17 نوفمبر، 2024 11:30 م
Search
Close this search box.

راح أشتًم على سبونج بوب حتى ينتخبني الزعاطيط

راح أشتًم على سبونج بوب حتى ينتخبني الزعاطيط

مع كل انتخابات يطلع علينا أحد أعضاء عائلة بربا الشاطر الموزعين على كل الأطراف و الطوائف و القوميات و يسب هذا الشاطر رمز من رموز الطائفة إلي كبالة , و تعلك بين الربع , يتحرك شاطر أخر في الجهة المقابلة يصرخ و يهدد على منابر من خشب و يصبح بين ليلة و ضحاها المدافع عن المذهب أمام جمهوره و يهدد بالعصيان المدني و حمل السلاح و رفع العكل و التواثي و التظاهر حتى الصباح إن لم يعتذر الشاطر الأول السباب  للشعب العراقي راكعاً تحت أقدامه مقبلاً حذائه و حذاء عشيرته و حزبه و كتلته فرداً فرداً و يعود الأول ليبرر ما قام به بشتى الأعذار و ينفي انه كان يقصد بكلامه ما فهمه الأخرون و يحشد حوله الكثير من الأنصار الذين سيضحون بأرواحهم من اجل سلامة ممثل الطائفة و حامل لواء النصر على الأخوة الأعداء  .
و لا تبقى فضائية مدفوعة الثمن إلا و تتناول الموضوع بالتشريح الممل على طاولة المحللين السياسيين للأكلات السريعة و تحلل الحروف و الحركات و النيات المخبوءة وراء الكواليس  و تحت الكراسي و خلف الستائر ففلان عندما أطلق شتمته لم يقصد احد سكان المريخ فلم يثبت العلم بعد أن في المريخ سكان و لم يقصد اكيداً شعب أمريكا أو أوربا لأنه قالها في مؤتمر عشائري و أمريكا و أوربا ليس فيها عشائر باستثناء عشيرة الهنود الحمر التي تم القضاء عليها و لم يبقى منها إلا بعض سكان المتاحف كما انه لم يقصد الإيرانيين أو الأتراك لأنه كان متجهاً في كلمته الأخيرة و ظهره لهما إذن هو غير موالي لهما فهو يقصد طائفة بعينها و ربما قصد من كلامه الإسلاميين و العلمانيين و الشيوعيين لان الفضائيات التي نقلت الخبر متنوعة الاتجاهات و الألوان . و يغدو المعتدي و المدافع و هم ( رموز الفتنة ) ليصبحوا رموز المذهب و يعتلوا الأكتاف و الرقاب و تصدح الحناجر بحبهم و الدفاع عنهم و يبحث المنقبون و المؤرخون عن تاريخهم الوطني فهذا يقول إن احد أجداده شارك في تحرير العراق في ثورة العشرين لأنه كان من سكان شارع عشرين و ذاك يدعي إن احد أسلافه كان من العمال الذين بنوا بغداد لان كل أطفاله و ببراءة أول كلمة ينطقون بها هي داد و الباغي عليكم .و ربما يدعي احدهم ان أحد أجداده هو مهندس الجنائن المعلقة لان كلامه معلك دائماً , و ذاك يدعي انه حفيد لأحد مقاتلي الإمام علي (عليه السلام) في معركة صفين لأنه دائماً يصفن و الناس أتكله ( الصفنة مو إلك ) و لكنه يفتخر بها و سيقيم له أبنائه مزاراً بعد موته لانه سليل ( أحدهم ) ممن شارك في تلك المعركة كما يدعي .
و هكذا يحشد كل معسكر جيشه قبيل الانتخابات لتذهب الأصوات و ترص و تركن في خانة الرموز و المدافعين و المهاجمين و الجمهور يبقى يهتف و يهتف بانتظار نهاية اللعبة التي لا يرضى الفريقان ان ينهيانها بضربات الجزاء الترجيحية لان شباك الكول ( الهدف ) مصنوعة من الكراسي و المناصب و الفريقان السياسياسيان يلعبون بينا (طوبة ) و بعد كل مباراة أنتخابية يمددون الأشواط لمباراة انتخابية أخرى  ليكسبوا الانتخابات باصوات جمهور نايم و رجليه بالشمس و نصيحتي لمن يريد ان يكسب أصوات الزعاطيط أن يشتم سبونج بوب ’فهي طريقة تنجح دائماً عندنا .

أحدث المقالات