في اوّل عهدهِ , بل في اولى أيامه التي يترأس فيها مجلس النواب , ومن دون تكليفٍ من السادة النواب , ولا من ايّ جهةٍ رسميةٍ في الدولة , استغلّ الحلبوسي منصبه , وقام بتجييره وتوظيفه لأغراضٍ أخرى وطار الى اربيل ليقابل السيد مسعود البرزاني , وتعمّدَ الحلبوسي أنْ لا يصطحب معه أيّاً من اعضاء البرلمان , كي لا يعلموا بما سيدور بينه وبين البرزاني , وكأنه في مهمةٍ سريّة مبهمة .! , ولعلّ رئيس المجلس الشاب ظنَّ أنّ سفرته ومهمته قد تخفى على الرأي العام ” وفق تفكيره ” , ولعلّه ظنّ ايضاً أنّ طيرانه الى اربيل قد لا يعرّضه الى مساءلة وسائل الإعلام وجهات أخرى لاحقاً , ولا ندري لغاية الآن اذا ما كانت رحلته على نفقة الدولة او مجلس النواب ” لا فرق ” , ولا نعرف اذا ما تقاضى مخصصات الأيفاد المتبعة في اجهزة الدولة , بالرغم أنه هو اوفد نفسه .! , وليس المهم كلّ هذا وهذه الجزئيات .
وِفقَ المعلومات التي توفرت فالسيد محمد الحلبوسي التقى بالبرزاني لإقناعه بالأنضمام لمحور المالكي – العامري لتشكيل الكتلة الأكبر , فماذا قدّم من تنازلاتٍ لإقناع رئيس الأقليم السابق لذلك .! بعدما عجزوا كلّ قادة الأحزاب والكتل من اقناع السيد مسعود على ذلك , والذي يلعب ورقته بكفاءةٍ مشهودة أمام ذلك وأمام ضعف وتراكض الساسة الأخرين .!
لا شكَّ ولا ريبَ أنّ الحلبوسي لم يغامر بهذه المهمة من جرّاء نفسه , وكانت رحلته الى اربيل بتكليفٍ من هذه الجهة التي ينتمي اليها , وهذه الجهة التي تمثل محور ” العامري – المالكي ” فأنها على درايةٍ مسبقة بأنّ هذا الشاب الحديث العهد اعجز من ان يقنع السيد البرزاني للأنضمام اليهم , لكنها كانت كمحاولة مستميتة لأستغلال منصبه الجديد , عساها تفلح بجزيءٍ مّما لم يفلح به الآخرون .! وقد ورّطوهُ فعلاً بذلك , ولعلّ هنالك اكثر من سببٍ وراء ذلك .!
وثانيةً نقول , ويؤكّد غيرنا على صحة ما نقول , بأنّ مقابلة رئيس البرلمان للسيد البرزاني هي مخالفةٌ دستورية خارج نطاق وظيفته , وتترتّب عليها أبعاد ومسؤوليات قانونية لأستغلاله السلطة التشريعية لإغراضٍ حزبيةٍ ضيّقة النطاق , وإنّ ما جرى ويجري هو استغلالٌ فاضح للوضع السياسي – الأنتخابي المعلّق الذي تمرّ به البلاد , وما يتيحه ذلك بشكلٍ سافر للتدخلات الأقليمية والدولية بالشأن العراقي والتلاعب بمقدراته عبر رؤوس السلطة .!
لسنا هنا بصدد التذكير او اعادة التذكير بأنّ عشيرة الحلابسة قد تبرأت من الحلبوسي , فهذا شأنٌ عشائري – عائلي رغم مدلولاته وأبعاده , كما لسنا بصدد أنّ اوّل إمرءٍ هنّأهُ على تبوّأ منصبه هو لاريجاني – رئيس مجلس الشورى الأيراني , وقد وجّهت ايران اليوم الدعوة للحلبوسي لزيارتها , كما نرى ” فيما نرى ” أنّ تنصيبه في هذا الموقع لا يتطلب هكذا استرسال وتفاصيل لم نذكرها كلّها , لكنما سنكتفي بالقول او للإشارة الى تصريح السيد مثال الآلوسي ” رئيس حزب الأمة ” يوم الأول من امس , والذي ذكر فيه : < أنّ اللواء قاسم سليماني يهيمن على البرلمان العراقي , ويمتلك الأغلبية فيه > .!