائيل الكبرى )) .
وليس ببعيدة عنا الاستراتيجية التي رسمت لسياسة اسرائيل في الثمانينيات فيما يسمى (( خطة ينن )) نسبة الى مؤلفها (( عوديد ينن )) أحد مستشاري آريل شارون التي صنفت ووصفت بلدان العالم العربي والاسلامي كبرج الورق الذي أقامته الدول المتقاسمة في معاهدة سايكس-بيكو واعتبرت ان المحيط العربي لأسرائيل يشكل خطورة وتهديد دائم على أمنها ووجودها لذلك رأت ضرورة تفكيك هذه الدول (( العراق – سوريا – مصر – لبنان – ليبيا – السودان )) الى دويلات وأقاليم دينية ومذهبية ، وتطرق المشروع الى اجراء تغييرات في الاردن وفي دول الخليج بما يتماشى مع هذا السياق .
وليس ببعيد عنا أيضا مشروع رسم (( شرق أوسط جديد )) الذي دعا اليه الكثيرون من مخططي ومفكري الغرب الامريكي ومنهم وثيقة (( حدود الدم اقتراح قديم لشرق أوسط جديد )) التي أعدها (( رالف بيترز )) نائب رئيس هيئة الاركان للاستخبارات العسكرية الامريكية في وزارة الدفاع والتي نشرت في موقع مجلة القوة العسكرية الامريكية عام 2006 . وقد انطلقت هذه الوثيقة الى نفس الطروحات ودعمت ضرورات تقسيم المنطقة بما يتلائم مع مصالح أميركا وبما يحافظ على أمن وسلامة اسرائيل وتوسعت أكثر الى دول الخليج العربي وايران وأفغانستان واعادة تشكيل هذه الدول بما تقتضيه هذه المصالح تحت غطاء وشعار
(( انصاف ورعاية الفئات والطوائف المتضررة في هذه الدول من جراء الحدود الحالية وان اعادة ترسيم الحدود بماتقتضيه وحدة الدم لهذه الشرائح والطوائف ضرورة لآيجاد سلام دائم في المنطقة ؟!! )) وهذه ذريعة لاتختلف عن ذرائع سابقة جرت على أرض الواقع وباتت أهدافها وغاياتها مكشوفة وواضحة ولاتتعدى كونها للحفاظ على مصالح اامريكا واسرائيل .

يتبع جزء 2 —