23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

راحذروا من رسائل الارهاب للدولة والشعب

راحذروا من رسائل الارهاب للدولة والشعب

سيارة واحدة مفخخة ,اوحزام اوعبوة ناسفة ،اوعملية اغتيال,هي جميعها رسالة واحدة لها معاني ودلالات وتحمل افكار ورؤى تصب في بودقة الإرهاب ,الذي يريد إيصال صوته بأنه موجود ,وله القدرة والتحكم في ضرب الهدف الذي يجده مناسباً لأهدافه في أي وقت وأي زمناً يشاء . انه الإرهاب الفلسفة الجديدة والمدارس الفكرية الحديثة التي تنظر لمن يريد انتزاع السلطة بالقوة وفرض معتقدات وممارسات على الجميع القبول بها,فالرفض والمعارضة له يعني انك مقطع لأشلاء متناثرة,اوغير موجود على وجه الكرة الأرضية ،فلا أرض تخفيك ولا سماء تحميك, فالموافقة تعني انك ستصبح أسيراً وستمارس معهم القتل دون رحمة ،وانتزاع القلوب واكلها ,وشرب الدماء الطازجة ,وانتهاك حرمة الموتى بنبش قبورهم ,كيف سينظر العالم للدين الإسلامي الذي جاء لينقذ البشرية من الجهل والظلام ويؤسس عدالة لا تفرق بين اسود وابيض,ويربي رموزه وقادته على الطهارة والعفة والمبادئ والقيم الفاضلة,والإيثار في تقديم أنفسهم قرابين امام الطغاة لا يخافون الموت ان وقع بهم ؟, كيف سينظر الغرب وهو يرى مرتدي الأحزمة الناسفة يدخلون مدارس الأطفال ويفجرون انفسهم ,ليحطموا الآمال والأحلام لتنتشر لافتات الموتى ,بين الأزقة والشوارع والبيوت؟فالإنسان عندهم القيمة العليا قبل كل شيء ,وهم يحاسبون في دولهم الكافرة من يتجاوزعلى حقوق الحيوان ,لان حقوق الإنسان قد وصلت حدها عندهم . لقد دخلت الكثيرمن الامم والشعوب في دين الإسلام ليس من خلال السيف وراقة الدماء,وسلب الحريات والتطاول على حقوق الاخرين,بل من خلال الصدق في المعاملة والوفاء بالعهود واحترام الكلمة ,ورد الإساءة بالإحسان ،هي أخلاق

الرسول الاعظم (ص)التي تركها في نفوس المؤمنين ,ليحملوها معهم في حلهم وترحالهم,وقول غاندي (لقد أصبحت مقتنعا كل الإقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها إكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذالك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق. وتخطت المصاعب وليس السيف) تعود فكرة الإرهاب إلى أيام الثورة الفرنسية ودعوة روبسبير الشهيرة إلى (إرشاد الشعب بالمنطق، وأعداء الشعب بالإرهاب، وأن الإرهاب ما هو إلا العدالة الفورية). وارتبط الإرهاب بتحقيق الأهداف السياسية للقائمين عليه، وتعود أُولَى محاولات تعريف الإرهاب قانونياً إلى أيام عصبة الأمم، وتحديداً بعد اغتيال ملك يوغسلافيا في 9/10/1943م في فرنسا؛ حيث دعت فرنسا إلى مشروع ميثاق دولي حول الإرهاب وصدر الميثاق الدولي لمكافحة الإرهاب في 16/11/1937م، وعرف الإرهاب بأنه: (الأفعال الجنائية الموجهة ضد دولة ويكون الغرض منها، أو يكون من شأنها إثارة الفزع والرعب لدى شخصيات معينة أو جماعات من أو لدى الجمهور). إن من أهم المشاكل التي واجهتها المنظمة الدولية للأمم المتحدة منذ انبثاقها هما مشكلتا تحديد مفهومي (العدوان) و (الإرهاب) ,فقد اختلف الباحثون والأكاديميون في تعريفه,فالغوياً الإرهاب مصدر أرْهبْ يُرهِبْ إرهاباً وترهيبا ً، وأصله مأخوذ من الفعل الثلاثي رَهَبَ يَرْهَبُ فالراء والهاء والبهاء أصلان ويأت في اللغة لأحد معنيين أحدهما يدل على خوف، والآخر يدل على دقةٍ وخفة فالأول: الرهبة ،تقول رَهَبْتُ الشيء رُهْباً ورَهَباً ورَهبةً ، أي خفته , وجاء في تاج العروس:( أرْهَبَه استَرهَبه حتى رهِبه الناس والإرهاب بالكسر:الإزعاج والإخافة) وقد وردت لفظة (رهب -;- فقد عرفته الأمم المتحدة الإرهاب : تلك الأعمال التي تعرض للخطر أرواحاً بشرية بريئة أو تهدد الحريات الأساسية أو تنتهك كرامة الإنسان , وعرفه القانون الدولي : جملة من الأفعال التي حرمتها القوانين الوطنية لمعظم الدول ,وعرفته الاتفاقية العربية :بأنه كل فعل من أفعال

العنف أو التهديد به ،أياً كانت دوافعه أو أغراضه ، يقع تنفيذه لمشروع إجرامي فردي أو جماعي(-;- وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ )وأرهب) في القرآن الكريم قوله تعالى يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم ، أو تعريض حياتهم أو حرياتهم وأمنهم للخطر ، أو إلحاق الضرر بالبيئة ، أو بأحد المرافق أو الأملاك ( العامة والخاصة) أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر. ان هنالك أهداف مباشرة يسعى لتحقيقها الإرهاب في الساحة العراقية أهمها ,اطلاق سراح المعتقلين الارهابين في السجون من أفراد الجماعات المسلحة التي سبق القبض عليهم في عمليات في الماضي ,وهذا ماحدث فعلً في حوادث كثيرة منها سجن الجرائم الكبرى ,وسجن ابوغريب وفراراكثر من(500)سجين,والهجوم على الوزارات السيادية المهمة والتي ىقع في حزام امن المنطقة الخضراء,وتأمين خروج الأفراد القائمين بتنفيذ العملية الإرهابية بعد الانتهاء من التنفيذ ، وذلك لتحقيق آخر المراحل التي تؤدي إلى نجاح العملية الإرهابية ,والقيام بعمليات الاغتيال للخصوم سواء الاغتيالات المكشوفة أو المستترة,وهذا ما يحدث من خلال الأسلحة الكاتمة باغتيال القادة المهمين في الحكومة والمؤثرين في الراي العام والمجتمع والرموز الدينية التي تعتبر نقطة التقاء لكل المكونات بسبب عدالة صوتهم ,لخلق حالة من الرعب في الصفوف للتأكيد بعدم القدرة في السيطرة على زمام الامور ,واستعمال ما يشيرالى (بإستراتيجية الرعب) بقصص الخداع والتحدث عن القوة الطاغية لتحقيق الهدف. هنالك اهداف غير المباشرة وهي بيت القصيد والتي تسعى المنظمات والجماعات الإرهابية لتحقيقها وهي اكبر واهم من الأهداف المباشرة لان لها إستراتيجية معينة ،فهي تهدف لأضعاف سلطة الحكومة في السيطرة على مجريات الامور ومقاليدها,واظهارها بالعجز لعدم نجاحها في الكشف عن العمليات قبل تنفيذها ,اوعدم القدرة على مجابهة الموقف الناجم عن العملية الإرهابية ,وإجبار الدولة

على الإتيان بأعمال موجهة ضد المواطنين بما يؤدي إلى فقد الثقة في الحكومة نظرا لعدم قدرتها على تحقيق الأمان والطمأنينة للمواطنين في ومواجهة المنظمة الإرهابية والقضاء عليها ,وهذا ما نجده عن وقوع أي انفجار حيث تغلق الطرق ,وتشدد السيطرات الأمنية الخناق في التفتيش لمحاولة بسط الامن ,هذا سيترك شعور نفسي متمرد من قبل المواطنين وساخط على الحكومة والجيش والقوات الامنية ,وهو ما يريده الإرهاب وما يصبو أليه ,بخلق فجوة نفسية وهوة بين الجماهير والسلطة القائمة على أدارة الدولة لتحطيم الثقة بها ,كما أن العمليات الإرهابية المتزايدة أعطت الذريعة على طبق من ذهب وأوصلت رسالة للرأي العام العالمي ,وللشركات العالمية والمستثمرين تحديداً بأن الوضع الامني المتردي لا يسمح بالعمل والاستثمار وانجاز المشاريع العملاقة ,ولعل سحب بطولة الخليج (22) من البصرة ونقلها لجدة كانت الذريعة التي تحجج بها الاتحاد الدولي الكرة القدم ان الأجواء الأمنية غير مستقرة ,لكنها في الحقيقة كانت وراؤها دوافع سياسية وطائفية, في محاولة يائسة لعزل العراق رياضياً عن العالم ,وضرب السياحة والاقتصاد بل ويمتد الارهاب إلى مرتكزات القوة وعواملها لدى الدول التي تمنحها الشرعية كالدين والاقتصاد والأمن . ان مواجهة الإرهاب اليوم تحتاج خطاب سياسي موحد من قبل سياسي الحكومة وهو خطاب بناء الدولة ,وليس خطاب المصيدة والتصيد للأخر والحديث في الصباح بشكل وفي المساء بوجه اخر ,والتقليل والحد من التصريحات التي تدعو لأثاره الفتن والنعرات الطائفية والعنصرية,وتوحيد الخطاب ألأعلامي من القنوات المرئية والمقروءة والمسموعة، في تعرية ما يخلفه الإرهاب من فوضى ودمار,واستنزاف لأموال الدولة التي كان من الاجدران تذهب للبناء والأعمار,وشماعة للسرقة ونهب المال ، التحدث عن حجم التحديات التي تريد افشال المشروع السياسي والديمقراطي في العراق , وتوضيح الانجازات وتوسيع دائرة بصيص الامل الذي طرأ على البلد بعد انهيار النظام الدكتاتوري ,من فضاء الحرية والراي والتعبير والانفتاح السياسي والاقتصادي ,وألأنتقال للسلمي للسلطة

عن طريق الانتخايات ومغارة سنوات الانقلابات والتآمر,والسطوة على دول الجوار الآمنة,وتفعيل دور المنبر الديني في الوعظ والإرشاد للطريق الصحيح والتذكير دائماً بحرمة قتل النفس التي نهت عنها كل الاديان السماوية والشرائع والسنن,وعدم فسح المجال لكل من هب ودب للصعود على المنبر وإلقاء الخطب والمحاضرات ,الا للذين يحترمون الدم العراقي ويقدسونه ويدعون للمحبة والسلام ونشر الود والاخوة بين اطياف الشعب الواحد ,واتخاذ الإجراءات الصارمة والقانونية الرادعة بحق الذين يروجون لفكر الإرهاب وتثقيف العقول البسيطة لممارسته, ووضع خطط ممنهجة ومدروسة من القيادات الامنية بضربات استباقية لأوكار الارهاب والارهابين قبل تنفيذهم للعمليات الاجرامية التي لاتفرق من سني وشيعي ومسيحي ,والتسلح العسكري وتطويرالترسانة العسكرية بأحدث الأسلحة المتطورة من أرقى المناشئ العالمية,واستحداث قوات خاصة لمواجهة عمليات الكر والفر للارهابين وانا كلي ثقة بأن الرجال الاخيارمن الوطن سيقدمون دماؤهم للحفاظ علينا وعلى أعراضنا وأولادنا ,وضبط حدود الدولة لمنع تسلل الجماعات الإرهابية باستخدام تقنيات تكنولوجية حديثة ومتطورة ,كأن تكون كاميرات مراقبة وبتقنيات عالية ,أوعن طريق الاقمار الصناعية لرصد كافة التحركات, واعادة تنظيم وفرمته للكابينة السياسية مع العالم الخارجي وهذه مسؤولية وزارة الخارجية في تحديد المسار نحو علاقات متوازنة مع جميع الدول,وايلاء الأهمية القصوى للدول التي دعمت التغيير وساهمت في بناء الدولة الحديثة ,بأيمانها ان فترة النظام البائد قد انتهت ومساعدتها للعراق للنهوض من جديد كطائر العنقاء وإزالة الركام والغبارمن عليه ,مقارنةً مع دول معينة وقفت تدعم الارهاب وتغذية مادياً وفكرياً, وتتغنى وترقص على أشلاء وجثث العراقيين الشهداء .