23 ديسمبر، 2024 12:50 ص

#رجعوهم لديارهم ..بمعاناتهم لا أستطيع التنفس ICan’tBreathe!

#رجعوهم لديارهم ..بمعاناتهم لا أستطيع التنفس ICan’tBreathe!

كنت أظن واهما والى وقت قريب جدا شأني في ذلك شأن مئات الملايين في أرجاء الوطن العربي، بأن “أدب المخيمات والمنافي والشتات” شأن خاص بالفلسطينيين من دون سواهم أبدع في وصف مأساته شعراء كبار أمثال ،عبد الكريم الكرمي المكنى بـ” أبو سلمى”،هارون هاشم ، معين بسيسو، يوسف الخطيب، مريد البرغوثي، عبد اللطيف عقل، محمود درويش، فدوى طوقان، وغيرهم، ولعل من أجمل ما قيل فيه برغم الحزن القاتم الذي يعتريه والجرح الغائر الكامن فيه :
في الخيام السود في الأغلال ..سجنوا شعبي وأوصوه بألا يتكلم
هددوه بالموت المحتم ..أو بقطع اللقمة النتنة، إن يومًا تألم
ومضوا عنه وقالوا عش سعيدًا في ..جهنم !!
ولعل هذا بمجمله ما دفع الشاعر الفلسطيني عادل الخطيب،الى إطلاق مبادرة فكرية بعنوان”أدب المخيم”في حزيران 2019 في العاصمة الاردنية عمان وقال في قصيدته “تغريبة المخيم” :
في مَخيمي تَجدُ الطفولةَ
مُسجّاةً على الطُرقاتِ
تُلونُها الأمنيات
اليوم عممت تجربة الشتات ” الدياسبورا” المذلة والنزوح المر عراقيا وسوريا ويمنيا وليبيا نتيجة الحروب والمعارك المتواصلة التي أتت على أخضر هذه الدول ويابسها بتحريض ودعم دولي وعربي واقليمي لهذا الطرف أو ذاك ،عسكريا وماليا ولوجستيا ليحقق كل منهم أجنداته ومصالحه الخاصة واللئيمة وبالأخص اميركا وايران وروسيا على حساب عذابات الشعوب تلك ، حتى إنك لم تعد تعرف – حماها من رجلها – وبما أن العراق حاضر في كل الكوارث والحروب والمآسي – ولطَّام في كل التعازي والأماسي لأجل عيون دول الجوار وما وراء البحار ولأجل المناصب والكراسي ..وتريد اذكرك اذا ناسي ؟!- ، فقد واجه أكبر موجة نزوح على المستويين العربي والاقليمي وربما الآسيوي أيضا قدر نازحوها بنحو 5 ملايين نازح أعقبت سقوط الموصل عام 2014 بيد ما يسمى بتنظيم داعش الذي خرج من اللامكان وإختفى في اللامكان، فولى النازحون عقب دخوله المشؤوم أدبارهم هاربين من محافظات كركوك ،ونينوى ، وديالى ، وصلاح الدين ، والانبار ،عاد منهم الكثير الى ديارهم ومحافظاتهم بعد دحر داعش وهزيمته الا أن هناك نحو 500 ألف نازح مازالوا يسكنون في المخيمات المنتشرة في بعض مناطق العراق ، فضلا عن 700 ألف متفرقين بين المدن !
قبل أيام أطلق ناشطون على مواقع التواصل حملة كبرى حملت وسم #رجعوهم لحسم ملف النازحين الشائك والمحزن لاسيما مع إطلاق تحذيرات دولية من مغبة إنتشار وباء كورونا المستجد ( كوفيد – 19) في عدد من هذه المخيمات التي تعاني من الإهمال وسوء التغذية وغياب الرعاية الصحية ونقص الخدمات وشح المياه الصالحة للشرب بشكل شبه تام مع ورود أنباء تفيد بإنتشار كورونا واقعا في عدد منها وآخرها وليس أخيرها في مخيم ” مريم العذراء “في منطقة زيونة شرقي العاصمة بغداد والذي يضم 114 أسرة مهجرة بواقع 345 فردا، جميعهم من نازحي الموصل ما دفع الى إغلاق المخيم ومنع الدخول والخروج منه بأمر من وزارة الصحة والبيئة على خلفية “رصد ثلاث حالات من اسرة واحدة يشتبه بإصابتها بالفيروس بعد ظهور أعراض المرض عليهم من خلال الزوجة التي تعمل في مستشفى الراهبات والتي نقلت العدوى الى زوجها وابنتها” على حد وصف البيان .
#رجعوهم وأكثر بعد لاتظلموهم ،#رجعوهم وكافي بعد لاتأذوهم،#رجعوهم ..تذكروهم ولاتنسوهم ، #رجعوهم لديارهم ..رجعوهم،#رجعوهم لبساتينهم..رجعوهم،#رجعوهم لقراهم ..رجعوهم ، #رجعوهم لمدارسهم ..رجعوهم ،#رجعوهم لمدنهم ..رجعوهم ،#رجعوهم ..فأحدهم كجورج فلويد، ليس بإمكانه من جراء ركب اللاإنسانيين والطائفيين واللاوطنيين والميلشياويين الجاثمين على رقبته وصدره ومستقبله ومستقبل أولاده وقريته وناحيته ومدينته ومحافظته أن يتنفس…!
بقاء الآف النازحين في المخيمات والفيافي والقفار بعيدا عن مناطق سكناهم الأصلية يعني أن ملف حقوق الانسان في العراق مازال – هزيلا جدا – وبحاجة الى 100 سنة ضوئية لتحسينه واقعا برغم كم الديمقراطيات والوطنيات والمؤتمرات والندوات والمهرجانات – واللطميات – الوهمية المقامة بشأنها وهذا بمجمله = لا أستطيع التنفس ICan’tBreathe#
عدد مخيمات إيواء النازحين من محافظة ديالى لوحدها ثلاثة هي مخيمات علياوه و بهار تازة ومعناه (الربيع الجديد ) ومخيم اقليم كردستان في شيخ بابا وليس للمخيمات أي توجه قومي او طائفي فهي مختلطة ومعظمها في خانقين ، كما أن أغلب الخيام بالتأكيد مجرد مظلة لاتفي بالغرض فهي حارة صيفا ، باردة شتاء اضافة الى الكرفانات التي نصبت هنا وهناك بعد سرقة معظم ما رصد لها من مبالغ هائلة في صفقات يشوبها الفساد السياسي الذي أزكم الأنوف ، النازح الذي فقد بيته وأثاثه وأمواله وممتلكاته وأصبح في العراء بأمس الحاجة الى جميع مقومات الحياة الاساسية لاسيما وهم يعانون أشد المعاناة وقد اقتلعت الأمطار والعواصف معظم خيامهم عشرات المرات ، فيما احترقت خيامهم تلك غير مرة وفي أكثر من مكان بحرائق مروعة أتت عليها بالجملة لأسباب عدة لعل طبخ الطعام بـ” الجولة ”وما أدرك ما الجولة ،فضلا عن إستعمال المدافئ النفطية والتماس الكهربائي بسبب الخطوط المتشابكة الناقلة للطاقة من المولدات الصغيرة داخل المخيمات، وأعقاب السجائر واستخدام التنور الغازي والاهمال وغيرها ،أما عن الحصة التموينية فبقيت على حالها ،فمن كان باستطاعته الذهاب الى منطقته نهاية كل شهر فبإمكانه تسلمها ومن يخشى ذلك لأسباب طائفية أو أمنية فعليه أن يعتاش وعائلته على المساعدات التي تمنح لهم من قبل المنظمات الانسانية – بالتفاطين – بينما تعاني النساء الحوامل عند الولادة من صعوبة الوصول الى المستشفى وغالبا ما يساعدها في الولادة بعض النسوة النازحات بغياب الرعاية الصحية اللازمة وعدم وجود أماكن للاستحمام إضافة الى إنعدام المرافق الصحية النظيفة ما زاد من معاناة المرأة النازحة وكبار السن على وجه الخصوص .
حقا إن النازحين يعيشون ظروفا غاية في التعقيد مع غياب حقوقهم وضياع منحهم ، علاوة على انتشار القوارض والعقارب والأفاعي السامة والهوام في مخيماتهم ، ناهيك عن فقدان الرعاية الصحية والخدمات الأساسية وانتشار الحمى والديزنتري والأنفلونزا الموسمية الحادة ومرض التدرن الرئوي بين بعض النازحين مع مخاوف حقيقية من انتشار وباء كورونا بينهم .
الكثير من هؤلاء النازحين ليس بإمكانهم العودة الى مناطقهم الاصلية لجملة أسباب ، إما لسيطرة الميليشيات المسلحة الطائفية أو العرقية على قراهم ونواحيهم ومنعها إياهم من العودة إليها ثانية لإحداث تغيير ديمغرافي ممنهج لصالح هذا الطرف أو ذاك بما لايخفى على عاقل لاسيما في المناطق المتنازع عليها والتي تشهد صراعات قومية ودينية ومذهبية تخفت تارة وتؤجج بالتحريض الاقليمي والدولي تارة أخرى ، وإما لتجريف مزارعهم وحرق بساتينهم وسرقة متاعهم واثاثهم ومصادرة منازلهم ومواشيهم وأنعامهم ،وإما على خلفية غياب الخدمات كليا في أماكن سكناهم الاصلية مع إنعدام أو تلكؤ أو توقف عمليات إعادة الإعمار فيها لأسباب شتى بعضها أمنية وبعضها سياسية، وإما بسبب تلاشي فرص العمل هناك كليا في الوقت الحالي، وإما بسبب تدمير دورهم ومدارسهم ومساجدهم ومصانعهم وطرقهم وجسورهم ومستشفياتهم ومحطات المياه والابراج الكهربائية والدوائر والمؤسسات هناك نتيجة المعارك التي دارت فيها على مدار شهور طويلة والتي أتت على كامل البنى التحتية وأصابتها بمقتل بغياب التخصيصات اللازمة للشروع بعمليات الاعمار بوجود الفساد المالي والاداري وغياب الارادة السياسية الحقة والنيات الوطنية المخلصة،وإما بسبب الالغام والمقذوفات غير المنفلقة والدور التي ما تزال مفخخة الى يومنا بما يستحيل معها العودة ثانية الا بعد تمشيطها وتطهيرها كليا ونهائيا ما يستغرق كثيرا من الجهد والوقت على حساب معاناة النازحين المؤرقة “.
#رجعوهم لمحافظاتهم ..رجعوهم ،#رجعوهم لأحبابهم ..رجعوهم ،#رجعوهم لمصانعهم ..رجعوهم ،#رجعوهم لجامعاتهم ..رجعوهم ،#رجعوهم لمساجدهم ..رجعوهم .
رجعوا النازح لديار الأهل ، رجعوه ..واحذروا ربا عادلا لايرد دعوة مضطر ولا مظلوم يسمع في كل ليلة بالاسحار تضرعه في هزيع الليل المظلم على من ظلمه يدعوه ..على من خذله يرجوه ..على من سرقه يشكوه ..وما زال الامل الكبير بالعودة الميمونة الى الديار بعد طول إغتراب وقسوة وغربة يحدوه …فهل من مجيب ؟أودعناكم اغاتي