23 ديسمبر، 2024 5:18 ص

رباعيات الامن في بغداد!

رباعيات الامن في بغداد!

في غضون مدة لا تتجاوز العشرة أيام, لدغت القوات الأمنية في بغداد مرتين, بعد ان تعرضت مدينة الصدر شرق بغداد الى انفجار عنيف لا يقل ضراوة عن الانفجار الذي يعرف بسوق ” عريبة”.
على ما يبدو وهو الامر المؤكد ان القوات الأمنية بجميع صنوفها بقيت متفرجة دون ردود أفعال تذكر جراء الحادث الأول مما دفع الى حادث أخر وربما الثالث سيكون على الأبواب, كما لم نشاهد ما يدعو للتفاؤل بمسك الأرض وحمايتها من هجمات محتملة, ربما الحال وصل الى قيادات البلد العليا سيما وان رئيس الحكومة كانت ردة فعله خجولة لا تستحق ان نشير اليها لتفاهاتها وعدم ملامستها لواقع الجريمة.
مسألة حفظ الامن في بغداد خصوصا نظرا لكونها العاصمة ولتواجد البعثات الدبلوماسية المتعددة ولتنوع شعبها وكثرتهم, سيما وان الغالبية العظمى ممن يسكنون شرق القناة بالكاد يحصلون على ما يسد رمقهم اليومي ما جعلهم عرضة للاستهداف الإرهابي كونهم يعملون باعمال بسيطة وينتشرون في مواقع لكسب الرزق الحلال بعيدة عن الجدار الأمني, لذا فأن مسألة حفظ الامن في بغداد صعبة, لكنها ليست بالمستحيلة.
ما تتعرض له العاصمة بغداد ولكونها ذات موقع متميز له أربعة أسباب بحسب رؤيتنا للواقع الأمني ولا ضير ان نذكر بهذه الأسباب لعل ونترجى ان تكون للحكومة العراقية وقفة جادة وصادقة لمعالجتها, اذا استنتجنا ان المسألة اكبر مما نتصور وان تنظيم داعش الإرهابي بدأ يقترب من بغداد التي فيها كثير من الخلايا النائمة وشبه النائمة والخلايا المغفلة والمستغفلة وهذا اول أسباب الخروقات الأمنية, والسبب الثاني وهو لا يقل أهمية عن سابقه نلخصه بغياب أجهزة متطورة لكشف المتفجرات بعد ان ثبت بالدليل فشل الجهاز المستخدم حاليا في سيطرات مداخل ومخارج العاصمة, ولا نستثني القوات الأمنية من التقصير بفعل لا اباليتها واستسلامها للخروقات والتعامل معها بشكل واقعي دون ردة فعل تسحب البساط من تحت اقدام العصابات الإرهابية, والسبب الرابع غياب الفكر القيادي في عقلية قادة الامن اي ان الحكومة وضعت الرجل الفاسد في المكان الملائم .
الحكومة رضخت للامر الواقع بعد ان أوقعت نفسها في مستنقع الخسارات وابتعدت عن الانتصار, وهذه النتائج والاسباب كما ذكرت على الحكومة معالجتها كما علينا الضغط لمنع تنضيب المتراكم.
بالأمس اصدر مسؤول معتمدي المرجعية الدينية في النجف توجيها واضحا يدعو فيه لمواصلة تلبية فتوى الجهاد ودعا للاستعداد لاي طارئ, والمرجعية لا تدعو لامر الا لدفع خطر محتمل فالمرجعية تعرف وتعي ما تقول عندما تدعو هكذا دعوة فليعلم الجميع ان العراق بخطر وخصوصا العاصمة بغداد.