23 ديسمبر، 2024 9:16 ص

رثاء الحائرين لوطن المغتربين

رثاء الحائرين لوطن المغتربين

أرثيكَ يا وطني رثاءُ المحبِ
ضاقَ عليهِ صدرا
جفَ كلامي في فَمي
ولمْ أعُدْ أملكُ مِن التعبيرِ سَطرا
ماذا أقولُ لكَ؟
وسيوفُ الغدر حولكَ
تنوي خزكَ..
كثعابينً مسمومةً تتلوى غَدرا
أنتَ للحياةِ روح..
ويومكَ عَنديْ يساوي ألف دهرا
وإن ضعتَ مني..
من يمنح بؤسَ الأيامِ عُمرا !!
ظني فيكَ يا وطني
انكَ تبقى خالدا
مَهما حاكَتْ لك الأقدارُ عسرا
ومَهما أرادوا بِكَ شرا
صَبرا يا وَطني صَبرا
إن بَعدَ العُسِر يُسرا
إن بَعدَ العُسِر يُسرا
أرثيكَ يا وطني رُثاءً
بِعَينٍ تَقدَحُ مِنَ الدَمعِ دَما
لأنَ الدُمُوعَ جَفتْ
ولا أَملُكُ في عَيني بَحرا
وَدَمي ليسَ بأَحسَنِ
مِنْ دِماءٍ سالتْ وَرَوتْ أَرضاً
لو شُقَ فيها شقا
لأبحرَ في تلِكَ الدِماءِ
وصارَ يَجري نَهرا
لكَ الحياةُ يا مَوطِني
فَجْراً بزغت مِنه الشمسْ
وصَاغَ مِن طِينه
أَقلاما وَشِعرا
وفِيه السماءُ تلدُ كُل مَساءٍ
كواكبً وبدرا
أرثيكَ يا وطني رثاءَ المترقبِ
بشغفٍ على الحبيبِ
يبزِغُ عَليه من النور فجرا
كبستان عادَ للحياةِ
بعدْ أن أُغيثَ بالسحابِ
وأحتيتْ أوراقه خُضرا
عُذرا يا وطني لا املك لكَ
من التعبير فضاءً
أو مِنْ الخيالِ سِحرا
وأوراقي ضاقتْ مَنَ الحبر حبرا
وَسِلاحي الذي أحمِلُهُ عَنكَ
أحرقُ قَلبي وأعصابي
حتى أصابَني المرضُ قهرا
واكتظَ خاطري بوَهن الموت
وعللت فِيكَ عِلاً و حَسرا
أشتاقُ إليك
ويمنعني من الوصولِ إليك
كافرٌ جاءَ فيكَ شيئا إمرا
أرثيك يا وطني رُثاء المغترب
تقطعتْ به الأوصال
وليسَ عِنده للوصولَ نحوك
لا طريق ولا جِسرا