ربيع جديد في فصل الشتاء

ربيع جديد في فصل الشتاء

يعيش ابناء الشعب العربي السوري اليوم ربيع جديد رغم برودة فصل الشتاء الا انه فرحتهم بالقضاء على الديكتاتورية فرحة لا يمكن وصفها بكلمات واسطر قليلة… خاصه بعد ان شاهد العالم التصرفات الوحشية لذلك النظام الذي كان يغطي على نفسه باسم القومية وباسم العروبة والذي تبين بانه قد حول سوريا الى سجون مظلمة يموت فيها الابرياء دون ان يتلقون اي محاكمة عادلة..
سيعود الالاف وربما الملايين من اللاجئين الى بلادهم ويبقى الديكتاتور وعائلته لاجئا يتنقل بين رفض تلك الدولة وبين مطالبة الشعب السوري بمحاكمته بتهم عديدة اهمها تعذيبه وقتله الابرياء العزل..
 ربيع جديد بزغ فجره ونوره ليعلن للعالم أجمع ان الحرية موجودة في قلوب جميع ابناء البشرية وان الظلم لن يدوم وان الأنظمة المستبدة لابد لها ان تزول وان الشعوب اذا ارادت التغيير فلن تقف امامها الجيوش بدباباتها وطائراتها..
نعم انها سوريا اليوم تعيش بحلتها الجديدة. بعلم الثورة الجديد.. بفرحة شعبها الكبيرة بحكومتها الجديدة الذين سوف يكونون من طبقة التكنوقراط.. والذين سوف يستطيعون بناء بلدهم واعادة الحياة لأبناء شعبهم بعد ان عانوا الامرين من سجون الدكتاتور والعيش في الغربة مهجرين مقطوعة بهم السبل وقد مات فيهم الامل واصبحت اوطانهم والعودة اليها شبه مستحيلة ولكن ارادة الله فوق كل ارادة فاذا كان الجبابرة قد عاثوا في الارض فسادا فان رب السموات والارض عادل قوي كريم يهز العروش وقت ما يشاء…
 لقد سقط النظام في سوريا وسقطت معه جميع الأقنعة التي كانت تراهن عليه وبان الكذب امام شمس النهار وما اصعبها من لحظات ونحن نشاهد في وسائل الاعلام السجون السرية والمعتقلات وخروج الابرياء منها والذين دفعوا زهرة شبابهم ثمنا للحرية..
 اليوم حقق الاشقاء من ابناء سوريا العربية كل مبتغاهم واصبحت الحرية بين ايديهم واصبحوا ملزمون بحماية ثورتهم وكل انجازاتها وكل ما يتطلبه عليهم الواجب ووضع الخارطة الصحيحة لبناء سوريا الجديدة بعيدا عن الثارات والنعرات الطائفية وبعيدا عن قال هذا وتكلم ذاك وبعيدا عن النظام السابق والنظام الحالي فالتسامح هو من يبني الدولة والتناحر هو من يهدم بنيان كل دول العالم..
 اليوم كل ما هو مطلوب من الأخوة الاشقاء وضع دستور وقانون جديد يكفل حقوق جميع ابناء الشعب بالتساوي بعيدا عن المذهبية والطائفية والنعرات القومية…
 نعم انها سوريا اليوم النموذج الذي استطاع ان يهز عرش الدكتاتور والطغاة والذي سوف يبني بلاده بيده.. نتمنى ويحدونا الأمل بان نرى سوريه الجديدة اسوة بكل البلدان المتطورة في العالم والتي استطاعت ان تغير نهجها الحكومي من النظام الديكتاتوري الى النظام الديمقراطي الصحيح وان تضع امام عينها المواطن السوري فقط وان تستغل كل ثرواتها لخدمة هذا المواطن وان تقدم كل الخدمات لأبناء شعبها المضحي فهو الاول والاخير الذي يستحق ذلك..