21 ديسمبر، 2024 10:00 م

رجال من خشب وأحزاب من تبن

رجال من خشب وأحزاب من تبن

الطبقة السياسية العراقية هل مقتنعة بنفسها وقدرتها على إدارة البلاد , أم تسير على مبدأ : كذب كذب حتى يصدقك الناس ؟.قبل فترة ظهر نوري المالكي في مقابلة على قناته آفاق مدعيا أن وزير خارجية أمريكا تعجب من قدرته على الحوار وتمنى أن يكون ( كيري ) بمستواه , وأضاف يحتاج لنا شخصية مثلك للأمور المعقدة .ولأن الجماعة تربوا في بطن حوت واحد , ظهر عبقري العصر باقر جبر صولاغ أيضا على ما تيسر له ولقائمته من قنوات فضائية أُنشأت من السحت الحرام , كاشفا عن عبقريته وقدرته الفلكية , كأمواله فوق الفلكية , وعن نضالاته بامتلاك العديد من المهن والمهارات ابتدأ من عامل لحيم إلى صحفي إلى أديب إلى محلل ستراتيجي إلى مهندس إلى علمه بالسياسة والبولتك وصولا لقراءة الغيب وتحولات الزمن .وحين يبتسم المحاور , يرد صولاغ : تلك من نعم لله .هذا الرجل القميء استلم ثلاث وزارات , تحولت ميزانياتها بجيبه وجيب سيده عمار الحكيم إلى فلل وشركات واستثمارات في الخارج , وما خفي كان أعظم , لا يعلم بهم غير الله وملفات النزاهة .على يده أوقف الاتحاد الأوربي للطيران استقبال الطائرات العراقية , لعدم التزامها بالمعايير الدولية , وقبل إسبوع يصرح أن مطار بغداد والخطوط الجوية العراقية من أفضل المطارات العالمية .ويلحق بقافلة التعنتر على الشعب المتخم بالجوع والذل , الشهرستاني , هذا الذي طبلوا له قبل الاحتلال بأدبيات حزب الدعوة , من أنه أحد العلماء العظام وصاحب أكبر معلومات عن النووي وتكنولوجيته . لم يحصل العراق منه غير الخيبة . ولعل أكبر مأساة جلبها للعراق حين رهن مستقبل نفطه بما أسموه نظام التراخيص , والجميع يتذكر ما قال المالكي عنه بخداع الحكومة بمعالجة الكهرباء لقد دمر البنية التحتية للبلد ابتداءا بالكهرباء وانتهاءا بالنفط لقد أوصل العراق لمنحدر انتكاسي . الله وحده يعلم نتائجه مستقبلا .وكان نصيب التعليم العالي منه الاستحقاق بلقب التعليم الواطيء .,على ذكر التصريحات النارية قبل فترة ظهر على شاشة مشبوهة مثله وأمثاله يتحدث أن الرئيس الفنزولي شافيز قال له يتمنى أن يكون لديه في حكومته بمستواه , وكأنه لا يعلم أن شافيز استلم بلدا مدينا فقيرا تسوده الفوضى ومافيات المخدرات ويعاني من عجز مالي أكثر من 30 بالمائة , وخلال فترة حكمه الثمانية سنوات ألغى نسبة العجز ورفع مستوى الاحتياط أكثر من 3 بالمائة , وقدم للفقراء مكتسبات أوصلتهم لمستويات الطبقة المتوسطة .ونسى أيضا أن لا ثمة ذرة تشابه بينه وبين شافيزا , فهذا البطل القومي عدو لدود للرأسمالية وأمريكا, وهو عميل أمريكي إيراني بامتياز .وهناك قطب ضئيل بعيون الكل لكنه يرى نفسه بحجم البعير, إنه موفق الربيعي يخرج على الشاشات المتملقة له ولإمثاله مدعيا أن المخابرات الأمريكية معجبة به حد الجنون كونه قاد آمن البلد لدرجات مميزة , وكشف عصابات ومافيات الفساد , ويقول أن التجربة الأمنية العراقية فريدة من نوعها بفضل جهوده, غير خجول أنه لثلاث جولات انتخابية يفشل في الحصول على الحد الأدنى من الأصوات لمقت أقرب الناس إليه. وفي زيارة لأمريكا طلب منه سيده المالكي الإجابة على الأسئلة المتعلقة المخابراتية المتعلقة بالعراق فما كان من الجميع الإندهاش من قدرته , والكل ينظر إليه بإعجاب .والأدهى من هذا وذاك الجعفري وزير خارجيتنا الفيلسوف المتمنطق صاحب المصطلحات التي عجزت اليوكوبيديا من تصنيفها.هذا المهووس بتركيب المصطلحات والجمل يقود البلد دبلوماسيا لمهاوي الانحطاط والتخلف , حتى أن الوفود حينما يقف متكلما تترك أقلامها لسماع لغة جديدة على الجميع . يقول في مقابلة معه : أن التجربة العراقية رائدة وإن الحكومة حكومة ملائكة ترى أي ملائكة هؤلاء الذين يعنيهم ؟. وسيده المالكي رئيس حزب يقول : أن جميع السياسيين فاشلين وأنا منهم .إذن كيف تتواءم الملائكية مع الفشل ؟ . نُصدق مَن ونُكذب مَن !؟. اللهم إلا إذا اعتبرنا الشياطين هم الملائكة وبالعكس .هذا الرجل من كثرت ما يجهد نفسه بتركيب الكلمات ينسى جغرافية العراق وحدوده وانهاره من اين تنبع وأين تصب .شلة السياسيين أوصلوا المواطن الكفر بالدين , لأنهم عملوا تحت خيمة الدين وبإشراف المرجعية , التي رحبت بالاحتلال بحجة القاعدة الفقهية : كافر عادل خير من مسلم ظالم . وهي بهذا ارتكبت أكبر خطأ تاريخي في حياتها عندما أعطت صكا بعدالة المحتل , الذي قتل نصف شعب فيتنام ودمر اكبر مدينتين كبيرتين في اليابان بقنبلة هيروشيما ونكزاكي , وسببوا نكبة فلسطين . تلك هي العدالة , واليوم كل المصادر وبالذات التي فلسفة للاحتلال تتهمها بقبض 200 مليون دولار, لقاء تبيض وجه الاحتلال , وهذا ما صار . فعلى يدها تحولت الطائفية إلى دين , ولأول مرة يَذبح الشيعة الطوائف الأخرى . ثم يتطور الموقف فيذبحون بعضهم البعض .اليوم فقد العراق مواقعه بكل المعايير