18 ديسمبر، 2024 5:06 م

رئيس بالإجماع.. ثقة، أم هدف للسهام؟!

رئيس بالإجماع.. ثقة، أم هدف للسهام؟!

جرت العادة في كل عمل، بإختلاف اختصاصاته وتوجهاته، على إختيار صاحب أكبر حصة في المجموعة رئيساً، لكن ما حصل في تحالف ( الإصلاح و الإعمار )، خلاف المألوف!
أجمع أعضاء التحالف، على السيد عمار الحكيم رئيساً، رغم أنه يكاد يكون، صاحب أقل مقاعد في مجلس النواب -بإستثناء الكتل الصغيرة- مما أثار تعجب الكثير، فلماذا رأَّسوه عليهم، بوجود من يملكون حجم أكبر؟
يمتلك عمار الحكيم، رصيد قيادة غني، و سمعة جيدة في إدارة الدفة، لكن هذا كله يعتمد على حجم صلاحياته في الموقع، وهو ما قد يستحيل هذه المرة، بوجود زعماء كبار في التحالف، قد يصعب عليهم، القبول بتوجيهاته، التي طالما عرفت بسيرها عكس التيار، و التي لن يكون آخرها، قراره بعدم مشاركة تيار الحكمة الوطني، في حكومة الدكتور عادل عبد المهدي، رغم إعلانه الدعم الكامل له، مطلقاً مصطلحاً جديداً في السياسة، وهو ( المعارضة البناءة ).
قرار أعضاء التحالف-رغم جرأته- يثير تساؤلات جمة، أهمها، هل إقتنع الزعماء، بعمار الحكيم كزعيم عابر للمساحات الإنتخابية، وأنه جدير بإدارة التحالف، وتوجيهه حسب البرنامج المتفق عليه، أسينمحونه الصلاحيات الكاملة للعمل؟ أم كان إختياره كهدف، يتلقى الهجمات نيابةً.
هذا التكليف، يضع الحكيم في تحدي، يكاد يكون الأصعب، في تاريخه السياسي، فهو ينوب عن أكثر من مائة وثلاثين مقعداً، بمختلف توجهاتها، متفقة على برنامج، لا تربطها به سوى كلمة شرف، فهو يحتاج إذاً، لإلتزام زعماء التحالف، لضمان ثبات الأعضاء على العهد.
كان الحكيم ومازال، مثاراً للجدل، بقراراته وتوجهاته المفاجئة للشارع، مما جعله هدفاً واضحاً للإنتقاد، و محوراً تحوم حوله الشكوك، وتنوعت الاتهامات ضده، جهة تتهمه بأجندته الإيرانية، وأخرى تعتبره ذراع سعودي، و أصوات أخرى تربطه بجهات أكثر خطورة!
إختيار شخص مثار للجدل، يطرح أسألة على من يتهمه، فهل يوجد شخص يتمتع بعلاقات وثيقة، مع كل من هذه الجهات المتضادة؟ و قرار إختياره، كان خضوعاً لأي جهة منها؟ هل هو إجماع خارجي عليه؟ أم هل هو قرار وطني خالص؟
إذا كان الزعماء، قد تمتعوا أخيراً بالحس الوطني، فهذا غاية المطلوب، و بهجة القلوب، أما إذا كان بقرار خارجي، سيجعله ذلك محور صراع المصالح، و هذا ما يخاف عقباه.

قليلون هم المؤمنون بنجاح الحكيم، لكبر حجم التحديات، كأزمة الثقة، السائدة في الشارع السياسي العراقي اليوم، و رعب المغرضين من كابينة الحكيم التيارية؛ أيكون عند حسن ظن الثلة، أم سوء ظن الأغلبية، في أنه سيخضع أو يفشل؟