22 نوفمبر، 2024 10:38 م
Search
Close this search box.

رئيس وزراء كوريا يفضح المالكي

رئيس وزراء كوريا يفضح المالكي

قالوا في الأمثال : الحليم تكفيه الإشارة … ولكن … كم حليم حبانا الله به في عراق الفتن والإبتلاءات ! … وكم من هؤلاء القلة القليلة من الحلماء في داخل العملية السياسية ممن عضوا على كراسي الحكم بالنواجذ … سؤال يجعل ذات الحليم الذي كفته الإشارة … حيرانا ! .

لقد أرسل رئيس الوزراء الكوري الجنوبي جونغ هونغ وون اليوم رسالة عملية مدوية ( غير مباشرة ) الى نوري المالكي … من خلال تقديم إستقالته من منصب رئيس الوزراء بعد حادث غرق السفينة الكورية سيوال ! … وأعلن في مؤتمر صحفي أمام الملأ إنه رأى في تقديم استقالته أمرا لا بد منه أمام آلام أُسر الضحايا … والحزن والغضب العارم من الشعب … متحملا المسئولية عن عجز الحكومة في منع وقوع الحادثة وعدم قدرتها على إتخاذ التدابير الاولية ! . وقال رئيس الوزراء الكوري الحليم انه على الرغم من سعيه لوضع التدابير الضرورية في أعقاب الحادث إلا انه رأى ضرورة تنحيه عن المنصب متحملا المسئولية كاملة … وقرر تقديم استقالته حتى لا يكون عبئا على ادارة الدولة ! … مع العلم إن عدد القتلى في حادثة غرق العبارة سيوال حتى صباح اليوم وصل إلى 187 شخصا، بينما لا يزال 115 شخصا في عداد المفقودين ! .

أي رسالة بليغة تلك التي بعث بها رئيس وزراء كوريا الحليم … الذي كفته الإشارة … عندما غرقت العبارة !!! … الى رئيس وزرائنا الذي لم يرسل له غرق أراضي الأنبار وأطراف بغداد بالمياه بعد أن أغرقها بالدماء … أي إشارة !!! … على العكس تماما فقد طلب المالكي وبشكل مباشر من سكان تلك المناطق المنكوبة نتيجة إدارته غير الحكيمة لدفة البلاد ! … وإفتعاله النكبات والفتن ! … طلب منهم بافعاله الإقصائية وتوجهاته الإستئصالية أن يقدموا إستقالاتهم من مواطنتهم العراقية ! … من خلال عدم مشاركتهم في الإنتخابات البرلمانية ! … بعد أن هجرهم من ديارهم وجعلهم شذر مذر بين الأقضية والنواحي … ولم يكتف بذلك … بل وجعلهم مطاردين حتى في غربتهم !!! … تطاردهم أجهزتة الأمنية وزبانيته الدعوية إلى الأماكن التي هُجّروا اليها ظلما وعدوانا … فراحوا يضايقون ويعتقلون من آواهم ووقف لهم في محنتهم … ممن وفروا لهم أبسط مقومات العيش التي غابت عنها جل معاني الحياة الكريمة !!! .

أقول وبصراحة … الإشارة اليوم غير فعالة عند الكثير من سياسي الكراسي في العراق ! … وأملي أن الشعب العراقي اليوم هو من تكفيه الإشارة بجميع شرائحه … ليقول قولته الصادقة التي سيحاسبه عليها الله في عليائه … وأجياله القادمة في دنياهم .

أحدث المقالات