ثمة طبقة دخلت معترك، لا تحترم تجربة الدولة الوليدة، وهي ليس لها من السياسة إلاّ المواقف المتشنجة، تتخذها لإستجداء أصوات الجماهير، ونتائج فعلهم سلبية على أمن وإستقرار البلاد، وتثير الأزمات لمصالحها الشخصية والحزبية، كما وجدنا علماء شياطين بلا دين مرغوا شرفهم بالطين؟!
رهط بائس سن سنته السيئة، مستغلين تعقيدات المشهد العراقي وتناقضات السياسة، وطيبة العراقيون، يتدافعون على منصات الخطابة وخطابات التأزيم.
تسابق ساسة ورجال يدعون الدين أمام كاميرات القنوات الفضائية، يقتفي أحدهم أثر الآخر بمواقف عدائية، لنيل تأييد وشعبية الأصوات المتطرفة والشهرة الإعلامية، بفكر سياسي سطحي لا تتجاوز نظراته ما حوله؟! وتدني أنحطاط هزلية تناول القضية العراقية وهموم المواطن.
يحاول بعضهم إخفاء كلام ونوايا بين طيات الخطابات، تعبر عن سياسة عنصرية، تجعل العراق مرتع للإرهاب والفساد وصراع المكونات، ودويلات تفصلها حدود ساخنة وخطابات نارية، لا تقبل وتحاسب عليها الدول، التي تحترم حقوق الإنسان وتجل القانون.
قبل أن تدنس مدن العراق بالإرهاب، تدنست مفاصل الدولة بطغيان المحسوبيات والإحتساب على الطائفة، ودعوات تمثيليها والتمثيل عليها، الى إستمرارية إستنزاف اموال العراق، ولم يسلم الحشد الشعبي، حتى سرق بأسمه مليار دولار، بحجة النقليات والنثريات والمكرمات وشراء الأسلحة؟! فكيف لداعش لا تتقدم وسلاح المقاتل يسرق؟!، ويمكن إعتبار هذه الإفعال تواطيء مع الإرهاب، ولايختلف عن الدعم المباشر للذباحين؟!
ساسة الضرر والضرورة؟! صناع نصر وهمي مبني على الجماجم، ما تزال عقولهم وألسنتهم تردد خطابات بالية، تنظر شعبها بفوقية ودونية، يستدينون بدين الطغاة ويفعلون الشنائع، كما يقول القذافي بمقدمة كتابه أنه يتمنى لو كان للحقراء دولة، ويعني بهم الفقراء الذين ينعتهم الأغنياء بالحقارة، ويخطابهم بقوله : “إذا ورثتم أيها الحقراء فلن تكون كهذه لأنها الآن أرض المترفين والمتحكمين، والدجالين والمنافقين والكذابين، أرض الفساد التي لا تليق إلا بالمفسدين “.
الحقراء أصناف وأشكال رجال ونساء، تعمموا بأسم الدين، ومن لبس السياسة لمكائده، ولقد إنتهى وقت الخطابة وحان وقت القتال، والدعوات للوحودة الوطنية.
الحقارة أن يجلس ساسة في الخارج لإشعال فتيل الداخل، أو يذهب للجنوب والمعركة تبدأ من المنطقة الخضراء؟!.
تسافلهم يدفعهم للمتجارة بالدماء؟! ويمكننا قراءة الدعوات المتشنجة، بأنها فكر شوفيني لإثارة المزيد من الأزمات بين الأقليم والمركز، وبين العراق ومحيطة الأقليمي، بعد النجاحات التي حققتها الحكومة وقواتها المسلحة، وجسرت الهوة بين مكونات الشعب العراقي بالعلاقة مع الأقليم وعشائر الرمادي ودعم الحشد الشعبي، وإجتمع لنهش جسد العراق مجموعة من الحقراء، ولكل مجموعة رئيس ولسان شيطاني، لا يستحي على شرف مفقود، تفوح منه روائح الفساد والدماء؟! وأنانية الحقير تجعله يعتقد أنه رئيس، لكنه يزحف ويلتصق بكرسي يجره للنهاية.