في خطوة استباقية لإحراج القضاء التركي الذي توصلت تحقيقاته الى تورط السعودية بمقتل الصحافي جمال خاشقجي وبسيناريو أمريكي أعلنت السلطات السعودية أن الصحفي خاشقجي توفي نتيجة مشاجرة في قنصلية السعودية في إسطنبول ,كما أعلنت عن احتجاز 18 مواطناً سعودياً متهمين بالقضية، وإقالة مسؤولين من منصبيهما، هما نائب رئيس جهاز المخابرات العامة أحمد عسيري، والمستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني.الهدف من هذه الرواية هي حث القضاء التركي والمجتمع الدولي على تبني الرواية السعودية وطمس الحقيقة
الرواية السعودية لا يصدقها حتى الطفل ذو الاربع سنوات و سيناريو لفلم فاشل. فخاشقجي تمت تصفيته بخطة مدبرة من العائلة الملكية للتخلص من المعارض الذي أصبح يزعجها الذي هو في الأصل شخص اشتغل معها في المخابرات قبل ان ينقلب عليها .الكثير من المحللين يرون ان الرواية السعودية غير متماسكة إطلاقا و تجاهلت وقائع كثيرة ، و لم تجب على عدد كثير من الأسئلة و على رأسها لماذا أنكرت السعودية علمها بما حدث لهذا الصحفي كل هذا الوقت اي أكثر من أسبوعين و العالم مهتز نتيجة هذه الواقعة ، بينما أصرت السعودية بعدم معرفتها بمصير هذا الصحفي . فما تقوله السعودية هو نتيجة طبيعية للضغط الغربي ، فقد تمت محاصراتها بأدلة قاطعة عن مقتل الصحفي داخل القنصلية و أن الاستمرار في الإنكار لن تكون له جدوى . و الغريب ان هذه الرواية ليست فقط غير مقنعة و مقبولة بل حتى لو تم اعتبارها صحيحة فلا يمكن ان تعفي الدولة السعودية من المسؤولية ، لأنه بعد الجريمة حدثت أمورا كثيرة غير مقبولة في القنصلية كالقتل والتمثيل بالجثة وتقطيعها الى أجزاء و التستر على الجريمة و الإنكار و العمل على طمس الأدلة و التضليل و اللائحة طويلة !!!.
ومع أن الرئيس الأمريكي ترامب أعلن أن الإعلان السعودي عن مقتل خاشقجي: “خطوة أولى جيدة” في القضية ، إلا أنه أبدى رغبته في ألا تؤثر أي عقوبات تفرضها بلاده على صفقات الأسلحة مع العربية السعودية. فترامب وأعضاء إدارته المتطرفين يريدون استقرار الأوضاع في المملكة وبقاء محمد بن سلمان في قمة السلطة لاستغلاله في قضايا هامة كمواجهة إيران ومعها حلف المقاومة للصهيونية والرجعية العربية، واستمرار تدفق النفط بأسعار تقبلها دول الغرب، وتصفية القضية الفلسطينية والتطبيع العربي مع الصهاينة، وإلزامه على دفع المزيد من المليارات ثمن أسلحة ومقابل ” الحماية ” كما قال ترامب أكثر من مرّة.
الجميع بات يعرف ان هذا القضية محبوكة الاختراع من طرف أمريكا والسعودية وذلك لصالح الطرفين. أولا أمريكا هي حارس السعودية وهذه وسيلة وفرصة ثمينة للحصول على ملايين الدولارات وتبقى حجرة في حذاء آل سعود وثانيا خاجشقي كبش فداء استعملته السعودية للتخلص من المعارضة التي تتجلى في لائحة الأعفاءات التي نفذتها بعد اغتياله.
وكما يقال المثل الشعبي “يقتلون القتيل ويمشون في جنازته” ويبكون ليستحمرو عقول الناس يحسبون ان الناس سُذَّج او مغفلين مثلهم انقلب سحرهم عليهم فاعمى بصرهم وبصيرتهم اذا كان هؤلاء يقطنون بجوار قبر النبي ويقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق سوأل يطرح هل حقا هم مسلمون لِأنَّ الغرب الكافر كما يقول هؤلاء لا يفعل هذا الفعل الشنيع الذي تمقته كل الأديان .حسنا لنفترض أنهم ذهبوا لإقناع السيد جمال إلى الرجوع إلى بلاده , فلماذا ذهب معهم طبيب مختص في تشريح الجثث ؟ وهل كان دوره هو أيضا إقناع المرحوم بالعودة إلى بلاده ؟ فالجواب كان هو إقناعه للامتثال إلى منشاره.
الجريمة التي قامت بها مملكة المنشــــــار بتفاصيلها المتداولة بشعة جدّا ومرفوضة أخلاقيا، وأخذت بعدا عالميّا، وخرجت عن نطاق السيطرة السعودية الأمريكية وستستمر، ولا يمكن تطويق آثارها بسهولة لا في مملكة المنشــــــار ولا في الولايات المتحدة، وإن محاولات (الدولة السعودية) وترامب وإدارته لتطويقها بالقول ان الذين نفذوها ” قتلة مارقون ” لن يكتب لها النجاح لأن العالم لا يصدق أن مواطنا مهمّا ومعروفا في عالم الصحافة كخاشقجي يختفي في قنصليّة بلاده دون معرفة السلطات العليا بذلك. لا أفهم هذا الغباء الذي تعيشه بعض الدول، حياة مواطنيها رخيصة لا تساوى قرشا٠ ما فائدة أن يكون هناك قانون و قضاء إذا كانت أجهزة في الدولة، تشرع لنفسها حق قتل مواطن٠ وبعدها تخرج الدولة ببيان إعفاء مسؤولين، ما الفائدة؟ أين المحاسبة؟ هذا إستهزاء و إستخفاف بعقول المواطنين٠لماذا الخوف من المعارضة، و النقد الهادف؟ هذا غباء، لأنه أمر صحي في المجتمع أن يكون هناك مفكرين ومحللين يشرحون عيوب السياسة المتبعة، ويطرحون البديل٠
للأسف كما نتمنى لو كانت جهة أخرى فبركت الجريمة لتوريط السعودية ان تحاك مكيدة على السعودية وتستهدف اهون بكثير من ان نجد القادة السعوديين متورطين ومتهمين بالجريمة والمصيبة انه يتم اعفاء كل جهاز الدولة المسؤول عن امن السعودية يعني ان الدولة هي الفاعلة, فقط ازالو اسم ابن سلمان ان كانت هناك عدالة فاول من سيحاسب هو ابن سلمان لانه يستحيل ان يقوم كل هذا الطاقم ويتحرك بطائرات خاصة دون علمه والمصيبة الأكبر انك ان قلت لا تعلم يعني انك لا تدري ما يحصل ببلدك ولا تدري الى اين تتوجه المخابرات ولا الطائرات الخاصة من بلدك الى بلدان اخرى , رواية لن يصدقها اي كان, لذلك صدق من قال ان رمز الإسلام يرتكب اغبي جريمة يعرفها القرن 21 وسيذكرها التاريخ ويدرسها الغرب لأبنائها يتحدثون عن الغباء المفقع .
وأخيرا بمكن القول ان خاشقجي قتل بأيادي سعودية و ترخيص أمريكي و نفاق عربي و مساومة غربية, وان من قتل خاشقجي قدم له خدمة جليلة لا ثمن لها ! فهو شهيد الوطن و شهيد الصحافة…وسيذكره التاريخ طويلا..و ستدفع السعودية ثمنا غاليا لأهله.. و ثمنا نفيسا سياسيا..و ثمنا جما اقتصاديا..و سيستفيد الشعب من مقتل خاشقجي حقوقيا.لذلك على السعودية تحمل مسؤوليتها و ان تحاسب لأن هده الجريمة تحدي سافر للعالم بأسره و اذا مر دون معاقبة فستتمادى السعودية في جرائمها التي هي أصلا لا تعد و لا تحصى. إنه شئ غير مقبول أن تكون السعودية دولة “إسلامية” “حامية للحرمين الشريفين” و ترتكب هده الجرائم التي لا يرتكبها حتى الكفار.