تجارب بعض العاشقين مريرةٌ، وايام الفرح فيها قصيرةٌ، وساعات التواصل فيها يسيرة، وشهور الفراق تمر عليها عسيرة، فهناك في وسط الصمت، حيث الخفايا مثيرة، والجهر بها لا يفقهه الممتنعون عن الحب.
ابصر مهاجر في سماء الحزن المرير، يتجول في ازقة الالم، ويرتشف الموت في ثنايا حنجرته، واعقاب سجائر الهم تقبع بين كماشتيه.
في وطني حيث العشق ممنوع، والحب محرم، والوفاء هزيل، في وطني حيث بقايانا هي بقايا رماد ذكريات الخوف، عرف قتل الحلال، واستحل الحرام، وتجريمه للحب اعظم قراراته.
في وطني الهزيل يقتل العشق، فوق مقصلة العرف، والمال، والجاه، والطبقية. هناك في صحراء هجير الذكريات، في وديان الم السنين، وسط براثن الحيرة والبكاء، وخلف معول الهموم، حيث ابدد سعادتي، واحرق امنياتي، واحدة تنازع الاخرى، وهي ترتقب هبوب عواصف اندثارها، وطمر بقايا انينها، لكن سوء طالعها يطارد غربان الموت، فتراه يرسم لها الاشواك، في كل طريق تمد اليها راحة الاماني.
في صفحات عمر العاشقين، تراهم يجملون الليل صديقا، واتخذوا من تخيلات لحظات الماضي رفيقا، فتؤنسهم الوحشة، وتبدد آلامهم قطرة الندى التي تعانق رموشهم، ودخان سجائرهم اجمل معاصر لهم، يلتحفون صدى ابتسامة رحلت، مع رحيل كفوف، لطالما تسابقوا على رسم مستقبل يعانق شذاها، فتلاقفتها ايادي غيرهم، فلم يبقى الا انين ذكرياتها، معلقا على جدران ذاكرة المغتربين، وسط جمعهم وذويهم، فإن كان العاشق والمعشوق، في قلوبهم اوطان غفت على شواطئ الامنيات،
فأن الفاقدين قد اضاعوا امنياتهم بعد ضياع الحنين،
واضاعوا اوطانهم بكثرة اللوم على اخطاء، فقابلوها بالانين، وعاصروا الايام، بمتى الموت يحين؟،
فيا “نور” الصباح اشرق علْيّ بوقع الحب لعلي ألين.