9 أبريل، 2024 12:47 ص
Search
Close this search box.

ربيع 1991 والصورة

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم اسمع صوت الكاميرا لكنني عرفت انهم يلتقطون الصور

كان ابي العظيم واحد الجنود الدوليين يحملون جدتي لينقلوها الى المروحية

كنت امحو ظل ابي العظيم وارسم ظلي مكانه

اقلعت الهليكوبتر باتجاه المدينة

بعد مرور عدة سنوات

سمعت من احدى بنات العم في جلسة عائلية اجتمع فيها الاقرباء والاحبة

عن صورة في مجلة اجنبية يملكها اخاها الذي هاجر منذ زمن بعيد الى تركيا

محتوى الصورة

رجل ملتحي اسمر البشرة يحمل سيدة مسنة على وجهه علامات التعب والارهاق

ابي العظيم وجدتي

احدهم طالب الصورة

لكن الصورة لم تصل

منذ ذلك الوقت لم تغب عن ذاكرتي

مرت سنوات

ذات يوم

قمت بزيارة الاخت الصغرى لابنة العم

سيدة موناليزية ذات قيمة وقامة

بحضور زوجها

طلبت منها ان تتصل بأخيها كي يرسل المجلة او نسخة منها

قالت حسنا في اقرب فرصة سأتصل به

زوجها السيد النبيل قال لي

لو عرفنا اسم المجلة سأكتب رسالة لهم باللغة الانكليزية وانت بدورك ارسلها لهم من خلال البريد الالكتروني

لم تصل بعد

من الصدف المدهشة

في معرض اربيل الدولي للكتاب

كنت بحاجة لبعض التبغ خرجت من بناية المعرض وتوجهت للساحة

بالنسبة لي الكتب والسجائر معا فدماغي لا يقبل سلكا واحد للشحن يجب ان يكون سلكان كي تتم المهمة بنجاح

رأيت رجلا قادما شعره ابيض هناك بعض التجاعيد على وجهه

وجدت صورة شخصية له ذات مرة في مكان ما

توجهت نحوه القيت السلام عليه قلت له انا اعرفك لكن انت لا تعرفني

قال من انت

قلت انا ايفان ابن علي بابا

قبلنا بعضنا احتضنا بعضنا

تكلمنا عن الكتب والعمل وفوضى الاشياء

وانتهى اللقاء

انا توجهت يسارا وهو غاب في الزحام

في طريق العودة من اربيل تذكرت الصورة

قلت لنفسي نسيت ان تحدثه بخصوص الصورة

عدت لنقطة الفراغ ومعي سلة من الفراغات

رغم هذا

انا مستمر في عملية البحث عن الصورة

حتى الرمق الاخير

تحية اجلال وتقدير لذاك المصور المجهول

الذي رسم وجه ابي العظيم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب