يتجلى معنى الصحافة كونها مهنة انسانية شاقة , وهي مرآة الحياة تكشف الظاهر بكل علاته وتفاصيله , وهي تعكس في كل الاوقات صورة المجتمع الحقيقية بما فيها من جمال , من خير وشر ,ومن عادات رفيعة الى عادات بالية , ومن عواطف انسانية الى شرور واجرام , ان الصحافة مرآة صافية تواجه القوم دائماً , ليروا فيها انفسهم على حقيقتها ويطالعوا عليها عاداتهم وتقاليدهم عارية كما هي من غير رتوش. ” رئيس تحرير” هي الصفة العليا المهنية جداً في الدرجات الصحفية التي تعطى بعد سنين وجهود وعمل ميداني للصحفيين العاملين أي ” الممارسين ” , لكن للأسف الشديد , يظهر للملأ رؤساء تحرير كما يطلق عليهم ” نص ردن ” أخذوا بتشويه الصحافة من وجهة نظرهم الضيقة , وهم من الجهلة الذين لا يفقهون شيء ولا يعرفون حابلها من نابلها , يرفعون المجرور وينصبون المرفوع , وفي بعض الاحيان لا يعرفون كيف تكتب الكلمات والافعال ولا حتى بعض الحروف ولا يستطيعون ربط جملة مفيدة , وترى الكثير من الصحفيين المهنيين يعملون تحت اشراف هؤلاء الأميين الجهلة من بعض رؤساء الصحف والمجلات وبعض القنوات الفضائية, ولا يعرفون ان اللغة العربية الجميلة لها علاقة وثيقة وترابط وثيق الصلة مع الصحافة في تحرير الخبر او “الريبورتاج ” مثلاً , وتعتبر اللغة هي الاداة الرئيسية للصحافة وبينهما تخادم مفصلي لا يمكن فك ارتباطه او التزامه بمفهوم الصحافة والاعلام الذي يؤثر تأثيراً مباشراً على مشاعر ومعتقدات القاريء والمشاهد والمستمع , أصحاب المال والجاه اصبحوا رؤساء تحرير لبعض الصحف ومدراء عامين لبعض القنوات والاذاعات الرخيصة , وكانت النظرة القاصرة للصحافة والاعلام “السلطة الرابعة ” من قبل هؤلاء الجهلة ” رؤساء التحرير ” , هؤلاء الأُمعات الذين لا يعرفون مبادي الف باء الصحافة سوى جمع المبالغ والثروات وشراء العقارات , ويبخسون حق الصحفيون والاعلاميون والنيل من اقلامهم الشريفة , حيث تصل الحالة احياناً الى الاستغناء عنهم وفق مقتضايتهم المادية وقصر نظرهم الاخلاقي والانساني تجاه المجتمع, وتجاه هؤلاء الصحفيون الاجلاء, ان الصحافة والاعلام تهيئان للمجمع فرصة ليعي النظر بما اعتاد عليه من حياة وما ألفه من تقاليد , وتدفع الافراد دفعاً ليقلبوا وجوه النظر , فيما يبدو منهم من تصرفات وسلوك وتكشف النقاب لهم عن الحقائق لتنير امامهم طريق الحياة الصحيح, وبذلك فقط يحق للصحافة ان تفتخر بلقب ” صاحبة الجلالة ” وتتيه به, وتعساً لهؤلاء .