22 ديسمبر، 2024 7:09 م

رجلج ساد احلوكنه.. وانتي تردين اتسدين اط….

رجلج ساد احلوكنه.. وانتي تردين اتسدين اط….

وهذه نادرة انتشرت في فترة حكم صدام، وبطلتها زوجة الرئيس ساجدة خير الله، حيث يحكى انها ذهبت لزيارة إحدى المنظمات النسوية، وأثناء الزيارة تحرك احد العاملين في الخدمة (فضرط)، فصرخت بالحماية: حماية أخذوه ذبوه بالسجن ، فقال: ( رجلج ساد احلوكنه وانتي تردين اتسدين اط…)، وهذه من الأمور الغريبة التي تصلح ان تكون نادرة وهي نادرة، لكن ما لم يخطر ببال ان الإسلاميين يمارسونها كشيء طبيعي ولم يدعوها في خانة النوادر، فهم يحاسبون على الفسوة والضرطة وفي كتاب الأغاني جاء ذكر للبخل والبخلاء فكانت هذه الحادثة: كان زياد بن عبد الله الحارثي أميراً على المدينة، وكان فيه بخل وجفاء، فأهدى اليه كاتب له سلالا فيها أطعمة، فوافته وقد تغدى، فقال: ما هذا؟ فقالوا: غداء بعث به فلان الكاتب، فغضب وقال يبعث احدهم الشيء في غير وقته، يا خيثم ، يريد صاحب الشرطة، ادعُ لي أهل الصفة ( المتسولين) يأكلون هذا، فبعث خيثم الحرس يدعونهم، فقال الرسول الذي جاء بالسلال، لو أمرت يا مولاي بهذه السلال ان تفتح، وتنظر ما فيها، قال: اكشفوها، فاذا طعام حسن من دجاج وجداء وسمك وأخبصة وحلواء، فقال: ارفعوا هذه السلال، وجاء أهل الصفة، فاخبر بهم، فأمر بإحضارهم، وقال: ياخيثم اضرب كل واحد منهم عشرة اسواط، فقد بلغني انهم يفسون في مسجد رسول الله، ويؤذون المصلين، وهذه تهمة سهلة من تهم الإسلاميين، هذا شكل الحكم العربي الإسلامي في عصوره المزدهرة التي نعتبرها نحن عصوراً مدعاة للفخر والاعتزاز، لكنها في حقيقتها كانت انموذجاً للقهر والتسلط، حتى عصر الخلفاء الراشدين لم يخل من تجاوزات وخروقات واضحة، فقد قرع عمر بن الخطاب كاتبه بمقرعته على رأسه لانه اخطأ ولحن في مفردة، وكتب الى عامله بمصر ان اضرب كاتبك سوطين فقد اخطأ، حين ورده كتاب منه، انها تهم جاهزة يقرعون الناس عليها بالمقارع ويضربونهم بالسياط، وهذه ليست نوادر وانما هي أحداث حقيقية مروية في كتب التاريخ والسير.

منذ الفين وثلاثة وحتى الآن لا ندري من يحكمنا، رؤساء الأحزاب ام الأحزاب ام رئيس الوزراء ام رئيس الجمهورية ، ام المرجعية الدينية التي تقف على رأس الهرم، ام مراجع الكتل والتيارات، ومن يتعهد بضرب السياط والقرارات المهمة في حياة الناس، الجميع يصرخ ان الانتخابات مزورة، لكنهم مع عدم شرعيتها وتزويرها يتبادلون التهاني، ونحن لا نعرف حتى الآن من هو المشرف الرئيس على هذا الخراب، هل المشرف عليه شيعة ايران، ام شيعة اميركا، ام شيعة السعودية، ومن هو المستفيد من التزوير الذي حصل في الانتخابات الأخيرة، ولماذا تجري المفاوضات مع المجربين على الأقل في الخدمات، والكهرباء خير دليل على فشلهم، فقد عاد المبرمج الى عادته القديمة بعد ان وضع الشتاء اوزاره وبدأ الصيف يشوي الوجوه، من يستطع ان يراهن على جواد خاسر بكل معنى الكلمة، قطعاً لا احد يريد المراهنة وحدهم العراقيون يراهنون على الجياد الخاسرة في دورات انتخابية متعاقبة، البعض يشمت ببعض النواب السابقين انهم خارج البرلمان، وهل تعتقد ان العبقريات ستولد ثانية في العراق فتنجب نواباً يستطيعون انقاذ السفينة المحترقة، الله يستر على النفط الذي يعيل الشعب العراقي ولولاه لانكشفت عوراتنا امام جميع الدول كما انكشفت عورات البعض في الانتخابات الأخيرة، هذه امة من صفاتها الظلم والتجبر ، يتجبرون على بعضهم وليس لهم هم سوى الوعد والوعيد، فيقع الوعيد دون الوعد في أحسن أحوالهم فيعاقبون الناس على الضرطة والفسوة.