23 ديسمبر، 2024 2:05 ص

ثار انتباهي، ما جاء من حديث للعمار الحكيم في ملتقاه الثقافي، لن أقول إنها أول مرة التي أفاجأ بهذا الشخص، فللرجل مواقف متعددة متوازنة، وتختلف عن لغة الساسة العراقيين بشكل عام.
فالخطاب السياسي العراقي ذو طابع خاص، بين خطاب ناري حماسي الى لغة الاستنكار، أما الحلول العملية فهي غير مطروقه التنفيذ أو خجولة الظهور.
وللمتتبع لحديث المجلس الأعلى وحكيمه، يلاحظ أن لغة التوازن والمحاورة السياسية هي الغالب في معظم توجهاته.
وهذه اللغة، قد ترفض من بعض وقد توصف بأنها لغة الضعفاء من بعض الآخر، لما للخطاب السياسي العراقي الناري والمتوعد من أثر في مجتمعنا، حتى وأن كان معظم هذه الخطابات حبرا على ورق.
أرجع الى ما أشار اليه الحكيم في خطابه الأخير، ولنقل في تصريحاته في الآونة الاخيرة، ففي المجال السياسية الدولية وفي خضم زيارة العبادي الى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الامريكي أوباما، أوضح وبشكل لا لبس فيه الرأي العراقي من عدم القبول بالشروط المسبقة ,والحفاظ على سمعة وكرامة الحشد الشعبي ,وقطع الطريق أمام المتصيدين بالماء العكر والمتفائل بالدور الأمريكي ومحاولته من تقليص دور الحشد الشعبي.
كان هذا على صعيد دولي، أما في الداخل فكانت توجيهاته السريعة لمحافظ البصرة لأسقاط دعواه في حق أحد الإعلاميين حتى وأن كان الإعلامي مخطئ بحق المحافظ، ولوزير النقل العراقي للقائه ببعض التجار وحل مشاكلهم بشكل مباشر.
والاثنين من المنتمين لكتلته السياسية ومن المستمعين والمنفذين لآرائه.
وعلى الصعيد الإعلامي. كان ناصحا وموجها وعاكسا لوجهة نظر المتابع والقارئ لما يجري من أحداث منقولة عبر وسائل الأعلام وخاصة في طريقة النقل وتوخي الصدق والتأكد من المادة الإعلامية المنقولة.
وهذا الأمر يصب في مصلحة الوسيلة أولا، ويقوي تلك العلاقة بينها وبين المتابع، كذلك كان خطابه هادئ متوازن في قلب الهدف.
وهذا ما يحتاج اليه العراق اليوم…. من سياسيين خطباء يفعلون ما يقولون.