23 ديسمبر، 2024 6:17 م

رجاءً لا تنخدعوا .. 4.2 مليار دولار ما هي إلا رشوة بأوامر أمريكية لبوتين كي يرفع يده عن بشار !؟

رجاءً لا تنخدعوا .. 4.2 مليار دولار ما هي إلا رشوة بأوامر أمريكية لبوتين كي يرفع يده عن بشار !؟

قبل عدة أشهر وفي بداية الأزمة السورية كنت قد كتبت مقالاً تحت عنوان (السيد الرئيس بشار الأسد … روسيا ستبيعكم… و إيران ستخذلكم و ستخونكم إذا جد الجد ) .

أما الآن فأقول ومعي ملايين العرب والمسلمين وعلى رأسهم أبناء الشعب السوري المبتلى بدكتاتورية العصابة الفارسية الصفوية التي تحيط بالنظام السوري منذ الانقلاب الذي أتى بآل الأسد لحكم سوريا وحتى زواله مهما كلف الشعب السوري من تضحيات ودماء وتدمير منظم وممنهج لأركان الدولة السورية بالضبط كما حصل للعراق على مدى أكثر من عقدين , وكأن التاريخ يعيد نفسه .

حقيقة الأمر لو كان القرار الوطني بيد الرئيس بشار الأسد 100% منذ بداية الأزمة ولم تتدخل أو تتداخل فيه أطراف دولية وإقليمية وتتشابك فيه مصالح وأطماع لكان الأمر مختلفاً تماماً , ولنا في التاريخ البعيد والقريب أمثلة كثيرة , ومن أبرزها وأعظمها هو سقوط وتفكك الإتحاد السوفيتي قبل حوالي عقدين من هذا التاريخ , نعم سقط وتفكك الإتحاد السوفيتي ولم تقوم القيامة , ولم تحدث حرب عالمية أو حرب أهلية , ولم تُراق دماء الشعوب بنسبة واحد بالمليون مما حدث لدول الربيع العربي أو كما حدث في العراق عندما قدم أكثر من خمسة مليون شهيد من خيرة أبنائه خلال نفس الفترة , بل بالعكس سقوط وانفصال دول الإتحاد السوفيتي عن روسيا خفف وأزال العبء عنها بولادة روسيا اتحادية جديدة نووية قوية اقتصادياً وعسكرياً , وأيضاً جاء بالخير والديمقراطية على جميع دول شرق أوربا وشعوبها , التي تخلصت من الهيمنة الشيوعية , وأدخلها إلى حضن الإتحاد الأوربي العظيم الذي لرب ما سيتطور إلى دولة واحدة مستقبلاً … تحت أسم ( الولايات المتحدة الأوربية ) وهذا ليس حلماً وليس بعيد المنال بالنسبة للشعوب الواعية والمتحضرة , التي لا تربطها أي مقوم من المقومات والروابط التي نتمتع بها نحن العرب , وأصبحت هذه الدول التي كانت بالأمس القريب تسمى الول الاشتراكية الفقيرة تضاهي الدول الأوربية الغربية العريقة والمتقدمة في كافة المجالات .

فلو كان الأمر بيد بشار الأسد  أو غير بشار من قادة وزعماء العرب , لقام أو قاموا بأبسط خطوة ليثبت للعالم أجمع ولشعبه بالدرجة الأولى المتعطش والتواق للحرية والديمقراطية الحقيقية , وثار لعدم  قبوله بهيمنة الحزب الواحد والرئيس بالوراثة , لقال لشعبه كلمة واحدة كي يحفظ سوريا ويحقن دماء أبنائها , ألقوا أسلحتكم وعودوا إلى بيوتكم ورشحوا من تشاءون ليمثلكم في مجلس شعب جديد بالتزامن مع إجراء انتخابات رئاسية ديمقراطية حقيقة تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة وتحت إشراف جميع منظمات حقوق الإنسان وجلب مراقبين دوليين من كل أنحاء العالم , وسأرشح نفسي معهم , ومن يفوز بهذه الانتخابات الديمقراطية سيحكم سوريا لفترة محددة وبدورتين فقط .. وكان الله يحب المحسنين .. وكفى الله السوريين شر القتال والاقتتال والخراب والدمار .

لكن هذا لم ولن يحدث لا في سوريا ولا في أي دولة عربية مازال هنالك أجندة خارجية ومطامع دولية وإقليمية تحرم على العرب خاصة أن يعيشوا أحراراً فوق ترابهم الوطني أبداً .

للأسف الشديد ومن المحزن والمبكي نرى أن الشعب السوري الشقيق بدأ منذ ما يقرب من السنتين يدفع نفس الفاتورة التي دفعها ومازال يدفعها حتى هذه اللحظة أبناء الشعب العراقي منذ عام 1980 , فالعدو واحد والأهداف واحدة , وتجار الحروب وسافكي دماء الشعوب والمافيات الدولية هم المستفيدون أولاً وأخيراً , كلما طال أمد ومعضلة التغير في سوريا وتفاقمت محنة ومعانات أبنائها .

من منا لم يتذكر بالأمس القريب الرشوة التي قدمتها المملكة السعودية للإتحاد السوفيتي في زمن ( غورباتشوف ) آخر زعيم لذلك الإتحاد الذي بدأ يتآكل ويتداعى للسقوط آنذاك , من أجل موافقة الإتحاد السوفيتي على عدم معارضته في مجلس الأمن على قرار شن العدوان على العراق عام 1991 بحجة إخراجه من الكويت , لكن الهدف من وراء ذلك هو تدميره وإعادته إلى القرون الوسطى وإغراقه في  بحور الدماء والحروب والحصار ومن ثم الاحتلال , ومن منا لم يتذكر التصريح السخيف البائس الذي جاء على لسان  ذلك اللقيط المجرم ( بندر بن سلطان ) عندما قدم تلك الرشوة السخية حينها كمساعدات  للشعوب الروسية المسلمة ؟؟؟, وهي عبارة عن مبلغ ( خمسة مليارات دولار ) , حيث ادعى هذا المأبون بأنهم شرطوا شرطاً أساسياً على زعماء الكرملين بأن يتم تقديم هذه الأموال للجمهوريات الإسلامية المنضوية تحت خيمة الإتحاد السوفيتي , تصوروا كيف كان هذا الدعي اللقيط يوهم البلهاء واللقطاء من أمثاله كي يصدقوا بهذه الفرية وهذه الأكذوبة التي لا تنطلي حتى على المجانين , من أجل إرضاء أسياده , والتعجيل باستهداف العراق من أجل تدميره ومن أجل أن لا تقوم له قائمة بعد عام 1991 .

اليوم نجد نفس السيناريو يتكرر في المشهد السوري , فالدول التي تقف مع النظام السوري لم تقف لوجه الله , ولم تقف من أجل نصرة هذا الشعب المنكوب ’ وخاصة روسيا والصين وإيران , كل منهم له مصالحه وأجندته , روسيا والصين تحديداً تبتز دول الخليج وأمريكا على حدٍ سواء , وكذلك إيران لها أطماعها وأجندتها الإقليمية في المنطقة وهي منذ الأزل تتنافس مع تركيا على الهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية تارة باسم الدين وتارة باسم المذهب , لكن في الحقيقة هي أجندة وأطماع قومية عنصرية لكلا الدولتين مغلفة بالدين والمذهب والولاء المزعوم .

من هنا يبقى الخاسر الأول والأخير هو العراق البقرة الحلوب لكل من هب ودب , إلا الشعب العراقي الجائع والمنهوب , وعلى عينك يا تاجر كما يقول المثل , فهل يعقل في الوقت الذي يتضور فيه أبناء العراق عامة وأبناء المذهب خاصة الذين جاءوا هؤلاء الأوباش لإنقاذهم من الدكتاتورية والتميز والعنصرية وفقدان السلطة منذ 1400عام ,  أن تبدد أموالهم في شراء الأسلحة المزعومة بمليارات الدولارات من أمريكا منذ تسع سنوات , عن طريق شراء طائرات أف 16 خردة قديمة , يذكر وفي نفس السياق بأن المتحدثة باسم الوزارة ( فيكتوريا نولاند ) قد أكدت في بيان صحفي , بأن العراق قد عقد نحو 467 اتفاقاً مبدئياً لمبيعات عسكرية أجنبية مع الولايات المتحدة . إذا مضت قدماً جميعها فستتجاوز قيمتها 12.3 مليار دولار ولذلك من الواضح أن علاقات الدعم العسكرية بيننا وبين العراق واسعة وعميقة جداً…؟؟؟. وطائرات عسكرية سكراب من أوكرانيا , وأسلحة بالمليارات من صربيا , وطائرات مدنية من كندا غير صالحة للأجواء العراقية , والآن نفاجئ بعقد صفقة خرافية مع روسيا الاتحادية ودولة الجيك بمبلغ أكثر من ستة مليارات دولار ؟؟؟, ألا تكفي الأسلحة الخردة التي اشتراها المالكي من مخلفات الاحتلال الأمريكي !؟, ألا تكفي العقود والصفقات الوهمية مع إيران وغير إيران لنهب وتبديد ثروات العراقيين الذين يفتقرون لأبسط الخدمات في القرن الواحد والعشرين .

أخيراً وليس آخراً , وخلاصة القول ..  نقول لكل أبناء الشعب العراقي المغفلين وكذلك إلي مفتحين باللبن على حدٍ سواء , أرجوكم لا تنخدعوا بهذه المحاولات البائسة واليائسة التي تمارس عليكم من قبل جميع الأطراف بما فيهم المختلفين في العلن وأمام الإعلام لذر الرماد في عيونكم وعيون شعوبهم , والمتفقين في السر على نهب وتبديد ثروات العراق الوطنية من أموال ونفط ومقدرات , والآن جاء دور تغيب العقول لمن بقى لديه عقل منكم .

إن هذه الصفقة المزعومة بين حكومة نوري زاده وهذا الثعلب الماكر فلادمير بوتين وميدفيدف المتبادلين الأدوار لقيادة روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي : ما هي إلا صفقة شراء إجبارية بأوامر أمريكية إيرانية صدرت إلى المالكي بعد المشاورات واللقاءات بين القادة والزعماء الأمريكان والإيرانيين في المنطقة الخضراء , بعد زيارة وحيدي وفريدي وبعد أيام سيأتي أحمدي نجادي بعد عودة المالكي إلى أرض الوطن مظفراً , وكذلك التشاور المستمر بين أمريكا وجميع الأطراف التي تدعم زوال نظام الأسد , وكذلك تلك التي تدعمه من أجل جني أكبر الفوائد المادية والإستراتيجية بعيدة المدى لتقاسم ثروات الدول العربية فيما بينهم … أي بين اللاعبين الأساسيين المتحكمين في مستقبل العالم بأسره , كأمريكا وروسيا والصين تحديداً , ناهيك عن الدور البريطاني الفرنسي الألماني والإتحاد الأوربي بأسره ,  وكما أسلفت إن هذه المليارات الستة أو سابقاتها التي هي بالمئات .. ما هي إلى إتاوات ورشى تمنح من قبل الصغار والجبناء في عموم منطقتنا العربية , الذين ليس لديهم قرار وطني أو سيادي ويفعلون ما يأمرون به بغض النظر عن محنة شعوبهم الذين يعانون شظف العيش والفقر والفاقة والجوع والحرمان . وما الـ ( 4.2 مليار دولار ) لروسيا الآن ما هي إلا هدية كهدية بندر لغرباتشوف عام 1990 , يقدمها اليوم نوري زاده المالكي ( لفلادمير بوتين  ومدفيدف ) كي يسحبوا أيدهم عن النظام السوري إيذاناً بسقوطه القريب المدوي بالاتفاق مع الحليف الإيراني الغادر للعرب على مر العصور , إنها  إيران الشر .
من هنا يجب علينا أن نحسب الأمور جيداً بتمعن وعقلانية بدون تخبط وبدون تشنج وكيل الاتهامات لبعضنا البعض , ولنطرح السؤال والتساؤل التالي : هل يعقل بأن العراق أصبح بلداً حراً مستقلاً وسيداً على أرضه ؟, وهل يستطيع المالكي أن يحرك وحدة أو فرقة عسكرية أو يقيل وزير أو غفير بدون أن يأخذ الإذن من إيران أو أمريكا ؟, وهل يستطيع أن يذهب إلى إيران بدون علم أمريكا أو بالعكس ؟, كي يستطيع أن ينفرد بقراره الوطني الشجاع كما يتصور بعض المغفلين … بما فيهم بعض الكتاب والسياسيين للأسف … بأن إقدام المالكي على  شراء هذه الأسلحة من طرف ومكان آخر وبهذه القيمة وبهذه الكمية يعد قرار وطني تحرري من الهيمنة الأمريكية ؟؟؟, ومن … مَن ؟, من العدو التقليدي لأمريكا والغرب روسيا التي تبقى بنظرهم وبنظر الغرب شيوعية ماركسية اشتراكية ؟, وكذلك لنسأل أنفسنا أيضاً هذا السؤال : لماذا كل هذه الأنواع والمعدات من الأسلحة ؟, ومن سيحارب بها المالكي ؟, هل سيحارب بها إيران التي تحتل آبار النفط منذ 9 سنوات وتزور العملة العراقية وتدمر الاقتصاد العراقي عينك .. عينك ؟, أم الكويت التي دخلت في عمق العراق أكثر من 70 كيلومتر ؟, أم سيحارب  بها أمريكا وإسرائيل اللتان يجلس في أحضانهم منذ أكثر من سبع سنوات ؟؟؟, أم يحارب الأكراد الذي قَبلَ أكتاف مسعودهم في مطار أربيل كي يوافقوا عليه رئيساً للوزراء .. ثم قلب عليهم بأوامر أسياده !؟, أم يحارب ويلاحق وزير دفاعه العبيدي الهارب إلى أمريكا بأموال الصفقات الوهمية ؟؟؟, أسئلة كثيرة وأمور خطيرة لا يتسع الوقت لذكرها … ولكن يا ترى .. إلى متى يبقى المالكي وأسياده والشلة من حوله يضحكون على عقولنا ؟. وإلى متى يبقى العراق معروض في سوق النخاسة والمزاد العلني والسري  لكي تنعم من خيراته وتتربح من ثرواته جميع شعوب العالم وحكوماتها , ونبقى نحن محرومون من أبسط مقومات الحياة .