23 ديسمبر، 2024 2:22 م

راقصة تحرج المجتمع …وتتساءل !

راقصة تحرج المجتمع …وتتساءل !

شاهدت مقطعا مرئيا متداولا تظهر فيه راقصة من بلد عربي (نصف عارية طبعا) ..وتتكلم بغضب موجهة الحديث للمجتمع او فئة المتدينين او رجال الدين في المجتمع -لا ادري لمن- ولكنها تتساءل بغضب و”منطق”! وتقول:
أليس الغيبة ايضا حرام والسرقة حرام واكل اموال الغير حرام ، والاعتداء على الناس حرام وخداع الناس حرام والظلم حرام وشهادة الزور حرام ؟!لماذا تفعلون كل ذلك ويفعل الناس امامكم كل دلك (عادي) ..(وفالحين) فقط تجرون وراء افعالنا وترددون في كل وقت وكل حين ..لاتفعلي ..هذا حرام ،الرقص حرام ،التعري حرام..على الدولة ان تضع حد للراقصات لان هذا حرام !!انتهى كلامها.
وانا اضم صوتي واضيف لعزيزتنا (الراقصة المصون) ..أوليس الفساد المالي واغتصاب الحقوف والرشوة والمحسوبية وانتخاب الفاسدين على اساس القرابة والصداقة،حرام ؟ اليس معاونة الاجنبي على بلدك بحجة الدين والامة حرام؟ اليس كثيرا مما نفعله كل يوم حرام؟ لماذا نركز فقط على فتاة تعري جسمها ولم تضر الا نفسها(كما تظن هي اقصد) .
انا سأجيبها نيابة عن المجتمع: ان ماتفعلينه انتِ وامثالك هو حرام طبعا ويركز عليه المجتمع فطريا حتى لا “تشيع الفاحشة في الذين آمنوا” ..وهذا امر لا باس فيه ومستحسن فهو من باب النهي عن المنكر،،فقد اهلك الامم من قبلنا ..”انهم كانوا لايتناهون عن منكر يفعلوه” !
ولكن (وهذه المرة ال لكن مني وليس منها) اليس الغيبة والتحاسد واكل مال اليتيم واموال الناس ورشوة الموظفين وظلم الزوجات وترك الاولاد على النت وبيدهم الاجهزة يطلعون على كل مايسيء الى الله والخلُق ويعاشرون الغرباء بنينا وبناتا دون رقيب ، وانتخاب المفسدين ،،و و ..منكرا !؟ وان الله يرانا لا نتناهاى عنه ! وغضبه قد بات قريبا ان لم يلطفنا بلطفه.ام تظنون انفسكم بمنأى ايتها الثلة القليلة من الصالحين !
فلما سألت النبيَ احدى نسائه عن هلاك الاقوام فقالت: “انهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم ،اذا كثر الخبث” صدق رسول الله.
فهلا فهمتم ان المجتمعات الغربية والشرقية التي تقدمت كان مجتمعها يحاسب الكذابين والنصابين والفاسدين والمرتشين ويخزيهم وينبذهم “اجتماعيا” كما تنبذون انتم الراقصة ،فصار عندهم ذلك عيبا كبيرا ونادرا جدا ، كما عندكم التعري عيبا كبيرا ونادرا جدا ،وهذه هي المعادلة ،،فانظروا ايهم اخطر واكثر تدميرا فالزموا مكافحته واستنكاره .فان “من لزم شيئا عُرف به ” .