22 ديسمبر، 2024 1:09 م

رئيسي والمستقبل المجهول

رئيسي والمستقبل المجهول

هناك قلق وتوجس في أوساط النظام الايراني بخصوص المرحلة التي بإنتظار ابراهيم رئيسي، خصوصا وإنها وقبل أن تبدأ تم إستقبالها بالعديد من الاحداث والتطورات نظير البيانات الصادرة عن العديد من البرلمانات والاوساط والشخصيات السياسية ضد النظام عموما وضد تنصيبه وضرورة محاسبته الى جانب إنتفاضة العطش التي إمتدت الى 14 عشر محافظة وکذلك محاکمة عنصر النظام حميد نوري في السويد في العاشر من آب المقبل بتهمة مشارکته في مجزرة 1988، الى جانب أمور وقضايا أخرى عديدة، کل ذلك يمکن إعتباره کمٶشرات توضح منذ الان ملامح المستقبل المجهول والغامض الذي ينتظر رئيسي.
من أجل التغطيـة على ماضيه الاسود ومن أجل تلميع صورته بعض الشئ، صرح رئيسي برغبته في إجراء محادثات مع بلدان المنطقـة وتمتين الروابط معها، في وقت يعلم فيه القاصي قبل الداني بأن هذا النظام لايمکن أبدا أن يتخلى عن نهجه القائم على تصدير التطرف والارهاب والتدخلات في المنطقة لکونها إحدى الرکائز الاساسية الثلاثة التي يقوم عليها هذا النظام، وليس هناك مايمکن أن يقدمه رئيسي لبلدان المنطقة سوى الوعود والعهود الکاذبة التي دأب على إطلاقها نظامه على مر العقود الاربعة الماضية.
لئن صار هناك قناعة دولية باليأس من أي تغيير أو تطور إيجابي في هذا النظام، لکن تنصيب رئيسي قد زاد من درجة اليأس بل وحتى قد ضاعف منها ولاسيما وإنه”أي رئيسي”محسوب على الدائرة الضيقة للمرشد الاعلى للنظام، بل وإن کونه من أبرز أعضاء لجنة الموت التي قامت بتصفية أکثر من 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق في فترة أقل من 3 أشهر، والانکى من ذلك إن هذا الرجل وعندما سأله المراسلون الدوليون بشأن ماقد قام به في مجزرة عام 1988، فإنه أجاب بأن ذلك کان دفاعا عن حقوق الانسان!
حالة الاحتقان الداخلي المتداعية أساسا عن مشاعر الرفض والکراهية للنظام الايراني والتي تتزامن أيضا مع تزايد العزلة الدولية للنظام وعدم وجود أية مٶشرات تدل على إحتمال التخفيف منها الى جانب أزمة النظام الحادة وإنطوائه على نفسه، تجعل رئيسي في موقف ووضع لايمکن أن يحسد عليه ولاسيما وإنه قد بات معروفا وعلى الصعيد العالمي بأنه مطلوب للعدالة بتهمة مشارکته في مجزرة عام 1988، ولاريب من إن رئيسي وإن کان يعي جيدا بأن عهده سيکون عهدا صعبا فإن الذي يبدو واضحا وکما يرى معظم المراقبين السياسيين المختصين بالشأن الايراني، أن هذا العهد لايمکن أبدا أن يعدي على خير!