جريدة البينة، كتاباتها نوع من العلاج، يساعدنا على السخرية من أعدائنا، الذين حاولوا بشتى الوسائل، إيقاف هذا الخط الشريف، الذي نشأ أيام النضال الجهادي في جنوب العراق، كما تدعمنا بالحقائق، التي من شأنها إحداث تغييرات، في الفكر المقارع للظلم، وهذا ما أبدعت فيه، فمثلما كسبت قراء معتدلين، ومبدعين، إكتسبت كتاباً محترفين، ومجاهدين، لذا حاربها المفسدون، لإستقامة نهجها، ومصداقيتها، فأرادوا اسكاتها بكل الطرق، لأنها تحمل عبق البردي، ونسيم الهور، وطعم السياح.
واجهت الجريدة عقبات كبيرة، لكنها وبإصرار مؤسسيها المجاهدين، المتسلحين بالإرادة، والتحدي، لإيصال الجريدة الى بر الأمان، وإستطاعوا ذلك وبإقتدار، لأنهم يحملون نهجاً حسينياً صادقاً.
إذا أردت السير بطريق، يملئه الإبداع والتألق، في هذا الظرف الاستثنائي لبلدك، عليك أن تكون صادقاً، وأن تتحول الى مرآة، ليرى الفاسدون وجوههم القبيحة، من خلال كتاباتك، وستجدهم يسعون الى تحطيمك، وهذا ما جرى للسيد عيسى السيد جعفر، عندما حاولت زمرة قبيحة وحاقدة إغتياله، في سنة (2009) ولكن شاء الله، أن ينجيه من كيدهم، ليبقى صوته منادياً، بالحق والمحبة والوئام.
محاولة إيجاد عنوان بارز، عن جريدة البينة، بات أمراً ليس يسيراً، ليس لغرابة الإسم، أو صعوبة معناه، بل لأننا نحاول نسج عنوان، يقف عند ضفاف أسلوبها، وجميل صورها، وفراسة كتابها.
لو أردنا إعادة ربط الخيوط النضالية، بين اليوم الأول، لنشوء الجريدة في 25/5/،1996 لأتضح أن الأهوار، بقصبها وبرديها، إندفعت مع مجاهديها، تحت رعاية مباشرة، من السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف)، الذي أفنى عمره الجهادي، للدفاع عن حقوق المظلومين، ضد نظام الطاغية المستبد، فهذه الجريدة سطعت بأسماء عدة، وهم تلاميذ أشداء، في سوح الكلمات والقتال في آن واحد، حيث كان رئيس التحرير، الحالي السيد عيسى السيد جعفر، أحد هؤلاء الفرسان، كونه مجاهداً وكاتباً، بحق من الرعيل الأول.