ماهو السر الذي يقف وراء إستمرار حصاد منجل الموت للأرواح العراقية؟ ماهو السب الذي يدفع بنزيف الدم العراقي للإستمرار بهذه الصورة الملفتة للنظر، أهو رخيص الى هذا الحد أم هناك من يجد في إسترخاصه سلعة لتحقيق ثمة أهداف و أجندة مشبوهة؟ لماذا نجد التدهور في الملف الامني في العراق مستمرا و تتصاعد نسبة الضحايا بين المدنيين العزل؟ من المستفيد؟ من الذي يقف خلف کل هذه الکوارث و المصائب التي تحدق بالعراق؟
العراق کان يرزخ تحت حکم دکتاتوري قمعي فريد من نوعه في المنطقة، هذا أمر نسلم به ولانجادل بشأنه، لکننا نتسائل و السؤال حق لکل صاحب رأي و قلم: هل کان نظام حزب البعث يقتل هکذا أعداد يوميا و شهريا؟ هل أعدم على سبيل المثال 2013 عراقيا خلال شهر واحد(کما حدث في هذا الشهر کانون الثاني 2014 بحسب بيانات رسمية تم إعلانها)؟ هل کان العراقي يسير في الشارع وهو لايؤمن و يطمئن على روحه؟ هل کان العراق مرتعا خصبا للأجهزة الاستخبارية لمختلف دول العالم وکل جهاز يقوم بتنفيذ مايحلو من مخططات و ألاعيب من دون أن يأبه لأي إعتبار آخر؟ هذه المقارنة تثبت حقيقة مرة و صادمة جدا وهي أن العهد الدکتاتوري القمعي کان أفضل بکثير من هذا العهد الغريب من نوعه، فهو ديمقراطي و ليس بديمقراطي، وهو قمعي و ليس بقمعي، هو بصراحة خليط من التناقضات و الاختلافات و يکاد أن يکون إنعکاس لفسيفساء مشوهة في حوض ماء عکر!
المالکي يندفع في المنطقة الغربية من العراق من دون أن يلوي على شئ وخلال ذلك يطلق التصريحات و الاحاديث المتشنجة التي لاتأخذ سلام و أمن و استقرار الشعب العراقي بقدر ماترکز کل إهتمامها بتلبية مطالب و اوامر طهران، وليس بغريب رفضه لکل الوساطات و کل العروض السلمية و الخيارات الوسطية و إصراره و إلحاحه على المضي في خياره الدموي و إستمراره في إمطار القنابل و الصواريخ على رؤوس اهالي الانبار الابرياء العزل و تبجحه بأنه يقتل الارهابيين و يفتك بهم في الوقت الذي ليس هنالك من ضحايا سوى اهالي الانبار العراقيين أبا عن جد.
زيارة الشؤم و المصائب التي قام بها المالکي لطهران، والتي تعهد فيها لسادته في طهران إنجاز کامل مخططهم المطلوب في العراق من أجل دعم ترشيحه لولاية ثالثة سيتم تأسيسها على دماء آلاف العراقيين و العشرات من الايرانيين اللاجئين في العراق، وان حربه الشعواء الظالمة في الانبار و کذلك مخططاته الظلامية السوداء ضد سکان ليبرتي و التي توجها يوم الخميس الماضي 30/1/2014، بإقامة أبراج ترکب عليها کاميرات و أجهزة تجسس موجهة ضد السکان على أمل أن يتم إيقاع أکبر نسبة خسائر بين صفوفهم اکراما للنظام الايراني، والحق ان الذي نشهده حاليا من نزيف دماء و اوضاع استثنائية في العراق انما هو بحق ربيع النفوذ الايراني في العراق، وليس بغريب ذلك، ذلك أن نظاما لايرحم شعبه و يفتك به و بکل القوى الوطنية المعارضة له، کيف سننتظر منه أن يرحم او يرأف بشعب آخر؟
[email protected]