عندما تضيع الاوطان وتضرب الفوضى اطناب البنى الاساسية يتحمل مسؤليتها بالدرجة الاساس المسؤول التنفيذي الاول في الدولة . قيادة شعب تحتاج الى نظرة قيادية ابوية ثاقبة لتحريك القوة الكامنة في داخل الشعب وتهذيبها وتوظيفها مع وفرة مالية خرافية في عمليات النهوض والبناء والاعمار ومن الاولويات التي اعتقد لو انجزت على الوجه الاكمل الا وهي بناء الانسان بأستخدام الطرق العلمية والنفسية الحديثة كان بالامكان ان تكون هناك طفرات متقدمة نحسد عليها من بعض دول الجوار ..بعد 2003 كان العمل دؤوبا لتكريس الفكر الاسلامي المتطرف والاستمرار بآلية البكاء والنحيب على ماضي لم يعد محفزا بل على العكس يعد تراجعا عن فرص متاحة .. الانتقال من السلطة الى القيادة تحتاج الكثير من المقومات والاسس منها الهوية الوطنية نكران الذات والجلد والتخلي عن التبعية الحزبية والاقليمية والشجاعة المستمدة من قوة الشعب لكن السير على طريق المصالح الطائفية والفئوية الضيقة اضحت منهاج عمل السلطة ..
ففقدت زمام المبادرة واتجاهات البوصلة الوطنية مما ادى الى ضعفها وهوانها وكما اسلفنا ان استحضار التأريخ المشوه واجتزاء ماهو مفرق للمجتمع زاد الطين بلة حيث علت الاصوات النشاز الداعية الى سلخ العراق من محيطه العربي واشتد الصراع على كرسي الحكم ومغانمه ومنافعه الذي انعكس سلبا على اداء الدولة التي هي اصلا لم يتبقى منها سوى اشلاء دولة مما دفع بالبعض الى التخندق خلف الفصائل المسلحة ومنها من كان متهما بأرتكابه مجازر وجرائم ترقى الى مستوى جرائم حرب ضد الانسانية ..
بعد ان استباح تنظيم داعش الارهابي ومن تواطئ معه من رجال السلطة ثلث مساحة العراق كان هذا جرس انذار يهدد وحدة العراق شعبا وارضا لذا جاءت فتوى المرجعية واضحة بالجهاد الكفائي بتطوع من يمكنه القتال في صفوف الجيش والقوات الامنية للاسف استثمرت هذه الفصائل الفتوى ولبست ثوبها الجهادي وكلنا يعرف انها لاتقلد اي مرجعية عراقية المطلق منها مع ولاية الفقيه الايراني وعندما كنا نسجل ملاحظاتنا يقولون ان الجميع تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة وبميزانية تقدر بملياري دولار سنويا .. بعد سنتين يخرج علينا السيد رئيس الوزراء وببراءة اختراع انه اكتشف هناك 100 فصيل مسلح فقط في بغداد لاينتمون للحشد الشعبي ولديهم هويات مزورة ((( كرة عيونك سيدي))) السؤال هنا كيف يأمن المواطن على ماله وعرضه في ظل هكذا فوضى مسلحة واين اجراءاتك الفورية والفاعلة ضد هذه الفصائل التي تشكل رسائل اطمئنان الى الشعب وكذلك اعادة هيبة الدولة التي طالما صدعتم رؤوسنا بها ورسائل تطمين الى دول الجوار ان مايحصل في العراق ممكن السيطرة عليه وما موجود في بغداد دولة قانون ومؤسسات وليست مليشيات لكن فاقد الشيء لا يعطيه حيث اصبح السلطويين هم من يبحثون عن شواذ المواقف والبيئة المختلف عليها هي عنوان للازمات واثارة الفتن مما يزيد من عزلة العراق عربيا ودوليا ومن حق المجتمع الدولي ان يقلق ازاء تصريحات السيد العبادي وسيترتب عليها اجراءات دولية رادعة بعد الانتهاء من داعش …