23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

رؤية تيار الشهيد عز الدين سليم الى كيفية تحقيق رفاهية الإنسان العراقي في ظل تنبؤات بإنهيار الإقتصاد العالمي

رؤية تيار الشهيد عز الدين سليم الى كيفية تحقيق رفاهية الإنسان العراقي في ظل تنبؤات بإنهيار الإقتصاد العالمي

في المقالات السابقة كان الحديث عن مشروع حكومة الإنسان الذي يتبناه تيار الشهيد عز الدين سليم وعن الراهن العراقي وقيم المواطن وكيفية تقويمه من أجل بناء مجتمع إنساني خلاق مع الإحتفاظ بهويته العراقية والدفاع عنها ، أما الجديد فهو وضع اليد على المفاصل الحساسة التي يريد تيار الشهيد عز الدين سليم الإشتغال عليها لتحقيق مشروعه المنشود ألا هو دولة الإنسان.

جرس إنذار عالمي:

بدأً لابد من الإشارة الى التداعيات الإقتصادية التي بدأت بظاهرة إعلان إفلاس شركات أمريكية عملاقة والتي لم ينفع معها الدعم المادي عن طريق التخصيصات المالية الضخمة التي رصدت لها من قبل الحكومة الأمريكية للحد من تفاقم هذه الظاهرة.
ولا يهمنا هنا عرض الأرقام المالية ولا أسماء هذه الشركات الكثر التي هوت بقدر الإشارة الى أن ذلك الإنهيار إمتد ليشمل خارطة واسعة من الإرتباطات الإقتصادية العالمية ، وهو ما كان بمثابة جرس إنذار عالمي يشير الى خطر كارثة إقتصادية عالمية محدقة ، فكان الإنعكاس واضحاً على دول الخليج المرتبطة بإقتصاديات أمريكا مثلاً ، وهذا ينسحب على كل من بريطانيا واليابان ودول أخرى ، وإن المخاوف من زحف الأزمة الإقتصادية الى دول العالم جعل هذه الدول تفكر جدياً بدعم الإقتصاد الأمريكي ، لكن يبقى السؤال المهم بالنسبة لنا هو: هل تأثر إقتصاد العراق بهذه التداعيات؟ خصوصاً ونحن نعلم أن من إفرازات الإنهيار الإقتصادي هي: شيوع الفساد الإداري وزيادة الفقر والفاقة وإنتشار الجريمة المنظمة وتفشي الأمراض وتردي الظروف البيئية ونقص في الماء والكهرباء وتفاقم مشكلة التصحر ، وهي معاناة يومية عامة يعيشها الشعب العراقي!!!

أكد عدد غير قليل من الخبراء المعنيين على ضرورة دعم الأمن الغذائي من خلال تبادل الخبرات الهادفة للقضاء على آفة التصحر وزيادة الثروة الحيوانية وتنمية الزراعة وحث الدول على إستخدام الطاقة النظيفة للحد من آثار الإحتباس الحراري العامل الرئيسي في مشاكل الجفاف والفيضانات ، وبالمقابل فإن قراءات هؤولاء الخبراء توضح أن المسبب الرئيسي في أهم مشاكل البيئة العالمية هي الدول المصنعة للسلع الغير مستدامة ، والمستهلكة للمواد الأولية ، والمنتجة للمواد الملوثة والمشعة والغازات الضارة بطبقة الأوزون.
وهنا أيضاً يقفز سؤال هو: أين موقع العراق من هذه المشاكل وهو المعول عليه في عملية إنتاج كميات هائلة من نفطه الخام والذي في الوقت نفسه يعاني أهله الأمرين من سوء الخدمات إضافة الى النقص الحاد في ثروته الحيوانية عدا زحف التصحر الضارب في مدنه من سنين؟

الطاقة محرك العالم:

النقود لا تحرك العالم ، بل تستخدم لشراء الطاقة ، وراهن العالم يشير الى أن الطاقة تساوي النفط ، وهذا يفسر أن هبوط معدلات إنتاج النفط الذي يؤثر سلباً بعملية نمو الإقتصاد العالمي بل ويوقفه بعد أن يصيب الشلل مفاصل مؤسساته ، أي أن أزمة العالم الحقيقية هي أزمة طاقة ، ومن هنا وبثقة عالية يمكن تعليل ظاهرة تسجيل قطاعي صناعة الطيران والتأمين أكبر معدلات في الإفلاس وتسريح العمال ، سببها نقص في الطاقة.
فالسؤال التالي سيكون بالشكل التالي: هل هناك إرهاصات جديدة لخلق موقع عراقي متقدم في ظل هشاشة إقتصاد عالمي سببه نقص في معدلات الطاقة إضافة الى وجود مشاكل جدية تنذر العالم بأسره بكارثة بيئية وخيمة ، وهو (العراق) المثقل بمشاكل تركات حماقات النظام السابق والسياسة  الخاطئة للأمريكان والدول المجاورة له؟
فعلى مدى العقد الماضي، برز جدل حاد بين خبراء الطاقة حول ما إذا كان إنتاج النفط العالمي على وشك الوصول الى الذروة ، الذي يعقبه انحدار لا رجعة فيه ، والذي يعني واقعاً نفاذية الطاقة الرخيصة في الأسواق.

هذا الحدث ، المعروف عموماً باسم “ذروة النفط” لم تنفع معه أنشطة التوعية كثيرة حول أحادية الانضباط الجيولوجي ولا عن ما تمخضته المؤتمرات العالمية من خلاصات وتوصيات خبراء الطاقة والإقتصاد المعتمد عليهم في إدارة مثل هذه الأزمات ، فماذا سيحل بوسائل النقل والزراعة الحديثة والبتروكيماويات وحتى صناعة المستحضرات الصيدلانية أليست جميعها تعتمد على سلعة واحدة وهي النفط الوفير والرخيص؟

مستقبل الطلب على وقود الطيران والانتاج :

صناعة الطيران تتوقع أن حركة الطيران سوف تستمر في الازدياد. وقد وضعت هذه الصناعة أهداف طموحة لزيادة كفاءة الوقود في أساطيل الطيران من خلال تحسين المحركات ، وطرق الطيران والديناميكا الهوائية ، لكن لا يزال الطلب على وقود الطيران في تزايد أيضاً ، ومن المتوقع أن تنمو حركة المرور بنسبة 5 في المائة سنويا إلى 2026 ، ولهذا فأن الطلب على الوقود سيزداد بنسبة 3 في المائة سنويا حسب رؤية المعنيين في هذه الصناعة ، وفي الوقت نفسه فإن انتاج وقود الطيران سينقص بنسبة عدة  مرات في المائة سنويا بعد أن يبلغ انتاج النفط الخام الذروة. هذا السيناريو يوضح نقص كبير في وقود الطائرات بحلول عام 2026 ، صناعة الطيران ستجد صعوبة في استبدال هذا السيناريو مع الوقود من مصادر أخرى حتى إذا ظلت حركة النقل الجوي على نفس مستوى ماهو عليه اليوم بدون زيادة أو نمو.
إن مصطلح الذروة النفطية يشير الى أقصى معدل لإنتاج النفط في أي منطقة قيد النظر، مع الاعتراف بأن ذلك هو مورد طبيعي محدود ، وهو موضوع رهن النفاذ. وهناك نسبة متزايدة من خبراء الطاقة يقولون ان ذروة النفط وشيكة ، ويحذرون من أن حجم الأزمة سيكون غير عادي.

رفاهية الإنسان العراقي كما يراها تيار عز الدين سليم في الوضع الاقتصادي الراهن:

ماهو المهم بالنسبة للمجمتع العراقي اليوم؟ سؤال نبتدأ به طرحنا ، ربما هناك من لديه طرح أفضل من طرحنا وأقدر على تحقيقه ، إلا إننا نعتقد بضرورة توفير بيئة نمو وأساسات قادرة على كنس كل ماهو موجود بفعل الجبر التاريخي الذي أوجد الخراب الهائل في البلد ، وهذا ينسحب كما ذكرنا في مقالاتنا السابقة على كل آثار ((تجربة الماضي)) الأليمة ، بحروبها وجوعها وعذاباتها وتخلفها ، ويظل الإنسان جوهر مفهوم التغيير والتحدي للظروف الصعبة وباني الحضارة على هذه المعمورة ، مثلما هو المعني أيضاً بالتنمية المستدامة.
ومن هذه الإجابة المختصرة فإن معادلة رفاهية الإنسان العراقي ستكون كالتالي:
رفاهية الإنسان = المسكن (طاقة) + الأكل (طاقة) + الطقس (طاقة) + الإقتصاد (طاقة) + الأمن (طاقة) + الصحة (طاقة).
وبعد أن تأكد مخزون العراق الهائل من النفط ، فأنه قادر على وضع حد للإنهيار الإقتصادي العالمي ، وقادر على تحقيق رفاهية إنسانه من خلال سياسة خالية من الفاسدين والعابثين بمقدراته الهائلة المتمثلة بمصادره الطبيعية التي أنعم الله بها على هذا البلد.
الشكل أدناه يوضح التفاؤل في زيادة معدلات إنتاج النفط العراقي:
 
أن تيار الشهيد عز الدين سليم فيه من الكفاءات الجبارة التي لها إحترام عالمي واسع ، قادرة على خلق بيئة إقتصادية نامية في البلد وقادرة أيضاً على إنهاء جميع مشاكله التي لا زال يعاني منها المواطن العراقي.
من الممكن جداً بناء إسطول طيران عراقي يضاهي أفضل طيران في العالم ، وبناء أكبر وأهم موانىء في مدينة البصرة ، وأهم طرق نقل ومن الممكن بناء مدن حديثة أفضل من مدن واشنطن ونيويورك بجسورها وشوارعها وعماراتها ، ومن الممكن أيضاً أن يكون العراق بلد أخضر في فترة قصيرة وقياسية بل ويصبح سلة غداء لبلدان العالم القريبة والبعيدة وإن تتحول صحاريه الى غابات تسرح فيها قطعان المواشي وتأكل منها بلا إنتهاء ، ومن الممكن بناء أجهزة أمنية كفوءة تصد الأعداء سواء في داخل الوطن أو على حدوده ، ونحن نعلم بأن كل هذا يعد تجاوز على ضعف الإداء الحكومي وقفز على الخيبة التي إبتلى بها الشعب العراقي.
ولا يسعني هنا إلاّ أن أستذكر ما قاله القائد الشهيد عز الدين سليم رضوان الله عليه: ((خرجنا من تجربة الطغيان والظلم والسوء والعدوان ، والفرصة متاحة لنا أن نبني تجربة إنسانية تخدم جميع العراقيين ، فهل نحن قادرون على صنع هذه التجربة المهمة والرشيدة؟ هذا هو السؤال الذي يتحدانا)).