كثيرا ما تسائلت في نفسي وغالبا ما يدور ذات التساؤل لدى اغلب العراقيين … لماذا وصلنا الى ما نحن عليه الان …الم يتمنى اغلب العراقيين الخلاص من نظام صدام ، الم نتحدث داخل صدورنا الجملة الشهيرة ( شارون ولا صدام ) كتعبير عن امتعاضنا من سياسات النظام ان ذلك ، مالذي حدث بحيث أصبحنا بعد مرور عشر سنوات من الديمقراطية !!!!!!!!!!!!!!!!! نتندر لتلك الأيام ، وابلغ تعبير لوصف الحالة كلام الحجية الكبيرة بالسن التي سالت من قبل احد الإعلاميين …
– يمة شنو رايچ بالنظام السابق ؟
اوليدي لتفتح علي الجروح ، كتل ولدنا وحصار وحروب وبلاوي إلها اول مالها تالي .
– يمة وشنو رايچ بالنظام الجديد ؟
من ضخم الله وجه ….. بيض صفحة النظام السابق .
قالتها الحجية ببساطة أهل گبل ودون أدنى رتوش وكانت في قمة البلاغة وعبرت عن مكنونا جميعا ..
ويبقى السؤال مالذي حدث ..
عندما تقفز الى ذاكرتي لحظات النقاش المحتدم مع زملائي داخل العملية السياسة من حزب الدعوة ، كثيرا ماكنت استغرب المنطق الذي يتحدثون به ، وكنت أتسأل داخل نفسي ثم انتقلت لمرحلة التصريح بها أمامهم … معقولة ولكم ؟
هل أنتم فعلا عراقيين ؟
ليش هذا الحقد اخوان ؟
شنو هاي الرغبة بالانتقام ؟
شوفوا العالم شلون عايشين ؟
زين مو انتوا جنتوا عايشين بالخارج والمفروض شايفين ؟
و و و و …… الكثير من التساؤلات ، ولا ادعي عدم الحيرة في معرفة الإجابة لكل تلك الأسئلة خاصة في ظل المراوغة او المنطق الغريب او غير المفهوم بالنسبة لي الذي يستخدموه في اجابتهم على أسئلتي ….
ولكن وصلت الى حقيقة مفادها الاتي … ان أغلب عناصر حزب الدعوة كانوا على مايبدو مناضلين حقيقيين وقارعوا النظام السابق مما تسبب بإلقاء القبض على بعضهم وهروب البعض الاخر ، وكما هو معلوم ان سجون الامن والمخابرات كانت سراديب تحت الارض ، والذين هربوا عاشوا بذات السراديب في طهران ومدن ايران الاخرى ، في ظل سعي ايران لإهانة كل مايمت بصلة للعروبة ، حتى لو كانوا من عناصر المعارضة المتناغمة مع سياسات نظام الملالي .
وبالتالي عاش معضمهم حياة السراديب بكل ما فيها من قسوة وظلام وانغلاق ، بحيث اصبح متعذرا عليهم التعايش تحت الشمس والانفتاح والتسامح والرحمة والعيش المشترك .
وهذا مايفسر انقضاضهم بشغف على مقدرات الدولة ، والانتقام من خلال الإقصاء والاجتثاث حتى لو كان على حساب تفريغ الدولة من اهم كفائاتها ، وزرع الفتنة المجتمعية من خلال تبنيهم الطائفية السياسية ، وعدم توجههم للبناء والإعمار وعدم القدرة على استيعاب الاخر و و و و و و و و ….
كون من كان رفيقه ظلمة السرداب في مشوار حياته لايستطيع ان يرى الحياة ويتعايش معها تحت ضرء الشمس.