19 ديسمبر، 2024 9:42 م

راتب إسمي وموظفة متشوقة لإجازة!

راتب إسمي وموظفة متشوقة لإجازة!

الخبر فاجأ المعلمين، والغالبية تريد معرفة التفاصيل، ومواقع التواصل إشتعلت، والى اليوم لم تتضح ماهية القرار، لكن بعضاً من العاملين في وزارة التربية، يؤيد وبشدة هذا القرار، الذي قد يكون سلبياً للوهلة الأولى، بل إنه يعد تقاعداً إجبارياً للموظف، وفقاً لمنظور سطحي، بسبب التحديات الإقتصادية التي تواجه الحكومة، ولكن لننظر من زاوية أخرى، ما فوائد إجازة لمدة خمس سنوات وراتب إسمي، لشريحة مختلفة من الموظفين؟!يقول سليمان باري: (أن يكون لدينا مبدع أو مبتكر، أفضل من أن يكون لدينا صانع سطور فقط) والحقيقة أن مقترح أجازة لخمس سنوات وبالراتب الإسمي فقط للموظف يرضي كثيراً من  شرائح المجتمع فالفئة الأولى التي ترغب في الحصول عليها هن موظفات وزارة التربية والتعليم العالي وذلك لوجود أعداد كبيرة منهن قريبات من سن التقاعد لتخدمهن بشكل كبير خدمة للصالح الإجتماعي والمنزلي فالبيت بأمسِّ الحاجة لهن. الموظفة الأم لديها مهمام جسام إضافة لوظيفتها، والإجازة تمنحها فرصة لمراجعة، ومتابعة هذه المهام الخطيرة التي تعتمد عليها الأسرة، لتنشئ حاضنة صالحة لتربية الأبناء، واليوم تتجلى خطورة التنشئة الإجتماعية الصحيحة لهم، خاصة وأن المعتاد في البيوت العراقية، كون تربية الأطفال وتعليمهم، يعتمد بشكل شبه كامل على الأم، لذا فسحة الخمس سنوات تُعِدُ جيلاً واعياً سليماً، خصوصاً مغ مغريات الديمقراطية، والحرية الوافدة الينا بإسم حقوق الإنسان.الإبداع نحن مَنْ نحدد شروطه القادمة، فمدة خمس سنوات وبراتب إسمي، يعني وجود مورد مالي ثابت للموظف ليعينه، وهذا بحد ذاته يعد تصالحاً بين الموظف والدولة، التي فكرت بهكذا قرار لتفسح المجال أمام الموظف، لإبتكار مفردات جديدة بحياته، وإستثمار طاقاته الخلاقة بعيداً عن الروتين الحكومي، الذي يجمع أغلب الإقتصاديين، على أن معدل عمل الموظف العراقي الحقيقي، لا يتعدى 30 دقيقة في اليوم، وبدون إبداع يذكر!الدولة تعاني ترهلاً كبيراً في مؤسساتها منذ 2003، بسبب تخمة التعيينات في الفترات السابقة، مما أصابها بالكساد والفساد في آن واحد، على أن خروج أعداد من الموظفين وبناء على رغبتهم، يصب بصالح المواطن والوطن في الوقت نفسه، فكثير من المبدعين يشعرون بالإنتماء الحقيقي، وتبرز مواطنتهم لميادين أخرى غير الوظائف، التي يزاولونها من أجل الراتب آنذاك، عليه فرصة بهذا المستوى، تعد إنتصاراً إقتصادياً بضوء المرحلة الراهنة.الشباب عنوان التجديد، وملتقى أمل الحاضر لبناء المستقبل، فالشعب العراقي شعب فتي حي، متفاعل ومتجدد، وبالتالي فإن إعطاء فرصة لهم لقيادة مؤسسات الدولة، تبدأ من منحهم فرص التعيين، بدلاً من أجدادهم وآبائهم، مع الإحتفاظ بخبراتهم ووجودهم جنباً الى جنب أولادهم، فهم الموجه الأصيل الذي لا غنى عنه، فنحن شعب يستحضر ويستذكر الهمم، وما ينبغي أن يقال: على الحكومة الإسراع بإقرار هذا القانون، والإنتباه لتوقيته الصحيح.  

أحدث المقالات

أحدث المقالات