اسمها مقرب جدا بحروفه الخمسة من كلمة رواية ولكنها فاقت الابداع في كتابة الروايات اسمها راوية المصري لبنانيه ومقيمة في العاصمة السويدية ستوكهولم تعمل مدرسة ومرشدة اجتماعية وهي كاتبة عربية روائية معروفة ولها بصمة في مجال الرواية والمقالة وقد نشرت كتاباتها في عدة صحف عربية وأجنبية اضافة الى مشاركاتها كناشطة اجتماعية..
تهجرت من لبنان اسوة بالعوائل اللبنانية التي هجرت بسبب الحرب…ولكن الظروف القاسية التي مرت بكل اخواننا في بلاد الغربة والمهجر حولت الكثير منهم الى التعبير بأقلامهم المميزة عن ما عانوه من مأساة في عالم الغربة الى عالم الكتابة عن طريق القصة والرواية وهكذا كانت الروائية العربية راوية المصري حيث قامت بترجمة هذا الواقع المرير للظروف القاسية التي اجبرت عائلتها المعروفة بأصالة عروبتها ولبنانيتها الى الهجرة والتعايش مع الغربة وايامها الصعبة مع فراق الوطن والاهل والجار وربما لا يعرف الغربة الا من عاش مأساتها الحقيقية ودفع ثمنها بين الآهات وانين الغربة..
هكذا هي اقدارنا نحن ابناء الشعوب العربية ترعرعنا بين احضان القتل والموت والخوف من مستقبل مجهول ومظلم في كل انفاقه…هذه هي حكاياتنا مع الزمن بين مهجر ومغترب وبين بيوت وشوارع وحارات فارغة من ساكنيها ومن هنا تولد الرواية الحقيقية..
فالكتاب العظماء العرب وفي مقدمتهم استاذ الادب العربي طه حسين والاديب الروائي الحاصل على جائزة نوبل الاستاذ نجيب محفوظ كتبوا كل مؤلفاتهم عن الواقع العربي وعن الحارة والضيعة وعن الواقع الذكوري والجمال الانثوي.. وكذلك الروائية العربية الكبيرة احلام مستغانمي الموجودة بيننا اطال الله في عمرها والتي تتحفننا برواية جديدة بين الحين والآخر..
وهاهي الروائية المتألقة راوية المصري وهي تتحدث في روايتها الضحية والقنديل عن معاناة ذلك الواقع الذي مازالت احداثه تسير مع الزمن… حيث تقول في احد صفحات الرواية:-
((كان شتاؤنا ذاك ليس ككل شتاء ينزل برده على القلوب ويصيب الروح بالصقيع ولم يكن يشابه انفعالاته وامطاره ورعوده المتداخلة تلك الفصول حتى صقيعه خالف الاعراف وتحول الى جلاد يمتهن صفع وجوهنا واجسادنا ولم تكن الانفجارات تهدا في احياء بيروت ولو للحظه وكان دخانها المتصاعد يلف جسور العشاق بالضباب الكالح وفي غرفه مظلمه ستائرها تموج يمينا ويسارا كأكفان الاشباح ورائحه الموت تجوز بين فلول الألفة التي تربط اهالي الحي كنت ارتجف واقفه قبالة النافذة انتظر مرور نديم في وقت متأخر من الليل لاطلق له رسالتي العاجلة كبرقيه صموئيل ولأودعه ربما الوداع الاخير وانذره بغضب جارف يهددنا ليقتلعنا من تربة سقيناها برضاب القبل وسنمطرها بدموع البين))..
مصائب ولحظات مأساوية عاشتها شعوبنا العربية من اجل اثبات وجودها والعيش بحرية بعيدا عن فرض الوصاية من قبل اشخاص زرعهم اعداء الإنسانية ولبسوا ثوب الخيانة لقتل ابناء شعوبهم بحجة الطائفة والقومية…
وقد لاقت رواية الضحية والقنديل للروائية راوية المصري الاقبال الشديد على شراء روايتها ونفاذ الطبعة الاولى والثانية منها….
والجدير بالذكر ان الروائية العربية راوية المصري تتحفنا بمقولاتها الجميلة والممتعة بين الحين والآخر على موقعها الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي. ولعلي اقتبست هذه العبارة المنشورة على صفحتها الخاصة والتي نالت اعجابي رغم عدد كلماتها المختصر…
((ابنك سيفعل ما تفعله وليس ما تنصحه به))
༺༺༻༺༻༺༻༻
ملاحظة تم نشر المقالة في عدة مواقع عربية وعالمية.. ومن خلال هذه المقالة اوجه شكري وتقديري للروائية راوية المصري لإهدائها لنا نسخة من روايتها الضحية والقنديل…