مرت رئاسة الجمهورية وعلى طول الدورات السابقة ، وحتى انتخابات 2018 بفترة شكلية ، إذ لم تمارس أي نشاط لها يذكر طيلة الفترة الماضية ، سوى علاقات بروتوكولية وشكلية في نفس الوقت ، دون ممارسة أي أدوار تنفيذية او تشريعية ، وتنحصر مهمته بالدور التشريفي ليس الا ، وما دون ذلك فهي بيد رئيس الوزراء ، وطيلة فترة الرئاسات الماضية ابتداءً من الرئيس الطالباني الى فؤاد معصوم ، وعلى الرغم من الكاريزما المتميزة التي يتمتع بها الرئيس المرحوم الا انه لم يستطع تفعيل دور رئيس الجمهورية ، كما لم يلاحظ أي نشاط يذكر لهذا المنصب ، وظل يراوح ويدور في حلقة مفرغة متحملاً كل لغة التسقيط والشتيمة هنا او هناك ، ولم نرى لهذه الرئاسات أي تحرك نحو الوضع الاقليمي أو الدولي ، ومحاولة تحسين العلاقات مع الدول ، او تغيير انطباعاتها تجاه بلدنا ، وتجاه مجمل العملية السياسية الديمقراطية الجديدة والتي بدت مألوفة للدول العربية والاسلامية ، الامر الذي جعل العراق حالة السكون والانغلاق السياسي على نفسه ، وارتفاع حالة التصارع والاقتتال الداخلي بدعم اقليمي ودولي ، مما ترك مبرراً لهذه الدول للتدخل في شؤونه الداخلية .
ظهر الدكتور برهم صالح متجاوزاً كل هذه التعقيدات الادارية ، ومتجاوزاً الشكليات ، عبر حمله عنوان دستوري اسمه ” رئيس الجمهورية ” ، وإعادة تفعيل المراسيم الجمهورية ، ويرفع فيها أسم البلاد وعلمها ونشيدها الوطني عبر الدول التي زارها ، وذلك من أجل حمل رسالة مودة من العراق الى جيرانه ، وإعادة العلاقات والبروتوكولات الرسمية التي كنا نتحسر عليها سابقاً ، ليظهر بمظهر رئيس الجمهورية بحلته الجديدة ، متجاوزاً فيها كل المسميات والعرفيات والشكليات .
برهم صالح وخلال جولته القصيرة أستطاع أن يجعل نظرية ” الانفتاح التي رفع رايتها قادة سياسيين مثلوا ثقلاً على الساحة السياسية ، حاول البعض طمسها ، وها هو اليوم يعود رئيس الجمهورية ليحي مفهوم الانفتاح من اوسع أبوابه ، ويثبت للعالم اجمع ان العراق قادر على بناء امتن العلاقات مع جيرانه على أساس المصالح المشتركة بين البلدين ، وأن العراق دولة يمكنها بناء علاقاتها على أساس مصالحها ومصالح شعبها ، خصوصاً وان الزيارة لكم تكن بروتوكولية بل تجاوزت نحو تطبيع العلاقات وإدامة زخم التعاون مع الدول التي زارها ، ليثبت ان العراق البلد الذي تحمل ويلات وتهور حكام الجور قادر على ان يعبر عن صورته التاريخية ودروه الحضاري في المنطقة كدولة فاعلة ومؤثرة ، عبر الانفتاح الايجابي على الجميع .