إلى كل حزب، وكل برلماني، وكل قائد سياسي، وكل تابع أو مؤيد لحزب أو تيار سياسي؛ رضي بتخفيض سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار، أعلم إنك مسؤول ومشترك بعذابات الفقراء والمساكين وعوائلهم، ممن وصل بهم الحال إلى درجة تبكي ( الكافر ) فضلا عن المسلم. وإنك مسؤول ومشترك بآلام المرضى ممن يأن من الوجع ومن صعوبة الحصول على العلاج بسبب رفع أسعار الأدوية. مابالكم _ لا بارك الله بكم _ ألم تكتفوا طوال هذه السنوات بما حصلتم عليه من مغانم ومكاسب محرمة على حساب البلاد والعباد. ألم تكتفوا وتتمتعوا بالمال العام الذي جعلتوه طعمة لكم ومن يتبعكم ممن غذيت ونبتت لحومهم من المال الحرام. ويلكم متى تفيقوا من سكركم بالدنيا، وترجعوا إلى عقولكم ودينكم. ألا ترون حنق الناس عليكم، وكرههم لكم والأحزابكم وأتباعكم. حتى غدا لسان حالهم كلمات الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) والتي بعثها برسالة من الحبس إلى هارون اللارشيد: ” إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلاّ انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون “. الحق أقول لكم: أسكنوا أيها الفاسدون في قصور الخبال التي أقامها طاغية البعث قبلكم، والذي عبتم عليه بناؤها في زمن الحصار بعد غزو الكويت في نهاية القرن الماضي. وأرقصوا فيها وفي ملاهيكم ونواديكم ومنتجعاتكم على جروح المعذبين والفقراء والمساكين والمرضى والعاطلين عن العمل. وأستثمروا في المصانع والمعامل والمولات والأراضي التي أخذتموها بقوة السلطة ووضع اليد والحيلة وأموال الدولة؛ لتزداد ثرواتكم وأملاككم. وكلوا من المال الحرام، أنتم وعوائلكم وأحزابكم حتى التخمة. ولتكبر كروشكم و _خلفياتكم _ حتى يزداد سواد وجوهكم عند الله تعالى والعباد. وأركبوا ونسائكم وصبيانكم وذيولكم أحدث السيارات والطائرات. وأشتروا كل مايباع ويشترى بالمال في أسواق العالم؛ ولا تتركوا شيئا في أنفسكم المريضة الخبيثة، من نساء أو قصور أو أثاث؛ إلا تملكتموه. فما معاوية الأموي، وهارون اللارشيد العباسي، وصدام التكريتي؛ بأفضل منكم. ولا تنسوا أن تأخذوا ماتستطيعون من تعويضات ( جهادية ) عن أفعال قديمة، وحسنات وطيبات قد تحاججون ( الله ) جل ذكره بها، لكي تكون ( طيباتكم قدمت اليكم في دنياكم ) وزيادة. وأما الفقراء والمساكين وعوائلهم، ممن سرقتم حتى حصتهم التموينية البسيطة؛ والتي كانت بالكاد تسد ولأيام قليلة جزءا بسيطا من قوتهم، فهؤلاء لم يعد لديهم من عمل بعد الان، سوى رفع أيديهم بالدعاء عليكم وعوائلكم وأحزابكم وذيولكم، بالهلاك والذلة. والانتقام منكم في الدنيا قبل الأخرى. وزوال _ نعمتكم _ التي لم تحافظوا عليها، ولم تؤدوا حقها، ولم تشكروا الله ليبقيها. اللهم أنتقم لنا ممن سرقنا وظلمنا وأفقرنا وجوعنا وأذلنا.