بدأ نقول أن أنتفاضة السيد الصدر هي تعبير عن مطالب الشعب العراقي كله ولهذا حظيت بقبول واسع من قبل كل أطياف الشعب العراقي، كما وأن الأنتفاضة الصدرية جاءت أمتدادا لأنتفاضة تشرين الباسلة عام 2019 ولتعيد بناء جسور المحبة والثقة مع ثوارها والعمل يدا بيد من أجل تحقيق مطالب الشعب وأسترداد الوطن المسلوب0
أولا : أن ما قام به بعض المواطنين من تصرفات داخل البرلمان وما عبروا وتحدثوا فيه للفضائيات ووسائل الأعلام كان أنعكاس عن مدى الألم الذي كان يعتصر قلوبهم وهم يرورن ممثليهم ( أعضاء البرلمان هم ممثلي الشعب) بهذا العز وهذه الرفاهية بحيث أن التبريد يضرب حتى على أرجلهم! 0 علق أحد الشباب الثائرين عندما دخل البرلمان قائلا ( عمي شلون مينسون الشعب ، أني كعدت نص ساعة على الكرسي مال واحد من البرلمانيين نسيت أهلي!!)0 لقد أنتقد البعض التصرفات العفوية واللقطات البريئة التي قام بها الناس وأعتبروها نوع من الغوغاء!، أقول لهؤلاء أن ما قام به المواطنين هو رد فعل طبيعي ضد هذه الطبقة السياسية من النواب الفاسدين الذي أستخفوا بعقول الشعب وسخروا منه وسرقوه وأثروا وأغتنوا على حساب جوع الشعب وتشرده وأحتالوا ونصبوا عليه بكل القرارات التي أتخذوها وأصدروها! ، فهم لم يكونوا ممثللين برره للشعب بل كانوا أعداء للشعب فسرقوا أمواله وقوته ودمروه وقتلوه، وما فعله شباب الأنتفاضة عند دخولهم للبرلمان كان قليل بحق النواب!0
ثانيا : على السيد مقتدى الصدر أن لا يشخصن الثورة ، بأن أنتفاضته هذه وثورته الشعبية البيضاء هي تأتي من باب التحدي والصراع الشخصي المعروف مع السيد المالكي! ، حيث تشير الأخبار وكل وسائل الأعلام ومواقع التواصل الأجتماعي الى سعي قوى الأطار التنسيقي لعزل السيد المالكي وتجريده نهائيا من أية عمل بل تشير الأخبار الى أحتمال فرض الأقامة الجبرية عليه! ، بعد أن صار عبئا ثقيلا عليها ، وبنفس الوقت صار يشكل صداعا مزعجا لأيران التي أبدت موافقتها على عزله ، فأيران ممكن أن تخسر المالكي ولكنها لا تريد أن أن تخسر المكون كله ولا أن تخسر العراق! ، لذا فأن خرج المالكي من الأطار أو تم أبعاده أو عزله ، لا نريده أن يعني خفوت الثورة وألقها! ، فمباديء الثورة هي مباديء ومطالب كل العراقيين بلا أستثناء ، ولا بد من التثبيت عليها وعدم التراجع عنها قيد شعرة0
ثالثا : على السيد مقتدى الصدر أن يرفض وبشدة موضوع أعادة الأنتخابات ، التي يحاول قادة بعض الأحزاب السياسية طرحها وفرضها كأحد الحلول للأزمة الراهنة0 أن أعادة الأنتخابات ستكون بمثابة فترة جر النفس وأعادة تنظيم للفاسدين وبالتالي سيكون موضوع أجراء أنتخابات مبكرة بمثابة طوق نجاة للفاسدين ولكل أعداء العراق0لا يخفى على السيد الصدر أن أعادة الأنتخابات معناه أعادة نفس الأحزاب ونفس الوجوه ونفس النفوس المريضة التي دمرت العراق والتي لم تفكر ولا لحظة من أجله! ، هذا من جانب ومن جانب آخر، مهما تكن نتائج الأنتخابات فأيضا سيقال عنها مزورة وفيها تدخلات خارجية! ، كما حصل في كل أنتخابات سابقة ، حتى لو راقب الأنتخابات أنبياء وأئمة ومعهم لجان من الأمم المتحدة! 0 وبعيدا عن ننتائجها هذا أن تم أجرائها كما يطالبون ، فسيتم الطعن بها من قبل الخاسرين ونعود للدوران بنفس المشكلة والتشكيك والطعن بالمفوضية وتعالي الصراخ من هذا الخاسر وذاك ومن تلك الكتلة وذاك التيار والحزب ، فكل الأنتخابات التي جرت عندنا كانت تضع العراق بأزمة سياسية جديدة ، فالكل يتهم الكل والكل يطعن بالكل والكل يرى نفسه هو الفائز!0 فلا وألف لا لآجراء الأنتخابات0
رابعا : أن حكومة الطواريء هي المنقذ الحقيقي للعراق للخلاص من هذا الوضع السياسي المأزوم منذ 20 عاما ، وليس موضوع أعادة الأنتخابات كما يريدها أصحاب المصالح والمنافع ، وعلى السيد مقتدى الصدر أن يعرف بأن نجاح أنتفاضته الثورية الشعبية العاشورائية لا يكتب لها النجاح ألا بأعلان حكومة طواريء تعيد ترتيب البيت العراقي وفق أسس صحيحة ، وعلى السيد مقتدى أن يعمل على ترتيب مستلزمات حكومة الطواريء مهما كلف الأمر! ، وبلا حكومة طواريء فلم ولن يكتب لأنتفاضتك النجاح المطلوب ، الذي يلبي طموح كل الجماهير العراقية التي خرجت لنصرتك0
خامسا : نعرف تماما حجم الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها سيد الأنتفاضة داخليا وخارجيا ، فكن قويا ولا تتراجع فمستقبل العراق وشعبه المظلوم الآن بيدك والكره في ملعبك فأعرف كيف تخرج فائزا منتصرا وناصرا للعراق ولشعبه ومدافعا عن قيم العدالة والحق والأنسانية التي خرج من أجلها جدك الأمام الحسين عليه أفضل السلام ، أياك أياك أن تتراجع أصمد فالله معك أولا وأخيرا ، لأنك ناديت بالحق الذي يريده الله ، والله ناصر الحق ولو بعد حين ، أن نجاح أنتفاضتك سيدخلك التاريخ من أوسع أبوابه ، لأن أنتفاضتك هي ليست تعبيرعن أرادة الجماهير العراقية فحسب بل أن انتفاضتك هي صرخة حق لأسترداد وطن سرق في غفلة من الزمن منذ 20 عاما0 والله من وراء القصد0