23 ديسمبر، 2024 10:12 ص

استبشرت خيرا قبل أكثر من 1400 عام يوم أن صدرت أوامر ألهيّة بتشريع ألصيام و تأملت أن لا جوع بعد أليوم , كان ذلك في رمضان ألعام ألثاني للهجرة لأن ألمترفين سوف يشعرون بأحوال ألمساكين و يفهمون ألمغزى من ألصيام و يستخلصون ألعبرة ألأهم من ألتشريع ألكريم هذا خصوصا حينما تناديهم أجوافهم بألرحمة من ضور ألجوع و ألعطش ثم يشرع أرباب ألعمل باتخاذ قرارات كريمة باتجاه ألتكافل ألأجتماعي و يضاعفون أجور عملنا و ننعم بألأستحقاق لما نبذله من مجهود و نصبح في شئ من ألبحبوحة و نوثّق علاقة حميمة مع صانع ألكنافة و ربما نتعرّف على ألصديق ألجديد أبو ألكباب و أبدا لن لن تكون هذه ألصداقات حكرا على ألأرباب بعد ألشهر ألفضيل هذا .

صمت و صام ألناس و أنتهى ألرمضان ألأول من ألسنة ألثانية للهجرة لكن لم يتغيّر ألحال , بات ألأحباط ينتابني , لكن ألصبر عبادة و كان رجائي في ألرمضان ألقادم ألذي شهدنا هلاله ثم تبعه ألثالث و ألعاشر بعد ألألف ثم رمضاننا هذا بألعدد 1435 و لم تتوسع علاقاتي ألأجتماعية خارج نطاق صديقي ألتاريخي صبري أبو ألفلافل .

بدأت أبحث عن ألخلل , لماذا لم يتكافل ألمسلمون ؟ لماذا لم يعيد أرباب ألعمل ألنظر في أجور ألعمال ؟ و لماذات أخرى تصرخ بدون صدى , ربما لأنهم يعيشون ألنهار في ألليل لا يعملون و لا يجوعون لأن هناك من يعمل و يجوع بألنيابة عنهم أو ربما لا يأبهون بالمسؤلية تجاه ألناس بعد أن تسببوا في خلق أزمة حادة في قوازي ألمطاعم لأنهم في اّخر الشهر يشعرون براحة بال حينما يغسلون ضمائرهم بزكاة ألفطرة ألتي فسرها ألفقهاء بصاع أو صاعين من ألرز فطرة ألعيد للفقير ألتي تقدّم بواسطة ألجوامع أو ألمؤسسات ألأنتهازية و ليس بشكل مباشر للمساكين لأن رؤية ألبؤساء تفسد فرحة ألعيد.

نشكر تلك ألجمعيات ألتي أنهت ألفوارق ألطبقية و جزيل ألأمتنان ألى علماء ألدين أذ اجتهدوا و وضعوا توصيف لتلك ألزكاة رغم بعض ألأختلافات ألفقهية , أثابكم الله أنكم تختلفون من أجل أسعادنا , و شكر خاص لكبار ألفقهاء ألذين يمنحون عقولنا أجازة من درس ألحساب و ألتفكير , أنهم يدبرون أمورنا و يمددون من سباتنا و نبرأ أمام ألخالق أذا خطأنا في حساب كمية ألطحين أو مقدار ألصاع من ألزبيب أو ألعدس أو غير ذلك من ألحبوب حسبما ينتجه ألبلد من محصول زراعي .

و تم تفسير ألصاع أثابهم ألله , على انه أربعة أمداد و كل مد أربع حفنات بيد رجل لا طويل و لا قصير بحيث تكون ألكف لا ممدودة و لا مقبوضة , يعني ألمسألة مثل ألحزورة صعبة علينا لذلك تولّى ألأمر أهل ألعلم بالنيابة و جعلوا ألصاع 3 كيلوغرامات أو أكثر قليلا حسب أمكانية ألمليونير على أن لا تؤثر ألفطرة على ميزانية ألأسرة و له حق أختيار ألمنتج ألزراعي.

لكن لم يتطرق ألحكماء ألى ألبلاد ألمنكوبة ألغير زراعية و ألتي لا تنتج ألّا نفطا و لم يحسبوا كم دلّة يساوي صاع ألنفط و هل للفقير نصيب من فناجين ألبترول ؟

يا أصحاب ألعمائم , ان ألزكاة في ألعموم ليست سوى حلول ترقيعية لم تحل مشاكل ألعوز و لم تقلل من ألفوارق ألطبقية ألتي نادت من أجلها ألثورة ألأسلامية قبل 1400 عام , أمّا بسبب شحتها أو بسبب ألفساد ألاداري و تسرب تلك ألأموال ألى ألجباة أو تمويل ألأرهاب , أن ما حققته ألثورة ألفرنسية قبل 220 عام كان مثالا لما تحتاجه ألشعوب أليوم بأتجاه رفع ألجور و ألأجور و تحقيق ألعدالة.

عليكم أيها ألسادة أطلاق صوت ألشعب قبل أن تعم ألفوضى و أجبار ألحكومات و مجالس ألشعب بأصدار قوانين تحدد ألأجر ألأدنى من ألمعاشات و فرض ضرائب على أرباب ألعمل تضمن عيش كريم لكل ألناس.

يا فقهاء أنكم تتسترون على ألباطل و تعاضدون ألأقوياء و تحابّون ألحكومات , أنتم مع ألأسد على ألشاة لأن ألفقير لا يملأ كروشكم و لا يهديكم قصورا او سيارات , أخبروني يا شيوخ ألأسلام و قساوسة ألنصارى هل سوف تزورون بيوت ألفقراء في ألعيد أم تريدون ذلك لكن لن تستطيعوا , لأن ألمساكين ليس لهم بيوت أصلا .

توبوا عن ألنفاق و أفتحوا ألطريق للفقراء يأخذون حقوقهم , أن صيام 1435 رمضانا لم يحقق رحمة أو تكافل أجتماعي ولم ينتفع ألخالق من جوعكم , أن ألتشريع أراد ان يحثكم ألى ألنهج ألقويم , ألصيام ليس جوع أو عطش في ألنهار و موائد عامرة في ألليل بل الصيام درس و عبرة يأتي بعدها تصحيح للمناهج و أن نتعلم من ألدرس ألأول أي أليوم ألأول صيام , لكن يبدو أن ألمنهج ما زال عسيرا على ألأمّة أذ نصوم رمضاناتنا بألكامل و نعيد ألدرس و ألأمتحان عشرات ألمرات و ألنتيجة هي ألنتيجة ,, راسب في رمضان.