تابعت مع غيري خلال الفترة الأخيرة ذلك الهوس والمتابعات المليونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمسابقات الصفع على الوجه (الراشديات الثقيلة)، وتأثرت بفضاعة المشاهد المضحكة المبكية مع تفاعل آلاف المراهنين والنقل المباشر لصدى (الراشدي أبو الطكة) وما يفعله من إغماء لأغلب المصفوعين مع إصابة نسبة كبيرة منهم بنزف او رجة دماغية من جراء (السطرة المعدلة)، مشاهد مؤسفة قادتني الى التفكر بشخصية من اكتشف هذا السباق ومهد له وكيف يجتهد الباحثون عن الفرص الربحية وإن كانت بأحط الأشكال وأكثرها تقززاً ومأساوية، وزاد مبلغ احتقاري لحرية الغرب وقوانينهم البائسة التي تتيح كل شيء وتقدم الربح على المفاهيم الإنسانية النبيلة والمتاجرة بأخس الفعاليات علناً بإعلانات فاحشة الثراء.
بالموضوع والإطار ذاته قال لي أحد الأصدقاء الرياضيين إن جل ما يخشاه أن يأتي اليوم الذي يرى فيه مثل هذه المسابقات تصل العراق وتكون مباحة للرهان والمضاربين بأي شيء وعبر لي عن مبلغ خوفه بأن يتم تأليف وتشكيل (اتحاد رياضي باسم اتحاد الراشديات المحترفة المعدلة)، ضحكت كثيرا من آلية الطرح واستذكرت عدداً كبيراً من الاتحادات الشكلية التي تم إنشاؤها على أصداء ألعاب شعبية في بلدان شرق آسيا وأعطيت لصديقي العذر في ذلك ولكن استبعدت كل البعد أن يصل مستوى الانحطاط الذي نشهده في الغرب ليكون صورة طبق الأصل في العراق اليوم وإن كانت وسائل التواصل الاجتماعي فاعلة في نقل الحدث والإعلان عنه، لأن ثوابتنا الدينية والأخلاقية وموروثنا الإنساني والحضاري أكبر من مثل هذه المشاهد المقززة، وقد نشاهد ونتابع ما هو أكثر إيلاماً من مثل هذه المسابقات التي لا غرابة فيها في الغرب الرأسمالي الذي يصنف الإنسان مادة ربحية بجميع تفاصيله ومع ذلك فنحن بحاجة ماسة الى التثقيف بالضد من هذا الغزو للعالم المفتوح الذي ابتلينا به عبر السوشيال ميديا.