23 ديسمبر، 2024 5:20 ص

إحتمال وارد وممکن أن يکذب وزير أو حتى رئيس وزراء بالکذب وأن يتم فضحه بعد مدة قد تطول أو تقصر، لکن من المستبعد أن يبادر رئيس دولة بالکذب ويفتضح من فوره أو بعد فترة وجيزة، ذلك إن للرئيس دائما مکانته وهيبته ولديه مستشارين يحصنونه دائما من الوقوع في مطب الکذب ويواجه الفضيحة، غير إن الذي يبدو واضحا إن رئيس النظام الايراني قد کسر وخالف هذه القاعدة عندما بات يطلق أکاذيبه على المکشوف ودونما تردد أو أقل شئ من الخجل!
روحاني بعد حضوره لإجتماع لمجلس الوزراء يوم الأربعاء 18آذار الجاري، وخلال مٶتمر صحفي قال إن:” 20 ٪ من أسرة المستشفيات في كيلان فارغة الآن! قد تجاوزنا ذروة الوباء في محافظتین ! لا تنتبهوا إلى الاقوال واجهنا تفشي كورونا في 20 فبراير!”، تصريح روحاني هذا لم يقف عند هذا الحد وإنما ذهب أبعد من ذلك عندما أضاف بصريح العبارة ودونما أي لف ودوران:” وأود أن اشدد على هذا الشرف الأخير. قارنوا طهران الآن بلندن! قارنوا طهران ببرلين! قارنوا طهران بباريس! من السهل جدا لاحظوا ما يحدث هناك ، و لاحظوا رفوف متاجرهم فارغة.”، هذا الکلام يطلقه في وقت أکدت فيه منظمة الصحة الدولية بأن إيران هي الدولة الأكثر تأثرا بالوباء في الشرق الأوسط ويجري تناقل تقارير معلومات مأساوية تقشعر لها الابدان!
تصريحات هذه تبدو کمجرد فقاعات أمام ماذکره المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور، حينما قرع ناقوس الخطر من تفشي وباء كورونا في إيران بشكل كبير، حيث أكد إصابة 50 شخصا كل ساعة بالفيروس ووفاة شخص كل 10 دقائق، لکن روحاني کما رأينا يتحدث عن تجاوز ذروة الوباء في محافظتين وإن هناك أسرة فارغة في حية تٶکد تقارير محايدة بأن إيران باتت تفتقر للمستفيات التي بإمکانها إستقبال أعداد المصابين والمتوفين المتصاعدة ولذلك فإنهم قاموا بجعل أماکن غير مناسبة کمستشفيات!
الملاحظة الاهم التي يجب أن نأخذها بنظر الاعتبار والاهمية هي أن الاوساط الاعلامية والدولية ليس تشکك في المعلومات الصادرة من جانب قادة ومسٶولي النظام الايراني بشأن الارقام المعلنة بخصوص وباء کورونا وإنما تکذبه أيضا، ذلك إن وزارة صحة النظام وفي الوقت الذي تعلن فيه يوم 19 من الشهر الجاري بأن عدد الوفيات جراء تفشي فيروس كورونا المستجد قفز إلى 1284 اليوم الخميس. في حين أن منظمة مجاهدي خلق وفي يوم 19 من آذار نفسه، تٶکد من خلال تقارير تستمد معلوماتها من أوساط موثوقة من داخل النظام نفسه بأن عدد الوفيات في 196 مدينة يتجاوز ال6400 شخص، علما بأن منظمة الصحة الدولية نفسها أکدت بأن أعداد المصابين والمتوفين هە خمسة أضعاف ماقد أعلنته طهران بل وإن صحيفة دانمارکية تسخر من النظام الايراني کثيرا عندما تعلن بأن الارقام الحقيقية في إيران هي 250 مرة أکثر من ذلك.