ثمة مثل شائع يقول “الشدائد تصنع الرجال”. وفي التاريخ القديم او الوسيط والحديث، يبدو ذلك المثل لصيقا للغاية بالرجال الذين اختبرتهم الحياة بكل اوجهها من مصاعب ومحن وشدائد وازمات
واليوم يواجه العراق مخاطر جسيمة وفتن واضطرابات كثيرة ومؤامرات داخلية وخارجية تهدد امن العراق ووحدته كما يهدد الخطر أرواح الملايين في شتى أنحاء البلاد، ما لم يتم اتخاذ إجراء سريع ومنسق لمواجهته على الصعيد السياسي والاجتماعي في ظل الاوضاع الراهنة وما يشهده العراق من ازمة سياسية بعد الانتخابات المبكرة وفتن واعمال قتل ارهابية على الهوية لتاجيج الوضع العام في محافظة ديالى ومحاولات جر العراق الى فتنة جديدة واقتتال طائفي
ولا يوجد طريق سهل يكفل الخروج من هذه الأزمة، ما يزيد المشكلات التي يواجهها قادة العراق والمؤسسة الامنية في هذا الشأن، والتي تكون عاجزة عن اتخاذ القرار او السيطرة على الامور المنفلتة إذ يتوجب عليهم أولا اختيار الاستراتيجية الأمثل للتعامل مع الازمة وظروفها وهو أمر ليس باليسير من جهة، كما يتحملون في الوقت نفسه مهمة هائلة تتمثل في بث الطمأنينة في نفوس مواطنيهم وإقناعهم بإتباع أوامر السلطات، حتى إن كان هذا يعني امتثالهم لقرارات توجب عليهم الالتزام بـ القانون وما يترتب عليه من اجراءات صارمة في مناطق النزاع والفتن والاضطرابات
لذا قد تقود أي خطوة خاطئة إلى تقويض الثقة في السلطات، وإطلاق العنان لاضطرابات من شأنها زيادة المخاطر القائمة حاليا، بفعل غضب العشائر واللحوء الى محاولات الثأر والصدام المسلح في كل الأحوال لكن للاسف، لا يزال علينا الانتظار، لكي نرى ما إذا كان بوسع القادة السياسيون المتصارعون على مكاسب الانتخابات والسلطة الارتقاء إلى مستوى الحدث، عبر التعامل بطريقة وطنية ملائمة مع الأزمة التي نواجهها في الوقت الحاضر وتطويق حدة الصراع .
وبالرغم من تدخل بعض الجهات السياسية والاجهزة الامنية مؤخرا في الاحداث الدموية التي شهدتها ناحية المقدادية من اعمال قتل وتهجير راح ضحيتها العشرات من الابرياء والضحايا الا ان تلك الجهود اصطدمت بجدار العشائر وثورة غضبهم، تجاه السلطة الحاكمة واحزابها من جهة وردة فعلهم الانتقامية تجاه الارهابيين ومناطق تحركهم وايوائهم، في محاولات الثأر ضد الاعمال والهجمات الارهابية المتكررة ،بلا رادع لتلك الجماعات والخلايا الارهابية ،
وانطلاقا من الدور الوطني للزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر واستجابة لنداء واستغاثة الثكالى واليتامى والمظلومين، في تلك الناحية المنكوبة والتي تغلي على صفيح ساخن،، اوفد ممثليه لتطويق الازمة ومعالجتها ،ووأد الفتن التي يراد منها اشعال المحافظة، لتمتد الى محافظات اخرى
وفعلا نجح ممثلو الوفد برئاسة” السيد حازم الاعرجي “والسيد ابراهيم الجابري” بعد لقاءاتهم بشيوخ المنطقة وقادة الاجهزة الامنية ،ومسؤولي المحافظة، وبما يمتلكانه من رؤية وطنية ثاقبة وخبرة طويلة في معالجة الأزمات العشائرية والاجتماعية، واخلاق اسلامية منهجية، وحكمة ودراية موضوعية في معالجة المشكلة وضرورة حل النزاعات بالطرق القانونية والشرعية ،تمكنوا من خلالها بث روح الطمانينة والسلام، ونزع بوادر الغضب الضغينة، والتعامل مع الحدث برؤية وطنية، وعقل وحكمة وان العدو المشترك لدى جميع مكونات الشعب العراقي؛ هو الارهاب الذي يحاول ضرب وحدة النسيج الاجتماعي والوطني، ويحاول تفريق وحدة الصف الوطني
ومن هذا المنبر نحيي مثل هكذا رجال”رجال المحن والشدائد” صدريون وطنيون عراقيون بامتياز يسعون لخدمة العراق وشعبه