منذ أيام قلائل، انتقل الشهيد البطل ماجد الشهيلي الى جوار ربه، كان الشهيد شاباً طموحاً في مقتبل عمره، حيث ورد نبأ استشهاده كمثل الصاعقة، على أبيه وأخوته وأطفاله وأقاربه وأصدقائه وجيرانه، فكل من عرف ماجد، عرف عنه طيبة القلب والشجاعة والأخلاق الحميدة.
كان الشهيد مثالاً صادقاً للشاب المؤمن المجاهد، الذي لم يتخلف عن تلبية نداء المرجعية الدينية بتطبيق فتوى الجهاد، بالرغم من تخوف أبيه عليه، ومحاولة ثنيه عن الإلتحاق بوحدته العسكرية.
عمل ماجد في الهندسة العسكرية، في مجال تفكيك العبوات الناسفة والمنازل المفخخة، ورغم خطورة ذلك العمل؛ بيد أنه بدى عاشقاً لتلك المتفجرات، والتي طالما التقط الصور الفوتوغرافية معها، وهو يحتضنها كأنها بعض أطفاله!
بكى على الشهيد كل من عرفه، حتى آمر وحدته، كان يحبه كثيراً، لما وجد فيه من دماثة أخلاقه، وشجاعته الفائقة، وما أبداه من الطاعة في الإنضباط العسكري.
كان الشهيد يحمل قلباً رحيماً وشجاعة ونبلاً منقطعة النظير، فقد كان ملهماً لإخوته المجاهدين، حين حياته وحتى بعد استشهاده! فما زادهم رحيله؛ إلا صبراً وعزماً وإقداماً على مواصلة المسير نحو الجهاد وممانعة العدو، بروح الوطنية والإيمان والإستبسال ونكران الذات.
كنت حاضراً عزاء الشهيد الذي اختاره الله تعالى الى جواره، في أيام عيد الغدير الأغر، وبدلاً من أن يفرح أهله بالعيد، اختلطت أفراحهم بأتراحهم، لتصنع مزيجاً من الأجواء الولائية المكللة بعبق الوفاء للدين والوطن، ولعل أكثر ما شدني؛ حديث بعض أقاربه وعشيرته عن بسالة الشهيد، وعن أبنائهم الذين التحقوا بساحات الجهاد، وكلهم كانوا ببسالة ماجد وإقدامه في الذود عن القيم النبيلة، في الدفاع عن الوطن، وتلبية أمر المرجعية الدينية.
كان ماجد مدرسة يُفتخر بها، فهب أن في كل فرقة عسكرية، أمثال ذلك الشهيد! ولا شك ولا ريب في وجود كثير من أمثاله، فكيف سيُهزم هؤلاء الأبطال؟!
تعزية لأهل الشهيد الذي لم يصل إليهم منه، سوى بعض أشلائه: يقول الشاعر:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى .. حتى يسيل على جوانبه الدمُ
فطوبى للشهيد ماجد ولكل شهداء الوطن، وهنيئاً له المنازل العليا في الآخرة، وكفى لأهله واخوته المجاهدين، مجداً وعزاً وفخراً وكرامة.