23 ديسمبر، 2024 11:36 ص

رامبو في قصر الرئيس

رامبو في قصر الرئيس

كثيرة هي المواقف وقليلون هم أصحاب المواقف المشرفة.
مالفت انتباهي هي حماسة السيد رئيس الوزراء بحضوره شخصيا إلى موقع الحدث، بعد ساعات قليلة من وقوع الجريمة متهسترا مطالبا بأخذ الثار، كأنه احد رجالات العشائر الذين يؤججون المواقف عند وجود الأزمات(حيث ينقسم رجال العشائر إلى قسمين منهم من يؤجج الموقف كي يضغط على المقابل للحصول على مكاسب مالية، ومنهم من يهيأ الأمور كسبا لود المقابل من العشائر الأخرى حاضري الجلسة)، مستفيدا من تلك الشخصية الهجومية (الكومبارس) للوصول إلى تحقيق أكثر المطالب).
نزول رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة بلحمه، ودمه، وشحمه للمطالبة بأخذ الثار، والقصاص ورفع شعارات الدم بالدم، والثأر ثأرين والدم دمي! أهو انفعال مفبرك مفتعل؟ الم يكن لزاما عليه الاكتفاء بالأوامر الذي أصدرها بإلقاء القبض على المجرم؟ متجاوزا على جميع الأجهزة التنفيذية، والقضائية.
  أي جريمة هي؟(مع احترامي لدم الشهيد المغدور)، لماذا أنفعل دولة الرئيس؟ لماذا اشتركت قيادة عمليات بغداد بكامل عدتها من القائد إلى المراسل؟ (ليس المراسل الإعلامي طبعا!)، لماذا لم يكتف بحضور القوات الأمنية؟ هل لان الخصم كوردي مثلا؟ ونحن نعرف مدى الإشكالات بين الكورد والمالكي، أم لان رئيس الجمهورية غائب مغيب عن الأنظار؟ أم إن هناك مغالاة سياسية، وإعلامية على حساب الدم العراقي الذي يجري كل يوم كأنه نهري دجلة والفرات؟.
أتساءل هنا هل لدماء الشهيدين المحمدين الكروي والبديوي(الذي لازالت الانبار محترقة، بشيوخها، وأطفالها، ونسائها، ومازال جيشنا البطل ينزف من أبنائه البررة الذي قارب عدد 1800 شهيد مع التكتم الإعلامي الكبير على الأعداد، والمعدات) أتساءل هي أغلى من دماء الشهداء التي تهدر يوميا؟(مع احترامي لكل قطرة دم عراقية سالت على الأرض)، وهل هناك فرق بينها وبين دماء الإعلامي الشهيد هادي المهدي؟ الذي اغتيل  بعد الاحتجاجات، والتظاهرات التي عمت بغداد، وكان أحد قادتها، علما أن أصابع ألاتهام تشير بوضوح إلى تورط أطراف سياسية معروفة قريبة من الحكومة بقضيته، وجرى التعتيم عليها، ولفلفتها، وتقييدها ضد مجهول!
لماذا لم ينزل السيد رئيس الوزراء إلى موقع كل جريمة تفجير إرهابي يذهب فيه أكثر من 100 شهيد ويطالب بدمهم ويعتبره دمه وثأره؟
متى يكون للدم العراقي حرمة، وقيمة، لا دعاية انتخابية، ولا مكاسب شخصية؟