23 ديسمبر، 2024 5:05 ص

رؤية نقدية تربوية لمسرحية  The merchant of Venice

رؤية نقدية تربوية لمسرحية  The merchant of Venice

تعد مسرحية ( The merchant of Venice ) للكاتب الإنكليزي (William Shakespeare  ) من المسرحيات التي لها شهرة عالمية كبيرة ، لذا لا غرابة في أن يتم اعتمادها ضمن منهج تدريس مادة اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي ، ولكن هناك أسباب تدعونا إلى المطالبة بإعادة النظر في تدريس هذه المسرحية ضمن مناهجنا الدراسة ، ومن هذه الأسباب ما يأتي :
1- نزعتها العنصرية
يلاحظ أن المسرحية تنحو منحا عنصريا على الرغم من أن الكاتب ربما لم يرد ذلك ولكن دراستنا لها يجب أن تأخذ بالاعتبار انعكاسها الدلالي النفسي والاجتماعي أكثر مما يطرحه طابعها الموضوعي الاحترافي ، وفيما يخص الإشارات العنصرية للمسرحية فيمكن تلمسها من خلال تناول المسرحية لشخصيتي كل من ( انطونيو الفينيسي ) و( شايلوك اليهودي ) ، ففي حين تقرن الصفات الجيدة بشخصية انطونيو تفعل العكس مع شخصية شايلوك التي تقرنها بالصفات السيئة ، وهي نظرة مرتبطة برؤية و ثقافة العصر الذي عاش فيه المؤلف حيث كانت أوربا تعيش نهاية العصور المسماة بالعصور الوسطى ، وقد وجدت بعض الحكومات ضالتها في هذه المسرحية فوظفتها بما يتناغم وتوجهها الأيديولوجي ، على الرغم من أن النظرة العنصرية التي حملتها المسرحية ليست موجهة لعرق معين بل لعموم الأعراق الأخرى في الشرق بدليل ما تضمنته مسرحية أخرى للكاتب وهي مسرحية ( عطيل ) من نظرة مشابهة .
2- احتوائها على مفاهيم عنفيه 
تحوي المسرحية على مفاهيم عنفيه مختلفة لا سيما وبشكل أساس المقطع الذي يصور رغبة ومحاولة شايلوك اليهودي في اقتطاع رطلا من اللحم من جسد أنطونيو الفينيسي ، وهي رغبة ربما رمز بها الكاتب إلى حالة العداء التي تحكم العلاقات بين الشرق والغرب ، وعلى الرغم من إمكانية توظيف هذه المقاطع العنيفة لصالح تكريس ثقافة نبذ العنف والشر وهو على الأرجح ما سعى إليه المنهج التربوي ، إلا أن هذا التوظيف هو سيف ذو حدين ، إذ قد يخدم الغرض المعاكس أي إثارة العداوة والبغضاء بين الناس والترويج لمنطق العنف كوسيلة لحل الخلافات لا سيما مع وجود ثقافة اجتماعية داعمة لهذا المنحى .

3- تناقض بعض أحداثها مع منطق العلاقة الأسرية
تحوي المسرحية مشهدا يصور هرب أبنه اليهودي مع عشيقها المسيحي وهي تحمل جزءا من أموال أبيها ، وعلى الرغم من أن هذا العمل منسجم مع حبكة العمل الأدبي ومع اتجاهه لرفض الوصاية الأبوية على زواج الأبناء ، إلا أن المشهد في إطاره العام لا يلائم الأهداف التي تتوخاها المناهج التربوية لا سيما تلك الأهداف الداعمة للترابط الأسري و العلاقة الجيدة بين الأبناء والأبويين .
        لما تقدم نقترح رفع هذه المسرحية من المنهج الدراسي لمادة اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي واستبدالها بمسرحية أخرى تنسجم مع الأهداف التربوية ، إذ هناك الكثير من المسرحيات التي يمكنها الإيفاء بهذا الأمر ، ومن ضمنها بعض مسرحيات  وليم شكسبير كمسرحيتي ( الملك لير ) و ( روميو وجوليت ) .