23 ديسمبر، 2024 9:27 ص

رئيس الحكومة المقبلة .. نكره !

رئيس الحكومة المقبلة .. نكره !

قبل سنوات كان الرجل من مؤيدي حزب الدعوة الاسلامية ، الا أن حماسه فتر بشكل ملحوظ منذ أن أعيد انتخاب السيد نوري المالكي رئيساً للحكومة مرة ثانية،ولم يعد يدافع عن سياسات قادة الحزب الحاليين ،وصار ينتقدهم أمام خصومهم السياسيين .
هذا الانقلاب له أسبابه كما يقول هذا السياسي المقرب من حزب الدعوة، ومع أنه لم يندم على وقوفه مع الحزب ضد أعدائه – كما يقول – ألا انه صار يتململ كلما ذكر أحد ما آلت إليه أمور البلد وتخبطات السياسيين .
قبل أيام كنت أجلس بجانب السياسي المؤيد لحزب الدعوة سابقاً ،وخصم قادته الحاليين لاحقاً .وحين لم أجد أحداً يستمع الى ما سأتحدث به الى هذا السياسي ،سألته عن رأيه بما يجري على الساحة السياسية . فاجاب بصوت خفيض : لا تحملوا حزب الدعوة الاسلامية وتاريخه الجهادي مسؤولية ماترونه اليوم . فالحزب قد انتهى بنهاية مؤسسه وزعيمه ومفكره السيد محمد باقر الصدر . أما من ورثوا الحزب من بعده ،فليس منهم من هو أبناً شرعياً لفكره أو لجهاده.. هؤلاء الساسة أبتداء من الجعفري الى كاطع الركابي ماهم الا صنائع برطانية او أمريكية أو أيرانية .. والدعوة منهم براء .
قلت للرجل بهمس أيضاً : لكن الذين تصفهم بصنائع الغرب ،هم من تولى قيادة الحزب لاكثر من ثلاثين سنه قبل سقوط نظام صدام وقدموا الشهداء تلوا الشهداء .
فأجاب : صدام يختار خصومه فيقتلهم ويختار معارضيه فيبقيهم أحياء لانهم لا يستحقون القتل ،حسب رأيه – وهو أي صدام – لم يترك معارضاً حقيقياً على قيد الحياة ، أما من هم أمثال فلان وفلان الذين يتحكمون اليوم بحزب الدعوة ، فقد تركهم لانه يعتقد بأنهم سيخدمونه بعد مماته .. وصح ما توقعه هذا الدكتاتور . فالعراقيون اليوم ، أن لم نقل أجمعهم ، ألا أن الكثير منهم يترحم على صدام . لان فساد واجرام وسفالة الحاكمين قد وصلت الى مستوى أعلى مما كان يعانيه العراقيون في زمن صدام أي أنهم حكموا حسب قاعدة : جاء الأسوأ خلفاً للسيئ !! .
قلت للرجل ،وكاني باغته : كيف ترى المعركة السياسية المحتدمه اليوم .. وهل ينال المالكي مبتغاه بولاية ثالثة ؟ أجاب الرجل : قفزت بي من الوحل الى الاوحل .. نحن كنا نتحدث عن أشياء عامة وانت حرفت دفة الحديث الى شي خاص .. ومع هذا أستطيع أن أقول لك بأن المالكي لن يحصل على مرة ثالثة وقد سمعت من مقربين منه بأن (المندوب السامي الامريكي) جو بايدن – نائب الرئيس- قد قال له في أخر لقاء بينهما ما ينهي الجدل حول استمراره بنمصبه من عدمه ؟
فسألت السياسي عن ما قاله بايدن للمالكي ، فأجاب : قال له ،أشكرك للجهود التي بذلتها خلال السنوات الثمان الماضية، فقد كنت صديقاً وفياً لأمريكا وشعبها ، ولن ننسى لك الكثير من المواقف الشجاعة .. ونحن حقاً شاكرين لك تعاونك معنا لابعاد العراق عن كوارث كانت متوقعة .. وأضاف بايدن : نتمنى يادولة السيد المالكي أن يكون خلفك ملتزماً بما رسمته لمستقبل العلاقات بين بلدينا .
وقال السياسي : لم ينتبه المالكي الى الفقرة الاخيرة من (تشكرات) بايدن .. الأ أنه حين نقل الحديث الى بعض مقربيه لاحظ الانفعالات والاكتئاب على وجوههم ، وهنا سألهم أن كان في ماسمعوه مايريب ،فأجابه أحدهم : هذا معناه أن الامريكيين قد أتخذوا قرارهم بابعادك من رئاسة الحكومة ..وقد قالها بايدن تلميحاً ، وإن كان هذا التلميح أقرب مايكون الى التصريح !
وسألت السياسي : ولكن المالكي مايزال يصول ويجول ويحث العراقيين على التصويت لقائمته وقد كرر و بالحرف الواحد ماسمعناه منه قبل سنوات : (ماننطيها) . فما معنى كل هذا النشاط والاصرار على الفوز في الانتخابات إذا كان الامريكيون قد حسموا أمرهم وأبلغوه بصورة غير مباشرة بأنهم ( ماينطوها ) له .
فأجاب : أن يعلن المالكي أعتزاله قبل الانتخابات أو تفتر همته ، فذلك معناه تشرذم قائمته والتحاق بعض قياداتها بفصائل معاديه للدعوة و منها التيار الصدري والمجلس الاعلى والفضيلة وحتى بالجعفري والجلبي . فأن اعلن المالكي اليوم أنسحابه من العملية السياسية فأنه على يقين بأن خصومه السياسيين الشيعة سربحون المعركة الانتخابية بكل سهولة . وأضاف : المالكي لن يتخلى اليوم ولكنه سينسحب بعد الانتخابات بعد ان يتأكد من فوز قائمته بالاغلبية ، وهذا أمر متوقع جداً ، فالسذج سينتخبون القائمة لاعتقادهم بأن الشيعة سيطردون من الحكم وحتى من العراق لو تولى رئاسة الحكومة شخصية سياسية أخرى . ثم هناك عملية تزوير الانتخابات التي يشرف عليها بعض أقارب المالكي .. وهذه العملية أساسية في ترجيح فوز دولة القانون باغلبية كبيرة . وفي حال تخلى المالكي عن الحكم فأن (أهل الدعوة) سيتصارعون ويتقاتلون على كعكة لم تقع بين أيديهم بعد. وهذا مايخشاه المالكي في حال أعلن أنسحابه من العملية السياسية.. وبالطبع ، يضيف السياسي – المالكي تهمه مصلحته ، فأذا حكم العراق من قبل شخص بعيد عن حزب الدعوة الحاكم الأن ، فأن فضائح الفساد وجرائم القتل ستنكشف وهذا مايخشاه المالكي ومايسعى لتجنبه ، فقد وقع على قرار أعدام صدام بين يديه ، ويخشى ذات المصير !
سألت السياسي : ومن تتوقع أن يتولى من حزب الدعوة رئاسة الحكومة في حال فوزه بالانتخابات الأخيرة ؟
فأجاب : سيأتي الامريكيون والايرانيون بشخص غير معروف ، كما فعلوا عام 2006 وآيا من الاسماء المطروحه الأن ، كالاديب والشهرستاني والعبادي لن تتولى الحكم من بعد المالكي .. وأضاف القادم نكره .