17 نوفمبر، 2024 10:29 م
Search
Close this search box.

رئيس الوزراء يستقيل قبل الانتخابات؟!

رئيس الوزراء يستقيل قبل الانتخابات؟!

باهتمام بالغ تناقلت مختلف وسائل الاعلام استقالة السيد رئيس الوزراء بعد مد وجزر في السياسة التي ارغمته اخيرا على ان يقدم استقالته, هذه هي الحياة السياسية فهي ليست مجرد عناوين ومناصب وحمايات وسفرات واجتماعات ومكاسب اخرى فهي سحر ينقلب في أي لحظة على الساحر اذا لم يستخدم الساحر سحره بأصول؟؟!! وبالنتيجة فأن العلاقة بين الحياة الطبيعية والحياة السياسية لا بد أن تتعارض وقد تصل في معظم الاحيان الى طريق مسدود خصوصا وأن الحياة السياسية قصيرة ومتعبة اذا ماقورنت بالحياة الطبيعية, وبالتالي فأن الرجل وبمحض ارادته قد فضل الخروج بهدوء من الساحة السياسية واتخذ للخروج من هذه المعمعة افضل القرار مدركا بأنها تقصر الأعمار وتخرب الأمصار وتشجع الاشرار ولاتجلب لسمعة صاحبها سوى العار ولبلده الخراب الدمار!!!!؟؟؟؟
لقد راهن الكثيرون على استقالة السيد رئيس الوزراء واخرون وقفوا موقفا متشددا من بقاءه حيال الأزمات التي واجهها فترة حكمه واخرون اعتبروه متزمتا و…و…وهكذا طيلة الفترة الماضية التي تزامنت مع بقاءه في منصبه ورغم الجهود المضنية التي قام بها والتي حاول سحب الكثيرين الى ساحته لكنها لم تفلح فلم يكن هناك خيار أو بد إلا الانسحاب والاستقالة وترك المجال للغير ليقوم بما لم يستطع هو القيام به, وبالطبع فقد أثلج هذا القرار صدور معارضيه وكارهيه والحساد الذين كانوا يتطلعون الى المنصب  ليخلفوه ويتمتعوا بما كان يتمتع به بالرغم من أن نجم رئيس الوزراء وإلى وقت قريب كان ساطعا وكان برجه متألقا وكانت سمعته السياسية لامعة لكنني أعود وأقول هذه هي الحياة السياسية فهي حياة قاسية لا ترحم من يعيشها إن أدبرت ولا تستمر دائما إن أقبلت , فهي كالبحر, فتارة يكون هائجا لا يقف في وجهه سد ولا تحد ثورانه يابسة وتارة تجده وديعا رائقا صافيا لا يكدر صفو راكبيه!!!
إذن ويقينا فهذه هي اللياقة السياسية التي نرجوها في بلد شعاره الديمقراطية وهذه هي أخلاق السياسي المحنك التي  نتمنى ان يحذو حذوها كل مسؤول مهما كان عنوانه وسنده وقوته, فالديمقراطية تحتم على كل مسؤول ان يترك المجال للأخرين بالمشاركة كما شارك هو وأن يترك الساحة للاعبين اخرين كما لعب هو وأن يترك الجمل بما حمل لغيره ليسلمه غيره لغيره وهكذا لا أن يسوق الجمل الى مغارته ليضيف حمله لما حصد.
شكرا لك يا سيدي يا رئيس الوزراء وشكرا للياقتك وحنكتك ونكران ذاتك بتركك المنصب لمن هو احق منك به واتمنى من كل الرؤساء ان يحذو حذوك وان يقوموا وبكل ثقة بما قمت به, وعذرا لك عزيزي القاريء لأنني لم أذكرعن اي رئيس وزراء كنت أتكلم ولكي لا أضعك  في متاهة وحيرة فأنني كنت اتكلم عن رئيس الوزراء الفرنسي السيد جان مارك ايرولت الذي استقال من منصبه مؤخرا وقبل الانتخابات الفرنسية في العام 2017؟؟؟!!! وكما يقول المثل ((إياكي أعني وأسمعي يا جارة )) وباللغة العراقية العامية ((أحاجيج يابنتي وأسمعج ياجنتي)) والعاقل يفتهم؟؟؟؟

أحدث المقالات