وهذا القول يردده الناس بعد انقضاء ايام العيد، حيث يخلعون الثياب الجديدة، ويعودون الى ثيابهم العتيقة التي عبروا عنها بالجلال، وهو مايوضع على ظهر الحمار، فترى الاطفال يأمرونهم اهلهم ان يضعوا الثياب الجديدة في الخزانة للاستفادة منها في ايام الاعياد المقبلة، وكل منهم يعود الى ثوبه الممزق ليرتديه، وهاهي الانتخابات قد انقضت فعادت الكهرباء الى سابق عهدها، وعادت المزابل في كل مكان، لاشيء يمكن المراهنة عليه، لا المالكي ولاسواه، مجموعة من السياسيين غير المفيدين، يعيشون على خداع الناس وايهامهم بغد افضل، كل واحد منهم منّى الشعب بشتى الامنيات ومنهم من جعل الهور مرك والزور خواشيك، لنستيقظ اخيرا على خدمات شبه منعدمة وكهرباء عليلة اسوأ من العام الماضي بكثير، وهذا اول الغيث ايها الشعب، وسترى الويلات من هؤلاء، مازلت فأر المختبر الذي تجرى عليه التجارب وتسقّط الكتل برأسك احداها الاخرى.
كم قلنا ان هذه الوجوه هي سبب تخلف الوطن والمواطن، وكم تكلمنا عن ضرورة التغيير السريع، لكن للاسف اعيدت نفس الكرة، فاستقر من استقر بعد تسريبات الاخبار عن فوزه فانتجه بالخونه، ولاداعي للكهرباء وليموت الشعب كمدا وغيظا، وسيلقي كل واحد منهم الكرة في ملعب خصمه لنعيش نفس الاحداث ونفس المعاناة، وسيبقى المالكي يشكو من تلاعب الكتل الاخرى بالخدمات للتأثير عليه انتخابيا، ولا ادري هذه اللعبة متى تنتهي ليصبح الشعب هو سيد الموقف، وكما يقولون فقد عادت حليمة الى عادتها القديمة، امين بغداد يقول سنقضي على العشوائيات، والعشوائيات تزداد يوما بعد آخر، والخدمات التي تقدمها الامانة سيئة جدا، وهذا واحد من الاربعين، الاربعين حرامي طبعا.
لم يكن البلد بهذا السوء من قبل، لاننا لانترحم على صدام بل نلعنه كل يوم، فهو الذي جعل من الشعب خائفا خانعا ذليلا، وذلك عبر سنوات طويلة اصطاد من خلالها خيرة ابناء الشعب ومثل بهم فزرع الخوف بقلوب الباقين، فدرجت العادة على الخوف من السلطة، وعانى الكثيرون ويعانون حتى اللحظة من عقدة الاضطهاد، وهم دائما يجمعون بين المالكي وصدام مع اختلاف الشخصيتين بالكثير من المواصفات، فلوكان المالكي مثل صدام لامتلأت الشوارع واعمدة الكهرباء بجثث المتلاعبين بقوت الناس وبامنهم وباموالهم، لقد كان طاغية بحق لكنه لايتساهل مع مثل هؤلاء، فاللصوص هم سبب كبير في اسقاط بنية الدولة وتهميش سياستها، ولذا كان شديدا تجاه اي احد يريد ان يبث الخراب، فكانت امانة بغداد وجباتها يتنقلون على ارجلهم والويل لمن يرون ببابه كومة رمل او حديد تسليح او طابوق، اما الان فجميع الشوارع تشترك بكونها تتمتع بالفوضى، واي واحد يستطيع ان يحفر التبليط ليستخرج انابيب الماء او ليتجاوز على المجاري ، او يصعد الى عمود الكهرباء ليفعل مايشاء، وهذه الفوضى تختلف عن الحرية كثيرا لانها تصب في ضفة تخريب الوطن وتدمير بنيته التحتية، حتى العشوائيات لاتمثل حالة انسانية اطلاقا، وانما تمثل حالة من حالات التخريب، والحكومة بحسب سياستها السابقة استندت على المتاجرة باسم هؤلاء، فصارت توزع الاراضي وتدفع الاموال بلا طائل فالاموال تدفع والعشوائيات ماثلة، وكذلك قطع الاراضي ، ولم تكن الغاية سوى غاية مشبوهة حصدت غلالها الحكومة ومن لف لفها، لنبقى نردد بعد كل عرس انتخابي كما يدعي البعض المستفيد من هذه الاعراس الكثيرة، راح العيد وهلالهْ، وكلمن رد على جلالهْ.