19 ديسمبر، 2024 7:12 ص

ربابنة السفينة الغارقة

ربابنة السفينة الغارقة

بيانٌ شخصيّ !
الى : كُلُّهم
المعممُ والأفندي ، والصالح ُ والطالحُ ، وأبدأ من هذين الصفتين ، مع أن الصالحَ يفترضُ أن لاتشمله هذه الادانة! ، وأنا أقول ، أدنى المخلوقات وأتفه كائن إن سألته عن هؤلاء ، سيشعر بالخجل الأسف وربما الإهانة لأن كائنات بشريةً شريرة
قد فاقتهم ، بكل مفردة ر، وتعدتهم !
هل يجوز ؟، ماجرى بحق شعبٍ إستأمن وطنه عندكم : رجالُ دين ، جباههم مدموغة بسواد العار ، ولحاهم الفضيّة الوقورة والمرشوشة بعطر باريسي ، ولباس التقوى ، لباس الدين الأنيق ، وأصحاب البدلات والأربطة أو بدونها من الذين يلبسون أحجاماً أكبر بكثير من أحجامهم ، وبامكانك أن أن تراهم كيف يتعثرون في مشيهم ، أو أولئك الذين يزرّون ، زرَّ السترةِ بالقبوط ! ، وجوقة ، يفترسون المايكروفونات ( يصمون …ويصرخون ) وكأنهم في مزاد بيع الطماطة ، ورهطٌ منهم ، يهجمون على تعفف وحياء الآخرين ، ليهبوهم ذرةً من مال قارون ، كيسا من البطاطا ، ويحدث هذا كلمّا أحتفل أحدهم لبلوغة مرتبة المليارديرالمليار !
هل يجوزُ؟ أن يحكمَ على مريض بالموت ، وهو يتلطلطُ بين المستشفيات والمستوصفات ، التي تشبه مأوى لعزل الأحياء الموتى فيه !.تتفقد فيه الكلاب السائبة ، تبحث عن بقايا طعام !
هل يجوزُ؟ أن تعبثَ بفطرةِ الأطفال ، وأنت تعلّمهم ، كيفيّة غسل الموتى ، على دكةِ المغتسل؟
هل يجوزُ ؟ أن تسرقَ التلاميذ ، دفاترهم وكتبهم وأقلامهم ، وتستعمرّ حناجرهم للأسى وعيونهم للبكاء وأرواحهم في التيه ، تضعها في حسابِك الى أمدٍ طويل !.
هل يجوز؟ أت تسطوا على المال العام كأي لصّ وضيع وتوطفُ أهلك وعشيرك ومعارفك والسماسرة رفاقك في درب النضال ، ويتحول باقي الناس الى عبيد ، يدعون لكم بكرة وأصيلا ، وانتم قبل زمن مرّ ، كنتم مجرد أرقام /ن الذين فشلوا في ادارة اعمال بسيط كالجنابر ومحلات بيع الخضر روأفران الخبز ، والدلالة في أسواق هرج علكم تقتنصون ساعة ( راس كوب) ، لتخدعوا مشتر وبيعها اليه كساعة من ماركة جيدة ! هذه هي الأعمال التي تجيدونها ولم تستطيعوا الاستمرار فيها فأشتغلمت لصوص أوطان !
هل يجوز ؟ لك أن تعقل السلطة وتضعها في أحضانك ، وعند ىالليل ، ترسل اشباحك لتقبض أرواح الناس .
كل هذا حدث ، وهو نقطة من بحر ، بحر جرائمكم وخياناتكم وسحقكم للانسان وسرقة ثروته ، يساندكم أقذر الأعداء. فلم تتركوا شيئاً إلا وحلبتموه ، تتاجرون حتى بالمقابر ، وبيع السموم الفتاكة ، والمخدرات والدعارة ، لايقل أحدكم إنه ليس قواداً ،وقد حولتم المذهب الى ماخور شرعيّ تحت عناوين هي بالأصل دخيلة على المذهب الحقيقي ، مذهب ال البيت عليهم السلام ، حتى الطقوس لم تسلم منكم.. ،لم يسلم منكم النخل ، ولا النهر والشجر ولا الحقل ولا المصنع.
لم يسلم من شرّكم إلا من هو على شاكلتكم ، ووصل بكم الحقد حتى الى مايدخل بطون الناس ماهو على شاكلتكم ، الم يقولوا ، شبيه الشئ منجذب اليه !.. فرحتم تستوردون اللحم الفاسد والبيض الفاسد وكل ماهو معدّ للتلف في مصانع ايران ، تستوردونه لأن أية الفقيه ، يعاني حصاراً وعليكم أن تمدوه بالمال على حساب أموال الشعب الذي يتضور جوعاً ويشعر بالاهانة الكبرى توجه اليه ،وهذا الفساد يتجسمينحني ويقبلّ يديّ مجرمين عتاة ، يبارك لاسياده ويؤدي لهم طقوس الولاء ، تتحولون الى أربع قوائم ، ليمتطيكم سليماني ومن على شاكلتهم من المجرمين.
كان الفلاحون أيام زمان ، وعند جنيّ المحاصيل ، وهي عادة من الحنطة والشعير والتمر، كانوا عند الجنيّ يعزلزن حصة يطلقون عليها (نصيب الطير) وهو تعبيرٌ عن الرخاء والرزق الوافرويعتبرونه مشاركة انسانيّة وشكرا وثناءً للرب على النعم وهكذا يفعلون لأقاربهم سكان المدينة!. وما فعلتموه ألغيتم من قاموس حياة العراقيين (الحقل والبيدر) وطردتم الطير لأنه عنوان السلام ، كي تتحموا بأفواه الناس ، تمسكونهم من أعناقهم ، وتقطعون عليهم رزق الله ، ونعرف لماذا تفعلون ذلك ، لأنكم تهيئون الحقل والبيدر والناس الى لقمة سهلة ، يبتلعوها في وضح النهار ، أسيادكم ، ويخسئون !.
وأسألكم من أي دين سماويّ أو قانون وضعيّ ، أو حتى في أعراف القبائل البدائية ، من أين لكم كل هذه الخديعة وةالجرأة أن تأكلوا الناسَ أحياءً ؟

أيها الكُلهم !
قبل (16) عاماً ، وعندما كانت الناسُ تُلملمُ جراحَها .. بعد ماينيف عن الربع قرنٍ من المعارك الشرسة والحصار ، ورحلة مأساوية قادها ربيبكم صدام ، طرق بابناً العالم ، فأستبشر الناس
وتهيئوا الى فضاء الحريّة التي إدعاها العالم ، دخلتم بأسماء رنانةٍ ، رجال دين ،وتكنوقراط ،ورجالات سياسة مخضرمون ، وعقول اقتصادية وأطباء ، وتحدثتم عن الديقراطيات والمشاريع التي في جعبكم ، وتنفس الناس الصعداء ، وقال الناس لقد بدأت حياة أخرى للعراقيين .بعد عقود كالحة من الديكتاتوريات ، والحروب والملاحقة .. والتغييب ، والتصفيات والجوع …لكن ماحدث هو أن كل واحد منكم يحمل في جيب جبته أو سترته ، مشروعاً وأجندة ينفذهما بحذافيرهما ، وهو يقول : أنا ..ومن بعدي الطوفان !.
ألغيتُم المدارس وحولتموها الى (كتاتيب) وأماكن لتعلّم اللطم والنياح ، وتكبيل التلاميذ بعقدكم السود ومن البنات من الأطفال ، تقيدوهن بالشعور بالعار من أنفسهن البريئة ، وتأمروهن بما يجول في خاطركم من بشاعة ، أن يسترن أنفسهن ، هذا هو معدنكم ، لم يسلم من شرّكم الطفل بل وحتى التماثيل المسمرة ، والتي لم ترفع علماُ ولم تصرخ باسم العراق، أزلتموها لأنها تتحدث عن تاريخ البلاد ، وأبدلتم أسماء الشوارع كي تبدو أمتداد لولايه فقيهكم الشرير.
أغلقتم كل النوافذ ، خوفا من الانسان أن يتنفسَ شيئاً من الحرية ، فأغلقتم المسارحَ وصالات البسينما ، وأماكن الترفيه ، أو المتديات التي تخلق علائق انسانيّة بين الناس .
لم نقرأ في التاريخ ، مثيلاً لكم ، ولم يتصور أكثر البشر خيانةً أن يصل الى درجة من التبعية والغدر والحقد الدفين الى ماوصلتم أنتم اليه ، عندما تقترفون العار وتتباهون به ، ونحن نشاهد في الفضائيات كائنات ممسوخة تسبّ الشعوب التي تدعي أنها منها .
مايهمني الآن ،
أن أوجه اليكم كلمةً ، في هذا الوقت الحرج الذي يضيّقُ الخناقَ عليكم ، وأنتم في هذه الحالة المزريّة التي تعيشون تفاصيلها ، بيد ان درجة التخبط التي أنتم فيها سيستغلها أسيادكم ، وستجدون أنفسكم في التيه ، لاتسمعون سوى صوتهم أولئك الذين أرعبتهم صرخة الشباب الثائر ، لكن الأمر الذي يدعو الى العجب بل الى الذهول ، ورغم هذا الخطر الذي يحيق بكم ، تفتشون عن أية صفقة فيها رزم من الدولارات ، بينما أنتم تنتظركم المحاكم أن أردتم الخروج من هذا المأزق ، ولم يبق المزيد من الوقت الثمين ، إن أردتم النجاة وكسر الفتنة وضمانا للبقاءلكم على قيد الحياة في سجن يسعكم جميعاً ، بعد أن دمرتم الوطن وقتلتم الشعب ، ونفذتم بخيانة قلّ مثيلها والتيً ستبقى شاهداً للأجيال عن جرائمكم الشنيعة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات