23 ديسمبر، 2024 2:45 ص

ربع سنوات أخرى لهؤلاء

ربع سنوات أخرى لهؤلاء

الخطر الحقيقي الذي يواجه الإنسان العراقي ، يكمن في عدم سيطرة الدولة على أجهزتها وإن حظيت بغطاءها القانوني، فها هي وزارتا الداخلية والدفاع المسؤولتان عن حفظ الأمن وفق قانونيها المشرعين اخفقتا في الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وهما غير قادرتان لوحدهما اليوم على لملمة شظايا الانهيار بعد  حزيران 2014 دون المساعدة التي تبديها الجماعات المسلحة ،تلك  الاذرع العسكرية للتنظيمات السياسية المؤتلفة أو المختلفة في البرلمان والحكومة ،ويبدو أن مستوى الخطر هذا أخذ في الارتفاع بعد أن حظيت هذه الفصائل  بمباركة المرجعية الدينية الشيعية حين افتت بالجهاد الكفائي وأطلق على هذه الجماعات رغم تباين مرجعياتها السياسية والخلافات فيما بينها  (الحشد الشعبي) ،لا بل إن موضوعة حصر السلاح بيد الدولة أصبح شعارا لا معنى له نظرا للدور الرئيسي الذي تقوم به هذه الفصائل في المعركة الدائرة مع “داعش” التنظيم  المتفق عالميا على أنه الإرهاب رقم واحد   والأكثر دموية وشراسة واجرام. .ما جعل هذه الفصائل تحظى بقبول شعبي مدعم بحظوة مرجعية، لا بل إن الأمر تعدى ذلك إلى تأييد إقليمي يتمثل بالجارة إيران اللاعب الأكثر تأثيرا في الأوضاع العراقية،  وتعلن الحكومة العراقية ايضا أن هذه الفصائل تعمل ضمن غطاء رسمي أطلق عليه  (هيئة الحشد الشعبي) بقيادة موحدة تنسق مع القوات الرسمية العراقية ،وهي من جهة أخرى تتفق(الفصائل) دون الإعلان عن هذا مع الإرادة الأمريكية التي تعلن بدورها محاربتها للإرهاب الذي يمثله داعش وإن يعلن إعلام الحشد الشعبي أن الأمريكان هم عقبة في طريق عملياتهم العسكرية. ..لكن تناقضا يلوح بشكل يثير الاستغراب والحيرة ويطرح أسئلة ملحة، -الحكومة تدعم مطالب الجماهير التي خرجت في 31/7/2015 التي رفعت شعار “الكهرباء” والخدمات  في الوقت الذي تنخفض أسعار النفط لتهدد خطط الموازنة المقترحة وتزيد من نسبة العجز فيها وتؤجل أي عملية استثمار ممكنة لعملية انقاذ الحالة الاقتصادية المتردية والتي تتضمن   حالة البطالة التي يعاني منها الشباب تحديدا ،إضافة لتكاليف الحرب، حينئذ بدت الأزمة متورمة ومنتفخة ينذر انفجارها بسيل من القيح يحيل الأجساد وكأنها  مسخ لا يعبأ بألم  أينما حلت بها الأقدام،داعش، انخفاض أسعار النفط، الخدمات المتردية، الاحتجاجات، إيران، امريكا، مراكز القوى  (الدعوة، الصدريون ،المجلس ،اتحاد القوى، الكورد) حالة من الصراع والتربص الكل ضد الكل ،الكل مع الكل، الكل لا يثق بالكل الآن داعش يخسر الحرب ،الواقع على الأرض يقول ذلك، ولكن الكل يقول بأنه هو من صنع النصر والكل ينتظر المكافأة  ،هوذا السؤال :من سيمنح هذه المكافأة؟ وكيف؟ الشعب هو الذي سيمنح هذه المكافأة في الانتخابات القادمة 2018كتل سياسية تمتلك فصائل مسلحة ساهمت بهزيمة داعش الفصائل المسلحة حظيت بتأييد شعبي كبير بغطاء مرجعي مقدس”شيعي” الجماهير هنا تهتف للحشد الشعبي، الجماهير إذن تهتف للكتل السياسية الماسكة على دفات القيادة في السفينة السياسية، اليوم البرلمان العراقي يحظى ولأول مرة منذ 2005 بشرعية حقيقية عبر عنها في احتفالية الاعتصام داخل قبة البرلمان خارطة الانتخابات القادمة باتت واضحة الآن لا مفاجآت قطعا. .