وموقع قدمهم في الوضع الراهن …!!
……………………………………………………………………………….
- ملاحظة : كتبنا اراء مطروحة في هذا المقال قبل اعلان تشكيلة حكومة مصطفى الكاظمي ولان في رأينا لم يظهر اي شيء ملموس يؤشر الى ان هناك اي اتفاق ذات اساس مضمون قابل للادامة لحل مشاكل المركز مع الاقليم وان ما اعلن لايتعدى ( جبر الخاطر) وليس التوجه للحل الجذري ‘لذا نرى ان ارانا لاتزال صالحة للطرح والمناقشة .
………………………………………………………………………..
- نظرا لعدم الاختيار الدقيق : الكورد في مواجهة الغدر الدائم ..!
( 1 )
الوضع في العراق في أسوء حالاته ‘ وبعد مرور قرابة اكثر من 17 عام من عملية اسست تفاصيلها على مبررات تم صياغتها على النفاق وادى الى اسقاط كل مرتكزات وجود الدولة بشكل متعمد يصعب اعادة تاسيسها في هذا البلد حيث قاد العملية اسوء قوة عدوانية في العالم من بعد الحرب العالمية الثانية وهي الولايات المتحدة الامريكية مدعية تاسيس دولة ديمقراطية تكون منارا لشعوب الشرق الاوسط ‘ وبدل ذلك وبشكل منظم توجهوا الى تنفيذ اخطر خطة لزرع الفوضى تحت عنوان ( العملية السياسية ) كانت خطواتها خلال قرابة عشرين عاما لم تنتج اي مكسب يشعر من خلالها الشعب العراقي ذات المكونات المتعدده بان وضعه الراهن وليس المستقبل يضمن لهم حياة كريمة ‘بل بدل ذلك ومع مرور كل عام من الاعوام ان عمل واداء ( قادة العملية السياسية ) يزيد من تشائم الشعب العراقي بكل مكوناتة الوطنية بمستقبلهم حيث يشعرون بان توجهات مايسمى بالنظام الفدرالي في العراق يسير باتجاه الخراب المنظم ‘ لآن و بشكل متعمد ومخطط له منذ اول يوم لقرار احتلال العراق كان برنامجهم الاساس استلام الخراب الى من يزيد الخراب …
في العراق ما بعد 9 نيسان 2003 لكل شيء وجود عدا الامان والدولة ومايسمى بالارادة الوطنية ‘ كل مجموعة مشتركة ضمن العملية السياسية له ارتباط بخارج الحدود و وكل طرف منهم يتهم الطرف الاخر ( حليفه ومشارك معه في تخريب البلد) بهذا الارتباط طريقا لابتزاز بعضهم البعض ‘ هؤلاء كلهم شاركوا في وضع دستور ملئ مواده وكل فقراته بالالغام في غالبيته يفرق ولا يوحد ‘ وفي هذا الوضع التراجيدي تظهر تلك الاطراف عندما تظهر ازمات كبيرة يشعرون فيه بالخطر على وضعهم يتوجهون باللوم الى الوضع الخاص لاقليم كوردستان ويظهر انهم فقط في التوجه الى تقويض وضع الكورد في العراق ينهي مشاكلهم و خطورة على وحدة العراق علما هم اول من اسقط كل معاني تلك الوحدة عندما استجابوا لرغبة المحتل وكل الاعداء التاريخيين للعراق و اشعلوا نار الحرب الطائفية .
مايسمى بالاطراف المشاركة في العملية السياسية تراهم جمعا او فرادا يسكتون سكوت الاموات عن كل شيء يسيء للعراق والعراقيين اذا كان ذلك من البلدان المحيطة بالعراق او من اي طرف داخل العراق ساكتين على الفاسدين ومن ينهب علنا اموال العراق ولكن فقط عندما يتعلق اي شيء باقليم كوردستان كل هؤلاء الاطراف يتفقون ويتوحدون ويهاجمون على الكورد ومكسبهم الذي حصلوا عليه بالدم وفي اصعب ايامهم في مواجهة الاعداء الذين كانوا يفتحون كل الطرق في الجبل لهؤلاء الاطراف لكي لايقعون بيد النظام
انا اتطرق لهذا الموضوع ليس دفاعا عن الاطراف المشاركة في سلطة اقليم كوردستان بل العكس هو الصحيح ‘ ان الموقف المشدد من الاطراف المشاركة في العملية السياسية في العراق تحصيل حاصل بسبب تصرفات سلطة الاقليم وعدم دقتهم في اختيار الحلفاء في الداخل ( على أقل تقدير ) على اساس التوافق المصيري وليس المرحلي (إن صح التعبير )
( 2 )
نظرا للوضع الذي فرض من خلال التخطيط المتقن من الحكومات العراقية السابقة بوجة النضال المشروع للكورد في اقليم كوردستان قلنا ان لجوء القيادات الكوردية لاي نوع من التعاون مع الاطراف الخارجية بشكل غير متوازن له مبررات موضوعية أحيانا ‘ ولكن من بعد انسحاب قوات الحكومة المركزية من اقليم كوردستان اواسط التسعينات القرن الماضي ‘ حصلت فرصة ذهبية لكل القوى المشاركة في الثورة الكوردية بان يوجه للتخطيط الستراتيجي الدقيق في التعامل مع مستقبل وضع الكوردستان مع القوى الوطنية الحقيقية المنتمية للعراق ‘ ذلك بان يضعهم في مواجهة الواقع ان من يريد منهم الحفاظ على وحدة العراق واستقلاله علية ان يتفق مع الكورد كشريك وليس طرف محتاج ممن يريد ان يحكم العراق ويتفاوض معنا ويبدأ بالسؤال : ماذا يريد الكورد ؟
ولكن مع الاسف ان القيادات الكوردستانية ورطوا نفسهم بالعملية السياسية العرجاء وتتطرفوا بثقتهم بالغرب الشرير الذي له هدف واحد في الشرق الاوسط ‘ معتقدين مع الاسف أن هؤلاء المشاركين في العملية السياسية ولانهم جائوا من خلال عملية احتلال التحالف الغربي ‘ سيخافون من شراستهم في ادعاء اتهامهم تحت نفس العناوين التي كانوا يحاربون به النظام السابق …!!! ‘ ناسين مع الاسف ان الضمان الحقيقي لاستقرار العراق لم يكن ابدا هدف اساسي وستراتيجي لهم بل هدفهم لاسقاط ذلك النظام ( فرض الهيمنة من اجل نهب الثروات ) اولا وثانيا ضمان امن الكيان العبري المسخ ‘ وأن كلام الغرب عموما و الادارة الامريكية ومصدر قرارها ملتزم بالتخطيط والاستراتيجية الصهيونية العالمية عن حق تحرير واستقلال الشعوب بالنسبة لاقوام الشرق الاوسط ليس ذلك الحق لتقرير المصير الذي يحلم به الشعوب والقوميات في الشرق الاوسط بل استراتيجيتهم حول هذا الموضوع هو تعميق الخلافات القومية والطائفية و القبلية على شكل دكاكين مسلحة وسياسية تضمن عدم انجاح ظهور الارادات الوطنية الحقيقية في هذا المنطقة لان ذلك من المستحيلات ان يضمن امن كيانهم المسخ في هذه المنطقة ‘ عليه ان الوطنيين الكورد كانوا ولايزال يدعون للتعاون المتوازن مع القوى العراقية الوطنية الحقيقية المؤمنة بوحدة ارادة شعوب المنطقة .
- والشيء بالشيء يذكر
عند التعبير عن ارائنا حول وضع العراق و مكانة الكورد دائما نؤكد ان اختيار الشراكة في العراق الواحد و غلق الابواب امام اي قوة او جهة طامعة للهيمنه على العراق عن طريق زرع الفوضى ‘ هو توجه الكورد الى فرض ارادتهم المبدئية المشروعة وتقدير المبدئي للاطراف الاخرى في العراق لهذا الاختيار كشرط تمسكه بوحدة العراق وعدم استعداده ان يكون عامل عدم الاستقرار لصالح اي قوة مضادة للارادة الوطنية العراقية ‘ وعلينا ان نبني هذا التوجه على اساس الثقة ‘ وعلى الارادة الكردية تاخذ درس ايجابي من الاحداث وان يفهموا عمليا أن السلطات في ايران وتركيا لايختارون اي موقف ايجابي تجاه الكورد بشكل متوازن لطموحهم القومي ‘ لذلك علينا أن نؤكد بالموقف والتصرف اثناء حصول المواقف الغير ودية من هذين النظامين تجاه العراق عليهم ان لايعتقدون ان الوضع الكوردي هو اقصر طريق لايذاء العراق وان يكون هذا الاختيار صحيحا في اختيار الموقف تجاه كل اطراف الخارجية ‘ فاتخاذ هكذا موقف هو اقصر طريق لبناء الثقة مع المكونات العراقية ذات القوة والارادة الوطنية ‘ لذلك عندما تسوء علاقاتنا مع السلطة المركزية ‘ ان التفكير بالحساسية التأريخية للعلاقة بين هاتين الدولتين مع العراق واستغلاله للضغط على بغداد كان دائما ليس فقط قد اضر بالكورد في الاقليم بل اضر باستقرار المنطقة لصالح الحالميين القوميين في البلدين ‘من هنا ان ابتسامة هولاء الحالميين مع التجربه الفدرالية لكوردستان العراق ليس الا جزء من مخطط حلم المتطرفيين في الدولتين‘ وهم عندما يجاملون السلطة الكورديه في العراق يضمنون تعميق التفرقة وليس الوحدة ‘ اذا ففي هذا الاطار ان الشراكة الحقيقية مع بغداد اكثر ضمانة لمستقبلنا ‘ وإذا اختيار ( اللعبة السياسية ) لتحقيق اهداف القريبة أو البعيدة في مسيرة نضال الشعوب ‘ فأن الشواهد التأريخية تؤكد أن حض الكورد في تنسيق اللعبة في المنطقة مع القومية العربية عموما وعرب العراق الوطنيين خصوصا بالاعتماد على التاريخ والواقع الراهن اكثر ضمانا لتحقيق طموحنا القومي ‘ ضمن هذا الاختيار وعندما يحصل انعطافات التاريخية بارادة شعوب المنطقة سترى الكورد ان الواعيين والواقعيين العرب يؤمنون ان وحدة الكورد في اطار النضال لتحيقق حلمهم القومي سيكون لصالح نفس طموحهم لتحيقق حلمهم القومي ‘ لان سياج الحلم الكوردي يضمن احتواء ومنع توسع المتطرفين في ايران وتركيا في منع تحقيق حلم وحدة العرب .
أتذكر كتبت لمناسبة احد زيارات وزير الخارجية التركية الى بغداد واربيل ‘ قلت فيه : سمعت حديث لاحد محللينا السياسيين وهو يتحدث عن زيارته لاحدى القنوات الفضائية حيث قال ما معناه : ( تريد تركيا اقناع بغداد بأن وجود قواتها على الاراضي العراقية هو ضمانة لتقوية ارادة العراق الموحده ..! ) بعد ذلك علق المحلل بأن هذا يشكل خطرا ولا ادري هل لمسؤولينا ( يقصد الاقليم ) موقف لمواجهة هذا قائلا : عليهم أن يكون لهم موقف مؤثر …
بعد ذلك اشار الى ان تركيا ومن خلال هذه الزيارة لاربيل تريد تشجيع السلطة الكردستانية على التمسك بعدم تسويق النفط عن طريق بغداد لان لتركيا ديون ضخمة على ألاقليم وممكن ان يضيع حقة لعدم امكانية الاقليم الدفع دون البيع المباشر للنفط …!! وهذا التوسيع في استلام لارادة الترك او جارنا الشرقي ليس ضمان حتى في حده الادنى للحلم القومي الكوردي على المدى البعيد ولا لصالح تقوية تجربتنا الراهنه ضمن العراق
عندما نسمع هذه التحاليل والتي يضعنا في زاوية مغلقة ‘ نتذكر رؤيا المفكر الراحل الكبير ( الاستاذ مسعود محمد ) حيث قال قبل عشرين سنة : ( نحن لسنا مسيطرين على دارنا ومصيرنا انفلت بين يدينا لذلك ان محاولة الطيران بمستوى عالي صعب‘ سيدي اننا ضعفاء جدا ..!!)( 1 )
قراءة تاريخ الوضع الكوردي ضمن الصراع الثلاثي بين القوميات الذي وضع مصيرنا تحت ارادة سلطاتهم السياسية ( العرب في العراق و الترك في تركيا والفرس في ايران ) وضعنا ‘ على اقل تقدير منذ 1961 امام حقيقة مرة وهي : ضمن القضايا المصيرية ‘ تتفق الجهات الثلاثة بينهم دون أن نكون نحن ضمن حسابات مكاسبهم الاقليمية والدولية ( مع ملاحظه علينا ان لانقفز فوق حقائق ذات شواهد تاريخية تقول : ان حظ الكورد مع العرب بالقياس مع وضعهم مع السطتي المركزية في ايران و تركيا ‘ بالاخص القوى العربية او الجهات والمنظمات غيرة الرسمية من خلال تعاملهم اوفر ايجابية من خلال تقديرهم لوجودهم القومي )‘ وهذه مرارة الوضع والموقف اولا ‘ أما المرارة الثانية والتي يثقل كاهلنا هي أن الاطراف الثلاثة عندما يريدون اتخاذ موقف ( التشنج أو المواجهة لضغط بعضهم على بعض ) يستعملون وجودنا في الطرف الاخر كوسيلة للضغط و قمة المأساة انهم لهم اذان صاغية في هذه اللعبة بيننا ..!
اخر الادلة على هذه الحقيقة تظهر في الزيارات المكوكية لمسؤولي الاتراك الى العراق ‘ حيث يطمئنون بغداد أن وجودهم العسكري على ارض العراق ( وهي موجودة على ارض الاقليم ) يضمن وحدة العراق …! ومن جانب اخر وبالاعتماد على تلك العلاقه الغامضة بين الارادة التركية والسلطة في اربيل يطلبون منا عدم الخضوع لطلب بغداد حول تسويق النفط حتى برغم تجاوب بغداد لتنفيذ متطلبات الاقليم المالية … وهذا يعني دورهم المشبوه لابقاء الشك والريبة بين بغداد واربيل في التعامل بعضهم مع البعض
وسبب وجود هذا الوضع الغامض الذي وضع السلطة الكوردستانية نفسها فيه هو توزيع الولاء الثلاثي الجانب كاننا ( ومعاذالله ) وضعنا نفسنا في مزاد مفاده : من يدفع أكثر سيكون حسم الامور باتجاه ذلك الطرف .!
وهذا مع الاسف يعني وكما يقول المفكر الراحل مسعود محمد ايضا : ( أن الكرد مع الاسف ليسوا قوة الضغط نابع من ارادته ‘ فهو في وضع الدفاع عن النفس فقط )( 2 ) وأن افق الدفاع عن نفسنا ايضا غامض وكما يقول المثل ياتي هنا ( بيت القصيد ) … لماذا لايواجه الارادة الكردية ( المتنفذين في تركيا ) بجرأه ويقولون لهم : مادام انتم تضمنون وحدة العراق ‘ فاننا وضمن حقنا الفدرالي مصيرنا مرتبط دستوريا ببغداد ‘ فأذا وحدة العراق لصالحنا اذا ان تقويتها من واجبنا ولصالحنا أيضا ‘ وقرارات من هذا النوع مطلوب ان ياتي بقرار مشترك من بغداد واربيل وليس من بغداد وأنقرة وعلينا التنفيذ …!!!
هل نحلم ؟ ام ان الطريق الصحيح هو افهام ( جار الشمالي) باننا ايضا اصحاب القرار حتى لوكان بمشاركة مع بغداد …
- مختصر ومفيد جدا
نقوله بصدق أن بعض الكلام عن حصة الكورد ضمن ميزانية الدولة العراقية ‘ لايدل ‘ وهذه حقيقة واضحة لكل ‘ لايدل على حرص من يطلقه على ثروت العراق ‘ و هولاء المتكلمين ساكتين ومنذ 2003 عن كل السرقات وفي وضح النهار تحت عناوين بعضها ادى الى تعميق اتجاه تفكيك العراق طائفيا و بوضوح ( وليس قانون الرفحاء ) وحيدا كمثل اسس على الغدر والكذب ويكلف الدولة مليارات ‘ وهولاء اذا قطع منهم هذه المبالغ التي ياخذونها غدرا ليس فقط لايؤدي الى اضعاف العراق بل العكس هو الصح ‘ ولكن توجهات العنصريين ضمن العملية السياسية للهجوم على الشعب الكوردي ويعرقلون ايفاء الدولة بواجباتها بصرف مستحقات الاقليم ومن ضمنهم البشمةركة الذين لو لاهم لما استطاع ( الرفحاوين ) ينعمون برواتبهم …..!!!! لانهم هم على خلاف مع شركائهم الكورد ضمن العملية السياسية ‘ أن هذا الموقف الغادر يؤدي ليس فقط الى اضعاف العراق بل يمكن ان يؤدي الى فتح الباب لتقسيم العراق ليس كما يريده الكورد بل كما يتمناه اعداء وجود العراق القوي الموحد اصلا .
…………………………………………………………………
( 1 ) و ( 2 ) لقاء جريدة ( هاولاتى ) مع المفكر الرحل مسعود محمد العدد الاول 19 / 11 / 2000