22 نوفمبر، 2024 5:56 م
Search
Close this search box.

رؤية لأسباب إقالة وزير الدفاع الأمريكي

رؤية لأسباب إقالة وزير الدفاع الأمريكي

احدث موضوع إقالة وزير الدفاع الأمريكي, تساؤلات كبيرة عن الأسباب الحقيقة الكامنة وراء الحدث, هيجل العضو الجمهوري الوحيد في إدارة اوباما, مما يعني يمكن جعله كبش فداء, لأي خطاء يتحصل للإدارة الأمريكية, خصوصا مع رحلة الفشل الأمريكية الأخيرة على مسار السياسة الخارجية.
التسريبات الأولية لأسباب الإقالة, تدعي بسبب الخلافات الحادة, بينه وبين  مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض, حول إدارة عديد الملفات, وخصوصا ملفات الشرق الأوسط, وهذه الإقالة هي الثالثة في عهد اوباما لوزير دفاع, بعد سلفيه روبرت غيتس وليون بانيتا, بعد إن وجها نقدا لاذعا لإدارة اوباما, بالشؤون الأمنية والعسكرية, من حيث اعتماده على مجموعة ضيقة  في  اتخاذ القرار, هذا الأمر يدلل على تخبط في رأس الهرم, فالتبديل المتكرر لوزير الدفاع دليل هذا التخبط.
هيجل تولى المنصب في عام 2013 كان الغرض من توليه المنصب, تحجيم الأنشطة العسكرية, وتقليص الأموال المنفقة على التسليح والعمليات الحربية, حيث كانت الرؤية الأمريكية للحلول الدبلوماسية, بعيد عن صخب التحركات العسكرية, لذا وجدت الإدارة الأمريكية بذلك الوقت, إن هيجل هو الأفضل للمنصب,
لكن ثبات الحال من المحال, خصوصا مع الأمريكان, فلا يستمر شيء إلى النهاية, بل التبدل صفة حالهم.
انفجار الوضع في سوريا والعراق , وبروز مشكلة القرم في أوكرانيا, كان لابد للإدارة الأمريكية إن تغير دفة سفينتها, نحو التدخل الحربي وزيادة الإنفاق , والابتعاد عن السياسية الدبلوماسية , خصوصا مع تفاقم الوضع في العراق وسوريا, وظهور داعش المدعومة مخابراتيا, كقوة وكيان على الأرض, مما دفع بأمريكا لتشكيل تحالف دولي ضد داعش, عندها أصبح لا مكان لهيجل بحسب المتغيرات.
من جهة أخرى حاجة فريق الإدارة الأمريكية لمنجز, يعود بها لشعبية تفتقدها اليوم, تمكنها من الانتصار في الانتخابات القادمة, بعد الانحسار الكبير لشعبية الديمقراطيين, وظهر ذلك جليا في انتخابات الكونغرس, فالحل يكمن في الشروع بالحرب, وخلق وحش وهمي, صدام بالأمس وداعش اليوم, والانجاز كي يتحقق, يعني طبيعيا إن لا مكان لهيجل, في الواقع الحالي لفريق الإدارة الأمريكي, الرؤية الأمريكية الجديدة للحدث, لا تتلاءم مع هيجل, فالبحث عن رجل مناسب أصبح ضرورة.
نيويورك تايمز ترى إن قرار الإقالة لهيجل, يأتي كاعتراف بخطر داعش, وفشل أمريكا في الحد من خطره, معتبرا إن هيجل فشل في مواجهة التنظيم بالأساس بالإضافة لضعف الأداء في ملف الأزمة مع روسيا بسبب منطقة القرم والفوضى في أوكرانيا. ,لكن يمكن اعتبار تصريحاته العلنية, ضد مقدسات السياسة الأمريكية هي من أطاحت به, فهو صرح انه ضد السياسة الأمريكية الخارجية الحربية, والتي عبر عنها بالعسكرة المفرطة, وهو من أنصار الانسحاب من العراق , وهو صوت ضد العقوبات على إيران, ودعا لإجراء محادثات مباشرة مع إيران, لتسوية الوضع حول البرنامج النووي لطهران, كما دعا في أكثر من مناسبة للحوار مع النظام السوري.
فهو معتدل أكثر من اللازم , وتعتبر فترة توليه الأكثر هشاشة للمنظومة العسكرية, ونجد إن خطيئة الإدارة الأمريكية الكبرى, هي في تأخر قرار الإقالة, مما يؤشر ضعفا غريب يعتري المخطط الأمريكي للسياسة الخارجية.
الدولة الأقوى في العالم تتعكز على فقراء التفكير, ماذا ننتظر إلا الفجائع والمحن, السفينة التي يقودها أعمى, ستغرق قريباً. 

أحدث المقالات